إقرار 3 مخططات لبناء أبراج استيطانية في جنوب القدس المحتلة
قررت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس، برئاسة نائب رئيس البلدية إليعيزر راوخبيرجر من حزب (ديجال هاتوراه)، توصية اللجنة المحلية بالموافقة على 3 مخططات لبناء أبراج في جنوب القدس المحتلة؛ في مستوطنات: جيلو، القطمون، غوننيم، كجزء من المخططات المعتمدة، بإجمالي 740 وحدة استيطانية، إضافة الى سلسلة مبانٍ حكومية، ومن بينها كنيس، ومبانٍ عامة، ومناطق تجارية وللتوظيف وغيرها.
ووفق خبير الأراضي والاستيطان خليل التفكجي الاحتلال، يتم العمل على بناء سد شاهق من المباني الاستيطانية ذات الارتفاعات غير المسبوقة على الحدود المتاخمة للمدن في الضفة الغربية، خاصة في جنوب القدس المحتلة مع بيت جالا.
وقال التفكجي لـ”ے”: إن مستوطنة جيلو بنيت في العام 1971، أي بعد أربع سنوات من احتلال القدس الشرقية عام ١٩٦٧، وذلك على أراضي مدينة بيت جالا في موقع جبلي استراتيجي يدعى “جبل صليب ” لتصبح المستوطنة متاخمة بشكل كبير لمدينة بيت جالا، وامتدادها أصبح يحاصر المدينة من الجهات المختلفة، وأصبحت تحاصر بيت جالا من الغرب ومن الشمال، وتخترق أراضيها وجبالها الأنفاق التي تربط مستوطنات جنوب الضفة الغربية بالكتلة الاستيطانية (غوش عتصيون).
وأكد التفكجي أن تطوير وتوسيع مستوطنة غيلو لم يتوقف، فلها نصيب من كل المشاريع الاستيطانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، كونها منطقة استراتيجية مرتفعة، وتعتبر من أعلى وأهم المناطق في جنوب القدس واجملها إطلاله فيمكن من روابيها في أيام الصيف الصافية رؤية الساحل الفلسطيني وقطاع غزة، لذلك عملت وتعمل إسرائيل على توسعتها وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية فيها وتقوم في هذه المرحلة بربطها بالقطار الخفيف الذي يربط مستوطنات القدس الشرقية المحتلة بقلب القدس الغربية ومؤسساتها الرسمية وأسواقها ومرافقه العامة.
يذكر أن عدد المستوطنين في مستوطنة جيلو تجاوز الـ٥٠ ألف مستوطن معظمهم من المتدينين الحريديم، ومنذ العام ١٩٧١ مساحتها تضاعفت لتبتلع كافة أراضي بيت جالا من الشمال والغرب، خاصة بعد أن تم مد نفوذ هذه المستوطنة التي بدأت لكي تكون أكبر مستوطنة مستقبلية في مدينة القدس المحتلة، من ناحية المساحة وعدد المستوطنين، حيث تضم أيضاً مراكز أمنية وعسكرية ومخابراتية، وسياسية لقادة الاحتلال، ودوائر من الوحدات الاستيطانية التي أُقيمت في منتصفها على بقايا معسكر إنجليزي ومن بعده أردني.
وأكد التفكجي أن هذه المشاريع والمخططات الاستيطانية الضخمة تأتي ضمن مخطط “المتروبوليد-القدس الكبرى”، لعزل القدس وبلدتها القديمة- المدينة المقدسة، عن جنوب الضفة، وتغيير تركيبتها السكانية وهويتها العربية الإسلامية، لتنفيذ الضم الكامل للمدينة ومنع تقسيمها في أي مرحلة مقبلة كعاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة.
وأوضح التفكجي أن الاحتلال يعمل على تشكيل أسوار استيطانية تحول دون فصل الجزء الشرقي المحتلة من القدس في أي تسوية مستقبلية ووضع جيلو مثل وضع أضخم الكتل الاستيطانية في جنوب شرق القدس مستوطنة “معاليه ادوميم” التي باتت عملياً مضمومة للمدينة ضمن مخطط “المتروبوليد-القدس الكبرى”، الذي يشمل بوابة القدس الشرقية مستوطنة E1، التي تم الانتهاء من إقامة البنية التحتية فيها وسلسلة الجسور والأنفاق وبناء القيادة ومقر الشرطة ومد البنى التحتية لها وينتظرون الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب للشروع بالبناء الاستيطاني .
وقال التفكجي: إن توسيع مستوطنة غيلو وضم مستوطنة “معاليه ادوميم” والكتلة الاستيطانية “غوش عتصيون” ومستوطنة “جيفعات زئيف” يرفع عدد المستوطنين اليهود في القدس، ويحُول دون أي إمكانية لاستعادة شرق القدس المحتلة كـ”عاصمة للدولة الفلسطينية”، ويصادر ١٠٪ من مساحة الضفة الغربية، ويقطع تواصل الضفة الغربية، ويحولها إلى كتلتين منفصلتين لا رابط جغرافي بينهما مستقبلاً دون المرور بالمستوطنات.
ووفق قرار اللجنة المحلية، تمت الموافقة على المخطط الكبير يقع في شارع الهجانت (رقم 238) –الشارع الرئيسي في مستوطنة جيلو– حيث سيتم بناء 3 أبراج استيطانية مكونة من 26 طابقاً: 22 طابقاً سكنياً فوق 4 طوابق سفلية لمختلف الاستخدامات، مع موقف سيارات تحت الأرض أسفل الأبراج. وكجزء من المشروع الذي سيغطي نحو 10٫6 دونم، يقترح زيادة المعروض من الوحدات الاستيطانية في منطقة المخطط – من 65 وحدة استيطانية قائمة إلى 340 وحدة جديدة، منها 20 بالمائة على الأقل قيد الإنشاء.
بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من المشروع الذي يقع على مقربة من المسار المستقبلي للخط الأزرق والخط الأخضر للسكك الحديدية الخفيفة الاستيطانية، يقترح تخصيص نحو 1500 متر مربع من مساحة المخطط للمباني العامة، لصالح من مجموعة من مراكز الرعاية النهارية وفصول رياض الأطفال وكنيس يهودي، كما يتضمن المخطط واجهة تجارية باتجاه خط السكة الحديد الخفيف بمساحة نحو 1800 متر مربع.
وتنضم هذه الخطة لسلسلة من خطط البلدية لبناء أبراج سكنية في حي جيلا، والتي من وجهة نظر تخطيطية بدأت بالفعل، إضافة إلى برج مكون من 37 طابقاً بالقرب من الاستاد الريادي (تيدي) المقام على أراضي المالحة المهجر أهلها.
المخطط الثاني الذي وافقت عليه لجنة التخطيط يقع بين شارعي سان مارتن وبار يوهاي لبناء إجمالي 263 وحدة استيطانية.
ويقول رئيس بلدية القدس المحتلة المتطرف موشيه ليون: “تواصل عاصمة إسرائيل زخم البناء، مع التركيز على تكثيف خطوط السكك الحديدية الخفيفة في جميع أنحاء المدينة “.
وأضاف: “تجمع المخططات المعتمدة في مستوطنتي جيلو وجونينيم بين بناء مجمعات استيطانية في مواقع مركزية إلى جانب بناء المباني العامة والمناطق التجارية والعمالية وتطوير البنى التحتية المتطورة للنقل، سنواصل تجديد الأحياء القديمة والعمل على تحويلها القدس إلى مدينة حديثة ومريحة وذات جودة عالية، جاذبة لشبابها وتجذب مستوطنين جدداً”.
عن القدس الفلسطينية