عباس يؤكد تمسكه بحل الدولتين ونتنياهو يتهرب من تأكيد التزامه به
في الوقت الذي سارع فيه العديد من وزراء ونواب اليمين الاسرائيلي الى اظهار ابتهاجهم بالتصريحات التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في البيت الابيض، واعتبار قوله بأنه سيؤيد أي حل يختاره الجانبان، بمثابة دفن لرؤية الدولتين، اعلنت السلطة الفلسطينية تمسكها بهذا الحل، فيما تهرب نتنياهو من تأكيد التزامه به، وواصل تكرار هجماته على رئيس السلطة زاعما انه يرفض الاعتراف بإسرائيل.
وتكتب صحيفة “هآرتس” في هذا الصدد انه خلال اللقاء الذي عقده نتنياهو مع الصحفيين اثر انتهاء اجتماعه بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، امس، تم سؤاله عدة مرات عما اذا تراجع عن خطاب بار ايلان ودعمه لفكرة الدولتين، الا انه تهرب من تقديم جواب واضح. كما تهرب نتنياهو من اعلان رأيه بشأن تصريح الرئيس ترامب بأنه على استعداد لتقبل حل الدولة الواحدة. وقال “ان تعريفنا وتعريف ابو مازن للدولة الفلسطينية ليس متشابها. الدولة التي يتحدث عنها ليست مقبولة علينا. لم اغير موقفي، الجوهر لم يتغير، قلت واكرر – انا لا اريد ضم 2 مليون فلسطيني الى اسرائيل ولست معنيا بأن يكونوا رعايا لنا، لكنه يجب الاهتمام بأن لا نكون خاضعين لتهديد دولة ارهاب فلسطينية في قلب البلاد”.
في المقابل وخلافا لسلوكياته الاخيرة بشأن ارخاء الرسن للبناء في المستوطنات، اعلن نتنياهو انه سيكون مستعدا لمناقشة كبح البناء في مستوطنات الضفة الغربية مع الادارة الامريكية، كما طلب الرئيس ترامب. لكنه اوضح رفضه العودة لفرض قيود على البناء في القدس الشرقية، كما فعل خلال فترة الرئيس السابق براك اوباما.
وقال نتنياهو ان ترامب اعرب عن استعداده لتطوير العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، بشكل دراماتيكي، وانه تم تشكيل عدة طواقم مهنية من اجل ذلك. وأضاف ان “ترامب على استعداد لتطوير العلاقات في كل مجال، ولذلك فانه اذا جاء طلب من قبل الرئيس بفحص موضوع البناء في المستوطنات، فأنا اعتقد ان مصالحنا القومية تحتم التوصل الى تفاهمات. من المناسب بذل الجهود. لقد اتفقنا على مناقشة هذا الموضوع من خلال محاولة التوصل الى تفاهمات تتفق مع الطموح لتحقيق السلام والأمن”.
واكد نتنياهو للصحفيين انه خلال اللقاء مع ترامب لم يتم التوصل الى تفاهمات بشأن البناء في المستوطنات، وان النقاش حول هذا الموضوع سيتواصل. واوضح ان قرار بناء 6000 وحدة في المستوطنات والقدس الشرقية لن يتغير، ولن يتم اعادة فرض قيود على البناء في القدس.
وبخصوص موضوع نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، تهرب ترامب من تقديم جواب واضح خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نتنياهو، قبل اللقاء، وقال انه سيسره رؤية ذلك يتحقق، لكنه امتنع عن تحديد متى سيتم ذلك. اما نتنياهو فقال: “في موضوع السفارة قلت انني ادعم نقلها الى القدس. انه يفحص الموضوع بشكل جوهري لكنه استمع الى موقفنا القاطع. انه يطلب مهلة لفحص الموضوع”.
نريد التوصل الى صفقة
وكان ترامب قد دعا خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نتنياهو، قبل اللقاء، الى كبح البناء في المستوطنات، قائلا: “كنت اريد رؤية اسرائيل تكبح ذلك قليلا في هذه الأثناء”. واعلن اصراره على التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وبين اسرائيل والدول العربية، وقال: “نحن نريد التوصل الى صفقة. كل رئيس اراد عمل ذلك لكنه بدأ في وقت متأخر جدا. اعتقد اننا سنعقد صفقة تكون اكبر مما يفهم الناس هنا”. وقال ترامب انه سيكون مستعدا لتقبل حل الدولتين او حل الدولة الواحدة طالما وافق الطرفان على ذلك. وقال: “انا افحص موضع الدولتين وموضوع الدولة الواحدة. يمكنني التعايش مع الحلين. ذات مرة كان يبدو ان حل الدولتين هو الحل الأسهل، ولكن اذا كان الأمر يسر بيبي والفلسطينيين فسيسرني ما يفضلانه”.
