يبدو أن رئيس حزب ‘ييش عتيد’، يائير لبيد، تراجع عن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وفي الوقت نفسه أخذ يبعث برسائل سياسية باتجاه اليمين، في الوقت الذي تظهر في الاستطلاعات تنامي شعبيته وحتى تفوق حزبه على حزب الليكود الحاكم.
وكان لبيد يتحدث قبل أشهر عن ‘إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وعاصمتها رام الله’، بينما امتنع في الشهر الأخير عن ذكر حل الدولتين وبدلا من ذلك راح يتحدث عن ‘عملية انفصال’ عن الفلسطينيين طويلة الأمد وستستمر لسنوات طويلة، حسبما ذكرت صحيفة ‘هآرتس’ اليوم، الأحد.
واعتبر لبيد خلال كلمة ألقاها في مدينة نتانيا، يوم الأحد الماضي، إنه ‘لن نقسّم القدس أبدا. وينبغي البدء بطريق طويلة وأن تكون حذرة بالأساس، هدفها الانفصال عن الفلسطينيين، والذهاب إلى مؤتمر إقليمي والبدء في التحدث عن انفصال على مراحل بطيئة جدا، 15 إلى 20 عاما، وترتيبات أمنية في أساسها’. ويمضي لبيد بذلك في طرح سياسي شبيه بما يطرحه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وبحسب لبيد فإن ‘مصير الفلسطينيين لا يعنيني. أنا مهتم بمواطني إسرائيل. لا أصدق الفلسطينيين. وسينفذ أولادنا خطوات لبناء الثقة’.
لبيد: الانتخابات المبكرة ستجري هذه السنة
” لقد حان الوقت لقول “شكراً” والمضي قدماً .. عالقون في ذات المكان منذ فترة”
لكن لبيد كان قد صرح في مؤتمر في بلدة كريات غات، في آب/أغسطس الماضي، على سبيل المثال، بأنه ‘علينا البدء بالعمل بحذر من أجل تكون هناك إلى جانب دولة إسرائيل دولة فلسطينية منزوعة السلاح وعاصمتها رام الله’، كما تحدث في مؤتمر في مدينة ريشون لتسيون، في أيلول/سبتمبر الماضي، ‘إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل من خلال الحفاظ بحرص على ترتيبات أمنية وحرية عمل الجيش الإسرائيلي’.
وفي المقابل، فإنه لم يذكر ‘دولة فلسطينية’ خلال كلمته في نتانيا الأسبوع الماضي. رغم ذلك، قالت مصادر في ‘ييش عتيد’ إن الحزب لم يغير موقفه ولا برنامجه السياسي الذي يتحدث عن ‘انفصال بين إسرائيل والفلسطينيين بموجب مبدأ ’دولتين للشعبين’’.
وقال لبيد في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، الشهر الماضي، إن ‘مواطني إسرائيل منقسمين إلى اقلية تريد العيش مع الفلسطينيين إلى الأبد، وإلى أغلبية تريد الانفصال عنهم. وهذا لن يكون سلاما. وهذا سيكون اتفاقا يستند أولا إلى الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل. وعلينا الانفصال عن الفلسطينيين. وأنا أريد إخراجهم من حياتنا وليس الاستمرار في العيش معهم إلى أبد الآبدين’. وكرر لبيد تصريحات كهذه في مقابلة إذاعية.
لكن في مقابلة أجراها معه موقع ‘واللا’ الالكتروني، يوم الخميس الماضي، قال لبيد إن السلام سيحل ‘من خلال مفاوضات حذرة بالأساس. وهذا يعني أننا لن نسمح بقيام دولة حماس أخرى إلى جانبنا ولن ننفذ اية خطوات أحادية الجانب. سنذهب إلى مؤتمر إقليمي ومن خلال هذا المؤتمر الإقليمي سنبدأ عملية بطيئة جدا وتدريجية على مدار 15 – 20 عاما، لأن علينا أن نقول للفلسطينيين إن ما يهمنا هو أمن مواطني إسرائيل، أولا. ولأنه من أجل تحقيق الأمن نحن بحاجة أن يكون هذا تدريجيا لأنني لن أسمح بقيام دولة حماس أو دولة داعش على بعد خمسة كيلومترات من الكنيست’.
وقال لبيد إنه لا يوجد حل آخر غير حل الدولتين وأن ‘علينا الانفصال عن الفلسطينيين’. لكنه أضاف ‘نحن بحاجة إلى سور مرتفع. وهذا لن يكون سلاما. وعلى ما يبدو أن السلام سيصنعه أولادك وأولادي، سلام بالمفهوم التوراتي ’أطلب السلامة واسع وراءها’. ستكون هناك تسوية تسمح لنا بأن نلقي من حياتنا 2.9 مليون فلسطيني ليس لدينا أية مصلحة بالعيش معهم وإقامة علاقة معهم أو إجراء حوار معهم’.