ركزت صحف عربية اليوم الاثنين ، علي محاولات حل الأزمة في لبنان بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وعبر العديد من الكتاب عن مخاوفهم من تصاعد الأزمة في لبنان.
وينتقد إلياس حرفوش ما يصفه بـ”الشعارات الكاذبة التي تدعي الحرص على رئيس الحكومة المستقيل”.
وكتب حرفوش مقالا تحت عنوان “المتباكون علي استقالة الحريري” في الحياة اللندنية قال فيه: “يرفض اللبنانيون عادة مواجهة مشكلاتهم وأزماتهم الداخلية ويحاولون تحميل الخارج مسؤولية هذه الأزمات. لذلك لا يُعتبر بحثهم عن أسباب الأزمة الحكومية الحالية خارج الحدود أمرا جديدا”.
ويقول نبيل هيثم في صحيفة الجمهورية إن “أكبر كذبة هي ما قيل إن أمنه (أي سعد الحريري) كان مهددا، فمجرد عودة بسيطة الى حركة الرجل في بيروت قبل سفره تبين أنه كان يتنقل بكل حرية ولا قيود في كل الاتجاهات، وأنه كان مطمئنا جدا للوضع الأمني في لبنان بشكل عام”.
واستقال الحريري على نحو مفاجئ يوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك في بيان أذاعه من السعودية.
وتحدث الحريري عن “مؤامرة كانت تحاك لاستهداف حياته”، واتهم إيران وحزب الله اللبناني ببث الفتنة في العالم العربي.
قضية دولية
ويقول عبدالباري عطوان في الرأي اليوم اللندنية إن قضية الحريري ومصيره “تَحوّلا إلى قضية دولية، وربما يتم طرحها على مجلس الأمن قريبا، ولا نستبعد استعادته لحرية أكبر من الحركة والتنقل، والعودة إلى لبنان كبطل يحمل على الأكتاف والأعناق، كرئيس لمعظم اللبنانيين، إن لم يكن كلهم، وبما يعزز تحالفه مع حزب الله، والرئيس ميشال عون وتياره الوطني الحر”.
ويشير إلي أن “هناك قلقا إسرائيليا متصاعدا من تنامي قوة حزب الله”.
ويشدد زهير فياض في البناء اللبنانية علي “حاجة اللبنانيين إلى استعادة حوار حقيقي وجدي حول المسائل الخلافية كلها، بما يحصن وحدتهم الداخلية، وبما يوحّد جهودهم ويقوّي قدرتهم على الصمود وتأمين حماية لبنان في مواجهة التحديات الطارئة كلها”.
السعودية وحزب الله
وتقول الأخبار اللبنانية: “لم يكتفِ السعوديون بإهمال كل المطالب اللبنانية والعربية والدولية بإطلاق رئيس الحكومة سعد الحريري، بل بدأوا حملة جديدة لفرض بهاء الحريري زعيما بديلا. ويبدو أن وسيلة الضغط المركزية انتقلت من محاولة إقناع العائلة وتيار المستقبل الى العمل على جزء من الجمهور”.
وتساءلت الراية القطرية: هل القبض على كرسي الملك بالسعودية يحتاج حرب في لبنان.. أم الهدف قطر؟
وتقول الصحيفة: “لم تتضح الأسباب الحقيقية، لفتح السعودية النار على لبنان بهذا الشكل العنيف وتهديد استقراره الهش أصلا تحت شعار محاربة حزب الله المتهم من قبل المملكة بأنه يزعزع أمن المنطقة واستقرارها، ويسيطر على القرار السياسي في أرض الأرز”.
وكان حسن نصر الله زعيم حزب الله قد اتهم السعودية بأنها أرغمت الحريري على تقديم استقالته.
“تقليم أظافر الملالي“
استمرت الصحف السعودية علي موقفها المدافع عن استقالة الحريري.
ووصفتها صحيفة الرياض بأنها “زلزلت الأرض تحت أقدام من كانت مصالحهم تتحقق في لبنان كدولة تضم جيشين ويُرفع علي أرضها علمان”.
ويقول محمد آل الشيخ في الجزيرة إن “تقليم أظافر حزب الله في لبنان يعني تقليم أظافر الملالي في إيران”.
ويقول أسعد البصري في العرب اللندنية: “إيران تخطط لخنق السعودية وعزلها والمملكة في حالة حرب بالواقع. وضرب الفساد والأثرياء والأمراء هو لدعم الحرب حتى لا يقول الجندي السعودي لماذا أقاتل وأموت وفلان أمير يسرق المليارات”.
ويشدد سلمان الدوسري في الشرق الأوسط اللندنية – تحت عنوان “لبنان تحت مقصلة حزب الله” – علي أن “المملكة لن تستسلم كما استسلم الآخرون، ولن تترك حزب الله يعاديها ولن تمضي مجددا في التمييز بين الدولة والحزب الميليشيا”.
لكن راسم عبيدات يربط في البناء اللبنانية ما يحدث بما تسعي له أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
ويقول: “أميركا وإسرائيل لا تريدان لأي حركة مقاومة أن تنمو وتكبر عربيا وإسلاميا وتشكل خطرا جديا وحقيقيا على مصالحهما في المنطقة وعلى وجود إسرائيل على وجه التحديد”.