أعلن نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بينس الاثنين، في مؤتمر القمة الثاني عشر “للمسيحيين المتحدين من اجل إسرائيل في واشنطن أن الولايات المتحدة لن تتنازل أبدا عن دعمها المطلق لإسرائيل الحليف الأكبر لأميركا، مؤكدا لهم أن الرئيس ترامب وهو (بينس) ملتزمان بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب وإلى القدس وأن عملية النقل هذه “إنما هي مسألة متى (سننقل السفارة) وليس إذا كنا سننقل السفارة”.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد جدد “الاستثناء التنفيذي” الذي يؤجل بموجبه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب وإلى القدس لستة أشهر إضافية منذ بداية حزيران، وتنتهي في نهاية العام، كما فعل أسلافه من الرؤساء السابقين بيل كلينتون ، وجورج دبيو بوش، وباراك أوباما، كل ستة أشهر خلال دوراتهم الرئاسية، على الرغم من أن الكونغرس الأميركي كان قد وضع قانونا يقتضي بنقل السفارة عام 1995.
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بينس يتحدث في أكبر مهرجان سنوي للتجمع الذي يلقب نفسه بالمسيحيين الصهاينة.
وقال بنس أمام التجمع المعروف بيمينيته وأفكاره العنصرية وتأييده المطلق لضم كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ونشر الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية لضمان عودة المسيح، حيث كان المتحدث الرئيسي “دعوني أقول بثقة لجميع الذين تجمعوا هنا وإلى كل العالم الذي يشاهد: الرئيس ترامب وأنا نقف إلى جانب إسرائيل (بشكل مطلق) دون اعتذار اليوم، كما أننا سنقف إلى جانب إسرائيل غير معتذرين غدا، وفي المستقبل، وأن الرئيس دونالد ترامب، وأنا ، وجميعنا، سوف نقف مع إسرائيل دائما، وبذلك لكم أن تطمئنوا أن هذا هو موقفنا الثابت”.
وكرر بينس نفس هذه العبارات والشعرات مراراً عبر كلمته التي استغرقت أكثر من 30 دقيقة قائلا “إنه شرف لا يصدق (في عظمته) أن أكون نائبا للرئيس في ظل هذا الزعيم (الرئيس دونالد ترامب) الذي كان دائماً ملتزما بالدفاع عن حق الإيمان واستعادة الحرية، وخاصة تعزيز الروابط الأميركية غير القابلة للكسر مع الدولة اليهودية، والشعب اليهودي” في إشارة مبطنة إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما تخلى عن إسرائيل وفق قناعة اليمين المسيحي الذي يعتبر بينس من أكثر الناس تقرباً من أفكاره وزعمائه.
وأضاف بنس إن “رئيسنا الذي وقف في القدس؛ في تلك المدينة القديمة والمقدسة أعلن للعالم كله كي يسمع أن الولايات المتحدة الأميركية ستقف دائما مع إسرائيل تحت قيادته” موضحاً “إن الرئيس ترامب وأنا إنما نقف مع إسرائيل لنفس السبب الذي يكنه كل أميركي من محبة وإكبار لإسرائيل، لان قضيتها هي قضيتنا وقيمها قيمنا وكفاحها هو كفاحنا”.
وقال بينس “إن دعم إدارة ترامب (لإسرائيل) لم يكن كلمات جوفاء، حيث أنه فعل الكثير من أجل إعادة بناء العلاقة التي تم كسرها في عهد الرئيس باراك أوباما” مستشهداً بأن “الرئيس ترامب عين السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي (المعروفة بولائها لإسرائيل) والسفير الأميركي لدى إسرائيل دافيد فريدمان (المقرب من حركة الاستيطان)، اللذين اثبتا بالفعل أن الأمور ستدار بشكل مختلف عن الطريقة التي كانت تعمل بها الإدارة الأميركية السابقة في السنوات الثماني الماضية”.
وفيما يتعلق بنقل السفارة (إلى القدس)، القرار الذي شعر الحاضرين في المؤتمر أن عدم تنفيذه من قبل ترامب شكل خيبة أمل كبرى لهم ، قال بينس أن هذا أيضا سوف يتغير، و”إن ذلك ليس سوى مسألة وقت” مؤكداً لهم “بالنسبة إلى الرجال والنساء المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل، أقول لكم أن هذا الرئيس (دونالد ترامب) يسمعكم ؛ هذا الرئيس يقف معكم، وأعدكم بأن يأتي اليوم عندما ينقل الرئيس دونالد ترامب السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس؛ انها ليست مسألة إذا، بل إنها فقط متى”.
وأطرى بينس من الثناء على إسرائيل قائلاً أنها حولت الصحراء إلى واحة حيث أن “أي شخص لديه عيون للرؤية وآذان للاستماع يجب أن يعترف بأن إسرائيل شهادة حية على قوة الأمل على الكراهية، وهكذا سوف تكون دائما”.
وكان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قد تحدث في وقت مبكر عبر الأقمار الصناعية إلى المؤتمر بكلمات كررها بنس في خطابه المسائي.
وجاء خطاب بينس في وقت تراجع فيه اهتمام البيت الأبيض بعملية السلام نظراً لانشغال الرئيس الأميركي ترامب وصهره جاريد كوشنر في تداعيات فضيحة العلاقات مع روسيا والتحقيقات المتعددة الجوانب التي انبثقت عن إدعاءات أن روسيا تآمرت مع حملة ترامب لضمان فوزه في انتخابات 2016 الرئاسية وهزيمة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.