نشرت “هيئة أراضي إسرائيل” الأحد، كراسة مناقصة لبناء 1257 وحدة سكنية ضمن مخطط إقامة مستوطنة “غفعات همتوس” في جنوب شرق القدس المحتلة. وامتنعت إسرائيل عن تنفيذ هذا المخطط منذ سنوات، بسبب معارضة دولية وإدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، لأن هذه المستوطنة ستحيط ببلدة بيت صفافا من جميع الجهات وتقطع التواصل الجغرافي بين القدس وجنوب الضفة الغربية.
وتقضي كراسة المناقصة بتقديم مقترحات بناء من جانب مقاولين حتى 25 كانون الثاني/يناير المقبل، أي بعد أيام معدودة من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، الذي تتوقع إسرائيل أنه سيعترض على إقامة هذه المستوطنة.
وكانت اللجنة اللوائية للتخطيط في القدس، التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، قد صادفت في العام 2014 على بناء 2600 وحدة سكنية في إطار مخطط إقامة مستوطنة “غفعات همتوس”. ويشمل المخطط مناطق عامة ومراكز تجارية.
ونقل موقع “واللا” الإلكتروني عن عضو بلدية القدس، أرييه كينغ، اعتباره أن “بناء الحي بأسرع ما يمكن هي مهمة إستراتيجية وصهيونية من الدرجة الأولى، وستضمن ربط أحياء (مستوطنات) غيلو وهار حوما بـ(مستوطنة) تلبيوت وقطع التواصل العربي بين بيت صفافا وبيت لحم”.
من جانبها، عقبت حركة “سلام الآن” ببيان جاء فيه أن “هذا البناء يعني توجيه ضربة شديدة للغاية لإمكانية أن يكون سلاما هنا وحل الدولتين للشعبين في المستقبل. وهذه الحكومة تشكلت من أجل مكافحة كورونا وتستغل نهاية ولاية ترامب من أجل فرض وقائع على الأرض وتخريب احتمالات السلام”.
وأضافت الحركة موجهة كلامها إلى حزب “كاحول لافان” أنه “ما زال بالإمكان وقف هذه الكارثة ونأمل بأن يبذل الوزراء، الذين ما زال في قلوبهم قطرة مسؤولية تجاه مستقبلنا جميعا، كل ما بوسعهم من أجل وقف المناقصة
قبل أن تُقدم الاقتراحات”.
وحذر الباحث في الجمعية الحقوقية “عير عميم”، أفيف تتارسكي، من أن “المناقصة في غفعات همتوس قد تكون خطوة أولى ضمن سلسلة خطوات يدفعها نتنياهو في نهاية ولاية ترامب وتعرقل مستقبلنا. والانفصال عن حل الدولتين هو أيضا ترسيخ لنظام غير ديمقراطي في إسرائيل، وهذا سيكون إرث نتنياهو”.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أعلن في شباط/فبراير الماضي، عن دفع مخططات بناء آلاف الوحدات السكنية في هذه المستوطنة. وأظهرت خرائط نشرتها “سلام الآن” لمخططات البناء في هذه المستوطنة أنه في المرحلة الأولى سيتم بناء وحدات سكنية مخصصة لليهود فقط.