نشرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الاثنين، مقالًا للمحل السياسي للصحيفة حيمي شاليف، وصف فيه فريق “السلام الأميركي” المكون من جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات، وديفيد فريدمان، بـأنهم مثل “المتصيدون” الذين يحاولون التلاعب بالفلسطينيين لخفض مطالبهم بأي مفاوضات وهم يرددون مواقف اليمين الإسرائيلي باسم ترامب.
واعتبر شاليف، أن تصريحات فريدمان الأخيرة حول أحقيّة إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية يقدم مثالًا صارخًا على قدرة الصفة المأساوية لهذا الفريق بإزعاج الفلسطينيين ومحاولات إقناعهم بالقليل.
وقال “هذا التقزيم للمطالب الفلسطينية، هو نوع استراتيجي على ما يبدو لفرض الحد الأدنى من تلك المطالب في أي مفاوضات حقيقية”.
ورأى أن تصريحات كوشنير حول عدم قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم، وتوبيخات غرينبلات التي لا تتوقف وكأنهم أطفال، وتصريحات فريدمان التي تظهر أنه يتبنى موقف مجالس المستوطنات بالضفة، والحديث بمصطلحات لمهاجمة الفلسطينيين في الساحة الدولية بحماس منقطع النظير، تجعل المسؤولين الإسرائيليين يحسدون أنفسهم على هذا الفريق.
وأشار إلى أن الفلسطينيين مقتنعون بأن اليد الأميركية الممتدة إليهم تهدف إلى خنقهم وحرمانهم من تطلعاتهم الوطنية، وأنهم يرون في القمة الاقصادية بالبحرين، محاولة لشراء شرفهم واستسلامهم مقابل حفنة من الدولارات. وفق وصفه.
وأضاف “إن محاولة تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية من خلال الاحتقار والإساءة والتهديدات ليست فريدة من نوعها، هذا هو نمط العمل المفضل لترامب، من كوريا الشمالية والصين، وحتى إلى إيران والسلطة الفلسطينية، وإلى الدول المجاورة كندا والمكسيك”.
وتابع “بنيامين نتنياهو واليمين كله مسرور، إنهم في قمة النشوة لأن عملهم يتم من قبل الآخرين، وليس فقط من قبل الآخرين، ولكن من قبل أقوى قوة عظمى في العالم.. بالنسبة لنتنياهو، هذا وضع مربح للجانبين، تبنى الأميركيون روايته الأحادية الجانب، والتي يمكن تلخيصها في شعار الدعابة الإسرائيلي: العرب سيئون، الخيّر هو الإسرائيلي، لقد استوعبوا منهجه المتعجرف والعنصري، الذي كان يفهمه العرب فقط. والنتيجة هي انفصال بين حكومة ترامب والفلسطينيين، وهو ما يتفق تمامًا مع سلوك نتنياهو الذي لا يرى الفلسطينيين، وفي السنوات الأخيرة تجنب أي اتصال مع قيادتهم”.
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تقدم نتنياهو وحكومته كحمائم سلام، وهذا سيدفع نتنياهو في يوم من الأيام القريبة للحديث بأنه في ضوء التخريب الفلسطيني ستتطوع إسرائيل للقيام بدورها في صفقة القرن (أي موافقة ترامب على ضم الضفة الغربية لإسرائيل، كما أعلن فريدمان عن ذلك)، وهو دليل إضافي لا لبس فيه لفريق خطة السلام الأميركية بأن هذا هو هدفهم الأسمى “ضم الضفة”.
ورأى أن السياسة الأميركية تخدم أيضًا المصالح الشخصية والضيقة لنتنياهو، ومحاولة تجنيبه أي محاكمة قضائية. مضيفًا “أن تحالف الأخوة بين نتنياهو وترامب واحتمال أن يؤدي إلى تحقيق الحلم الجميل المتمثل في قمع الفلسطينيين وضم الأراضي، يغري حق إسرائيل في الدفاع عن نتنياهو والمحافظة على حكمه بأي ثمن – بما في ذلك تجاهل الشكوك ضده ومحاولاته لثني حكم القانون ضده”.
وأشار إلى موقف المعارضة الإسرائيلية التي ترى في السياسة الأميركية كارثية وتسقط حل الدولتين وتؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، لكن في ظل قيادة نتنياهو يرى الرأي العام الإسرائيلي أن ترامب هو بطل أحلامهم وفي سياساته يحقق “العدالة التاريخية ورؤية الأنبياء”، وهذا سيضع المعارضة في موقف الحارس السياسي الذي يغلق فمه ويلطف كلمات التعاطف والتشجيع التي لا يؤمن بها.
ووصف التصريحات لفريق السلام الأميركي بأنها “مهزلة من الدرجة الأولى، كوميديا رائعة، مسرحية هزلية مثيرة للسخرية يحاول فيها الدبلوماسيون الأمريكيون تحفيز الفلسطينيين على التعاون معهم وهم يشتمونهم ويسخرون منها في كل وقت”.
وقال “المشكلة ليست مع الفلسطينيين، الذين عبّروا عن دعمهم لحل الدولتين مرات لا تحصى، ولكن الإسرائيليين المتغطرسين الذين يضطهدونهم ويستولون على أراضيهم”. مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تنتهج مبدأ وضعه المفوض السامي خلال الانتداب البريطاني ينص على وجوب تعرض اليهود للأذى بطريقة تكرههم أكثر من خلال إلحاق الأذى بجيوبهم وإظهار الاحتقار لهم. مضيفًا “لقد قطعوا المساعدات وشجعوا على عدم قبول الفلسطينيين في المحافل الدولية، واستخدموا حق النقض لإحباط مشاريع فلسطينية وعملوا من أجل مهاجمة وانتقادة القيادة الفلسطينية”.