الرئيسية / ملف الاستيطان والجدار / التفكجي: مربعات استيطانية لحصار الفلسطينيين وتوسيع مستعمرات الاحتلال

التفكجي: مربعات استيطانية لحصار الفلسطينيين وتوسيع مستعمرات الاحتلال

كشف خبير في الاستيطان والأراضي أن أذرع الحكومة الاستيطانية وفي مقدمتها وزارات الاستيعاب والإسكان والمواصلات الإسرائيلية أوضحت معالم خطتها المعروفة بـ 2020 والذي تم تطويرها لتصبح 2050 لترسيخ ربط القدس المحتلة بشرقيها ومستوطنات الغور ب”تل أبيب” والداخل الفلسطيني.

وقال خبير الخرائط خليل التفكجي إن سلسلة مشاريع القدس 2050 تقضي بإقامة شبكة من السكك الحديدية والشوارع العريضة التي تربط القدس بالمطار الذي سيقام في منطقة البقيعة (النبي موسى) ومنطقة البحر الميت ومعظم مستوطنات الغور مع الأردن عبر جسر الملك عبد الله المغلق حاليًّا.

وأضاف أن هذه المنطقة ستتحول حسب الرؤية “الإسرائيلية” إلى منطقة صناعية ومناطق سياحية؛ علمًا أن المطار المنوي إقامته في منطقة البقيعة يعد وفق المخططات المطار الأكبر في “إسرائيل”؛ حيث سيستقبل 12 مليون سائح و35 مليون مسافر.

توسيع المستعمرات

وأشار إلى أن الهدف المركزي هو توسيع المستعمرات المقامة في هذه المنطقة وابتلاع منطقة الغور جنوبًا وشمالاً لتشكل حاجزًا يحول دون أي توسع طبيعي فلسطيني عبر شبكة من سكة الحديد الضخمة والخفيفة والطرق العريضة والمشاريع الاقتصادية والسياحية.

وقال التفكجيإن ما يجري الآن من عملية تطهير عرقي للبدو في منطقة الخان الأحمر حتى غور الأردن، وهذه المشاريع الضخمة والتوسعة الاستيطانية في كل البؤر والمستوطنات الزراعية في الغور، هو تمهيد لهذه المشاريع التي تهدف للحيلولة دون أي انسحاب إسرائيلي من غور الأردن في المرحلة المقبلة.

وبين أن مشاريع القطار الهوائي والخفيف والسريع لربط المطارات و”تل أبيب” بالقدس وغور الأردن تأتي جزءًا من السياسة الإسرائيلية على ثلاثة مستويات، يهدف أولها لربط القدس مع “تل أبيب” بالقطار السريع لاعتبارات تجارية واقتصادية، ويهدف ثانيًا إلى ربط مستوطنات جنوب القدس وتعزيز الكتلة الاستيطانية فيها، وعند اكتمال المستوى الثالث يكون قد أوجد شبكة طرق جديدة تربط مستوطنات شرق القدس مع مستوطنات جنوبها وشمالها بشكل يقطع أواصر التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها التي ستكون عبر أنفاق تحت شبكة هذه الطرق.

وأكد التفكجي أن خط السكة الحديدية الذي تم افتتاحه قبل نحو شهر، ويربط بين “تل أبيب” والقدس يندرج ضمن هذا المخطط لجعل مدينة القدس مدينة جاذبة بعد تغلغل المستوطنين المتدينين وهروب العلمانيين منها، وجعل المنطقة مركز استقبال وانطلاق لسياح الولايات المتحدة وأوروبا نحو دول المنطقة والشرق الأوسط، بحيث تصبح “إسرائيل” هي نقطة الارتكاز للسياحة الإقليمية ومنها تنطلق الوفود السياحية للأردن ومصر وباقي دول المنطقة ضمن “حزمة سياحية إسرائيلية”.

مشاريع تهويدية

وتابع أن مشاريع “القطار الهوائي” في باب الأسباط والقطار الخفيف وشبكة المواصلات في القدس المحتلة وحولها، تصب جميعها في مشاريع الأسرلة والتهويد وسيتم ربطها بالقطار القادم من “تل أبيب” إلى مطار اللد ومنه إلى مطار البقيعة في النبي موسى ومطار عوفدا في الجنوب على الحدود مع الأردن قبل منطقة إيلات.

وأشار إلى تسريع مخطط القطار الخفيف وما يسمى بـ”المسارات التوراتي” في ما يسمى بـ “الحوض المقدس”، وحزمة مشاريع استيطانية تنفذها شركات وجمعيات استيطانية بالباطن بتنسيق وقروض من الحكومة وخاصة في البلدة القديمة من القدس وحولها، هدفها إطباق السيطرة الإسرائيلية وفرض واقع جغرافي وديمغرافي وتنظيمي وإداري، تمتلك بموجبه “إسرائيل” جميع الأدوات والإمكانيات للسيطرة على القدس والبلدة القديمة خاصة.

وأوضح أن مشروع القطار الضخم لتقسيم البلاد لمربعات استيطانية تحصر الوجود الفلسطيني بين شوارع عريضة وسكة حديد “تل أبيب” الأردن فيتقاطع القطار الثقيل في القدس الكبرى من الشرق إلى الغرب مع الخفيف الذي يربط القدس بالمستوطنات شمال جنوب وشرق غرب مع “القطار الهوائي” في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك والذي يمتد من محطة القطار الأثرية التي أقيمت في أواخر القرن التاسع عشر في حي البقعة في القدس الغربية، ويصل إلى باب النبي داود ومن ثم إلى منطقة باب المغاربة، والمرحلة المقبلة من المشروع تتحدث عن تكملة من باب المغاربة إلى منطقة باب الرحمة ومن ثم إلى جبل الزيتون.

سيطرة صهيونية

وقال إن مسار “القطار الهوائي “في عمق الأراضي الوقفية والأقصى بمحاذاة أسواره في الجنوب والشرق كله يقع في فضاء البلدة القديمة وبمحاذاة أسوار المسجد الأقصى المبارك وعلى حساب أراضي الأوقاف والمواطنين الفلسطينيين، ولا يعود بأي فائدة تخدم سكانها الذين تجاهلهم المشروع تمامًا بل ويمتد إلى مقبرة باب الرحمة الإسلامية.

وختم التفكجي حديثة بالقول إن هذه المشاريع تشكل مكونات وعناصر لصورة المشروع الصهيوني الاستيطاني في بسط السيطرة الكامل على معظم أراضي الضفة الغربية، وخاصة الغور ومناطق “ج”، وتأبيد الاحتلال وتحويل الوجود الفلسطيني إلى كانتونات معزولة ذات إدارات بلدية وقروية على هامش مناطق نفوذ المستوطنات الكبرى والمشاريع الضخمة المنوي إقامتها لتردفها بالأيدي العاملة للمصانع والفنادق والخدمات، بعيداً عن إنهاء الاحتلال وللقضاء نهائيًّا على ما كان يسمى بـ”حل الدولتين”.

 

عن nbprs

شاهد أيضاً

القدس: نشر مناقصة لبناء مستوطنة جديدة على أراضي بيت صفافا وصور باهر

نشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية مناقصة لبناء مستوطنة جديدة تضم 1047 وحدة استيطانية على أراضي بيت …