عمد السفير الاميركي في اسرائيل، محامي الإفلاس السابق ، ديفيد فريدمان، في خطابه أمام مؤتمر اللوبي الإسرائيلي “إيباك” عصر الثلاثاء، 26 آذار ، الى استخدام مصطلح “يهودا والسامرة” وهو المسمى الذي يطلقه المستوطنون الاسرائيليون الضفة الغربية المحتلة، وقال بأنه يجب على إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية في الضفة الغربية، وبوجود أمني دائم على خط نهر الأردن، فيما اعتبر إعلانا ضمنيا بموافقة الولايات المتحدة على ضم اسرائيل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة على الأقل.
وأوضح فريدمان موقفه بالقول “إن لإدارة” تتفهم المخاطر الوجودية على إسرائيل في حال سيطر /الإرهابيون على يهودا والسامرة/ كما حدث في غزة، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي”.
وتندرج تصريحات فريدمان هذه، في اطار توجهات باتت صريحة لدى ادارة الرئيس الاميركي ترامب، التي كانت اعترفت يوم امس الاول الاثنين بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل، وذلك بعد ان كانت اعترفت بالقدس المحتلة عاصمة لاسرائيل ونقلت سفارتها اليها.
ويرى سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، ومبعوث الولايات المتحدة للمفاوضات الأخيرة من أجل السلام بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي (آب 2013-آذار 2014) مارتن إنديك وكما عبر عن ذلك في “تغريدة” له على على موقع “تويتر” صباح الثلاثاء، 26 آذار 2019 تعليقا على اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، أنه ” لن يمر وقت طويلا قبل أن يتم ضم الضفة الغربية بهذه الطريقة”، وهو أمر يثير قلقا بالغا بين ذوي الرأي في العاصمة الأميركية، بأن ترامب سيفعل الشيء ذاته في حال قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضم الضفة الغربية بكاملها أو ضم أجزاء منها، او ضم ما يسمى بـ “الكتل الاستيطانية الكبرى” وهو قلق بات محتملا، كون الإدارة الاميركية تقول بأنها على وشك إكمال خطتها للسلام الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة بـ”صفقة القرن” وستقوم بإعلانها بعد الانتخابات الإسرائيلية يوم 9 نيسان المقبل.
وفي سياق متصل أعلن فرنسوا ديلاتر، سفير فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، الأربعاء (27 آذار 2019)، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم جلسة خاصة لمناقشة قضية الجولان السوري المحتل بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليه.
وقال السفير الفرنسي الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر ، في تصريح صحفي أدلى به في مقر الأمم المتحدة بنيويورك “لقد اقترحنا منذ وقت قصير على شركائنا في مجلس الأمن، رداً على طلب البعثة الدائمة لسوريا عقد اجتماع استثنائي حول مرتفعات الجولان، تحويل مشاوراتنا المغلقة حول مهمة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (بين سوريا وإسرائيل) إلى جلسة علنية خاصة بالشرق الأوسط ستشمل بحث موضوع الجولان”.
وبحسب ديلاتر ستعقد الجلسة في الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء.
وكانت سوريا قد دعت الأربعاء مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة للنظر في قضية الجولان على خلفية اعتراف الولايات المتحدة بأن المرتفعات السورية جزء من أراضي إسرائيل.
وفي إجراء يتناقض مع جميع القرارات الدولية، وقع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الاثنين 25 آذار في البيت الأبيض، على مرسوم ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل منذ العام 1967، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر منظمة اللوبي الإسرائيلي “إيباك” لعام 2019 في العاصمة الأميركية وبحضور وزير خارجيته مايك بومبيو، ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومبعوث الرئيس الأميركي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، وصهر الرئيس ومستشاره الأول على “صفقة القرن” جاريد كوشنر ، وسفير إسرائيل في واشنطن رون ديرمر وعدد من كبار مسؤولي البيت الأبيض.
ولقي القرار رفضا وانتقادات من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية والعالم العربي، بما في ذلك دول الخليج، وحتى من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وخارجها.
واعتبر ترامب أن هذا الإجراء يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وقال انه كان يجب اتخاذه منذ عدة عقود، مضيفا أن أي صفقة تخص السلام في الشرق الأوسط يجب أن تعتمد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وأدانت سوريا بشدة هذا الإجراء، مشددة على أن الولايات المتحدة لا يحق لها تقرير مصير الأراضي المحتلة، وأكدت أن هذا الإجراء لن يغير حقيقة تبعية المنطقة إلى الدولة السورية مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإصدار موقف واضح يرفض قطعيا إعلان الرئيس الأمريكي.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي برر اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول 2017 وتجاوزه القرارات الدولية والقانون الدولي بشأن القدس بنفس الذريعة ، وقال بأن كل ما فعله هو الإقرار بالأمر الواقع.
ويعتقد خبراء أن ترامب يعلم تماما بأنه من الصعب حشد أي تأييد لمنح إسرائيل حق ضم الجولان وفرض سيادتها عليها، تماما كما حدث في عدم قدرته على حشد دعم الدول الأخرى لاعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، لكنه يعتقد بأن فرض سياسة الأمر الواقع يعتبر سياسة “حكيمة” وأن غضب الدول الأخرى أو تنديد الأمم المتحدة، لن يترجم بخطوات عملية واقعية ومؤثرة.