محمد بلاص:
لجأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، إلى استخدام تطبيق “واتس أب” لتوجيه رسائل إلى مواطنين من عرب المليحات شمال غرب أريحا تحمل خرائط لتوسعة مستوطنة “ميفوت يريحو” والتي تتضمن هدم بعض منشآت الأهالي في خطوة وصفها الناشط الحقوقي عارف دراغمة بأنها تعتبر الأولى من نوعها وتحمل تحديات خطيرة، في ظل الحديث عن مخطط الضم الإسرائيلي لمناطق واسعة في الضفة الغربية والأغوار.
وقال دراغمة ل”الأيام”، إن عددا من الأهالي فوجئوا بتلقي رسائل عبر تطبيق “واتس أب” تضمنت توسيع مستوطنة “ميفوت يريحو” والتي قررت الحكومة الإسرائيلية في أيلول العام الماضي، تحويلها إلى مستوطنة رسمية، بعد أن كانت مصنفة على أنها عشوائية.
وبالتزامن مع تلك الرسائل، سلم ما يسمى “مجلس المستوطنات”، مواطنين من عرب المليحات، إخطارات بمصادرة 300 دونم من منطقة المعرجات شمال غرب أريحا.
وأفادت مصادر من عرب المليحات، بأن مستوطناً من مستوطنة “ميفوت يريحو”، سلم الأهالي الإخطار وأخبرهم بأن هذه الإخطارات صادرة عما يسمى بمجلس المستوطنات، وتضمن خريطة وقرارا بمصادرة 300 دونم من منطقة المعرجات.
وأكدت، أن مستوطنين من مستوطنة “ميفوت يريحو”، حاولوا بداية الشهر الماضي، تجريف تلك الأراضي لصالح توسيع المستوطنة، ونفذ 1500 مواطن من عرب الميلحات اعتصاما ومنعوا جرافات المستوطنين من تنفيذ مخطط المصادرة والتجريف.
وتسكن عشيرة عرب المليحات، في منطقة الأغوار، في منطقة تقع شمال غرب مدينة أريحا على بعد حوالي ستة كيلومترات، حيث يعيش الأهالي ظروفا حياتية صعبة وقاسية جدا، فهم يعاندون قانون الطبيعة وبذات الوقت يقاومون الاحتلال والتقدم الاستيطاني الاحتلالي.
وتعرض عرب المليحات، لموجات متتالية من الترحيل والهدم من قبل سلطات الاحتلال التي هدمت بيوتهم البسيطة لمرات عديدة لدفعهم على ترك وتفريغ المنطقة.
وعلى السفوح الشمالية الشرقية من منطقة النويعمة التي كانت تشكل مصدرا للمراعي وكانت تخدم مربي الأغنام في تجمع عرب آل الزايد والرشايدة والمليحات القاطنين في تلك المنطقة.
وبعد إقامة المستوطنات الإسرائيلية في محيط تلك المنطقة، حولها الاحتلال إلى مناطق خاضعة لنفوذ المستوطنات مثل مستوطنة “ميفوت يريحو” منذ عقد الثمانينيات، والتي لعبت دورا بارزا في التضييق على مربي المواشي وسلبهم المراعي الخضراء هناك.
وأكد رئيس التجمع البدوي في تجمع عرب الزايد الشيخ عبد الرحيم الزايد، أن المحمية الطبيعية التي أقيمت بجانبها مستوطنة “ميفوت يريحو” من المناطق التي كانت سابقا تعتبر من المراعي الخصبة والمهمة بالنسبة للتجمعات البدوية في منطقة النويعمة والديوك الفوقا، ولكن جيش الاحتلال فرض على العائلات البدوية هناك قيودا تحد من تواجد المزارعين ومربي الماشية، في حين منح تسهيلات كبيرة للمستوطنين بهدف تمكينهم من نهب الأرض الفلسطينية ومنع أصحابها الشرعيين من الوصول إليها، بذريعة أنها تصنف أراضي دولة بحسب وصف الاحتلال.
وأضاف الزايد: “في ظل انحسار كمية الأمطار في المناطق الغورية وبالتالي انحصار مساحات المراعي، أثر ذلك بشكل سلبي على قطاع الثروة الحيوانية، فحاولنا استعادة بعض المراعي التي حرمنا الاحتلال منها والمحيطة بمستوطنة ميفوت يريحو، إلا أن جيش الاحتلال والمستوطنين على حد سواء قاموا بمهاجمتنا وتهديدنا تحت قوة السلاح بالمغادرة أو الاعتقال، وهذا بدوره قضى على أية بارقة أمل في إنقاذ هذا القطاع المهدد بالانهيار”.
عن جريدة الايام الفلسطينية
Home / ملف الاستيطان والجدار / استهتار الاحتلال بأملاك المواطنين يصل حد الإخطار بالاستيلاء عليها عبر “وتساب”
Check Also
نتنياهو يخطط لإعادة قضية ضم الضفة إلى جدول أعمال حكومته
جدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تأكيده ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية المحتلة، لجدول …