كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عن أن “صفقة القرن” التي ستعلنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد شهر رمضان المقبل تستبعد كليًا حق عودة اللاجئيين الفلسطينين في الدول العربية إلى بلادهم.
وأشارت المجلة، في تقرير نشرته اليوم السبت، إلى أن قرار ترامب وقف المساعدات المالية لوكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينين التابعة للأمم المتحدة “أونروا” ودعوات واشنطن إلى إلغاء الوكالة تأتي في إطار سياسة الإدارة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية على أساس عدم عودة اللاجئين واستيعابهم في الدول العربية التي يقيمون فيها حاليًا.
حيث تشير رسالة كوشنر إلى انحياز الإدارة الأمريكية إلى دولة الاحتلال، في واحد من أبرز وجوه الصراع العربي الإسرائيلي
واقتبس كوشنر في بريده الإلكتروني مقالًا جاء فيه أن على السلطة الفلسطينيّة “تحمّل مسؤوليّة الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينيّة، وعلى الدول العربيّة المحيطة بإسرائيل أن توطّن بشكل كامل اللاجئين فيها”، وأضاف كوشنر في برسالته “مهم جدًا أن نبذل جهدًا خالصًا وحقيقيًا لعرقلة عمل الأونروا”، وعلل ذلك بالقول إن الأونروا “تبقي على الوضع القائم للأبد، وهي منظمة مرتشية وغير ناجحة ولا تساهم في الدفع بعمليّة السلام”.
ونسبت المجلة إلى كوشنر المكلف بعملية السلام بالشرق الأوسط قوله، في الرسالة التي بعثها في 11 كانون الثاني /يناير العام الماضي: “هدفنا هو ليس الأبقاء على الأمور كما هي بل تحسينها بشكل كبير ولتحقيق هذا الهدف علينا المخاطرة بكسر أمور أخرى”.
ورأت المجلة أن كوشنر كان يسعى إلى إلغاء المعونة الأمريكية لأونروا والبالغة 1.25 مليار دولار سنويًا وتغطي خدمات صحية وتعليمية وإنسانية لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، مشيرة إلى أن مصير هؤلاء اللاجئيين كان دومًا نقطة شائكة في عملية السلام وأن هدف كوشنر هو إلغاء هذا الموضوع من المفاوضات من خلال إزالة صفة اللجوء عن الفلسطينيين خارج الأراضي المحتلة.
ووفقًا للمجلة فإن الإدارة الأمريكية تأمل من تلك الإجراءات ان تقنع السلطة الفلسطينية بالاشراف على جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن يتم دمج جميع اللاجئيين الفلسطينين في الدول العربية التي تستضيفهم.
ونقلت عن كوشنر قوله في الرسالة: “من المهم جدًا أن نبذل جهدًا مخلصًا وشريفًا لإلغاء وكالة الأونروا لأنها فاسدة وغير فعالة وتؤدي إلى إدامة الوضع الراهن وهو ما لا يساعد على تحقيق السلام المنشود في المنطقة”.
وقالت المجلة: “إن رسالة كوشنر السرية التي لم تنشر بالكامل حتى الآن توفر الدليل الأكثر وضوحًا لوجهة نظر المبعوث الأمريكي تجاه واحدة من أكثر القضايا حساسية وهي قضية حق العودة التي تثير الانقسام الفلسطيني – الإسرائيلي وهي في الحقيقة تعكس حقيقة أن كوشنر منحاز كليًا لإسرائيل في هذه القضية”.