ولم يدخل نتنياهو في مواجهة مع ترامب حول موضوع البناء في المستوطنات، وقال انه يريد التوصل الى تفاهمات تمنع التوتر بين اسرائيل والولايات المتحدة لاحقا. واضاف: “المستوطنات ليس اساس الصراع، يجب حل هذا الموضوع في اطار المفاوضات حول اتفاق سلام. نحن سنتحدث عن ذلك في سبيل التوصل الى تفاهمات ولكي لا نواصل التصادم طوال الوقت في هذه المسألة”.
وقال ترامب ان الولايات المتحدة ستشجع الطرفان على التوصل الى سلام، ولكن على اسرائيل والفلسطينيين انفسهم التفاوض حول اتفاق كهذا. وقال ان على الاسرائيليين والفلسطينيين تقديم تنازلات، وتوجه الى نتنياهو قائلا: “انت تفهم ذلك، اليس كذلك؟”.
واضاف ترامب: “يجب على الاسرائيليين اظهار الليونة، ويبدو لي انهم سيفعلون ذلك. انهم يريدون التوصل الى صفقة. ويجب على الفلسطينيين التخلي عن الكراهية التي يعلمونها منذ الصغر. يجب التحدث عن ليونة هناك، لكن هذا يبدأ من جيل مبكر. عليهم الاعتراف بإسرائيل. يتحتم عليهم عمل ذلك. لا يمكن التوصل الى اتفاق اذا لم يكونوا مستعدين للاعتراف بدولة رائعة وهامة، وانا اعتقد انهم سيرغبون بعمل ذلك. انا اؤمن انه سينضم لاعبون آخرون، ومن شأن ذلك ان يخفف على الطرفان”.
من جهته امتنع نتنياهو عن اعلان دعمه بشكل واضح لإقامة دولة فلسطينية، لكنه قال انه “بدلا من التركيز على العناوين انا اريد التركيز على الجوهر. يوجد شرطان للسلام ولم يتغيرا – يجب على الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية ويجب على اسرائيل الحفاظ على قدراتها الأمنية في كل الضفة الغربية والا سنحصل على دولة اسلام متطرف. الفلسطينيون يواصلون الدعوة الى هدم الدولة اليهودية، لا بل ينكرون ارتباطنا التاريخي ببلادنا. الصينيون يسمون هكذا لأنهم جاؤوا من الصين، واليهود يسمون هكذا لأنهم جاؤوا من يهودا”.
واستمرار لتصريح ترامب حول اشراك دول عربية اخرى في العملية السلمية، قال نتنياهو انه يجب فحص طرق جديدة وافكار جديدة لسبل التقدم نحو السلام. واكد انه يمكن للسلام ان يتحقق بواسطة مبادرة اقليمية مع الدول العربية المجاورة لإسرائيل. وفي هذه اللحظة استدار ترامب نحوه وقال باسما: “انت لست متفائلا بشأن ذلك”.
وهاجم نتنياهو تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: “ما الذي يقصده ابو مازن عندما يقول دولتان. دولة لا تحترم الدولة اليهودية؟ نحن نتحدث عن دولة مثل كوستاريكا ام مثل ايران؟ اذا قمنا بالتخيل فقط فسنحصل على دولة ارهاب، دكتاتورية اسلامية ستدمر كل مستقبل سلمي”.
وقال ترامب خلال المؤتمر الصحفي ان الولايات المتحدة ستعارض كل مبادرة من جانب واحد ضد اسرائيل في الامم المتحدة، كما ستعمل ضد مقاطعة اسرائيل. واوضح انه سيبذل جهودا اكبر من الادارة السابقة من اجل منع ايران من التسلح النووي، مضيفا ان “التزامنا بأمن اسرائيل اكبر من أي وقت سابق”.
يشار الى ان نتنياهو اجتماع الليلة قبل الماضية بوزير الخارجية ريكس تيلرسون. وقال ديوان نتنياهو ان اللقاء تناول العديد من القضايا الاقليمية، بما في ذلك الموضوع الايراني. كما جاء في البيان ان نتنياهو دعا تيلرسون لزيارة اسرائيل من اجل ترسيخ علاقات مباشرة بين وزير الخارجية وطاقمه، وديوان رئيس الحكومة.
نتنياهو يطالب ترامب الاعتراف بضم الجولان
وقال نتنياهو للصحفيين في اعقاب اجتماعه بالرئيس ترامب، انه طلب من الاخير اعترافا امريكيا بضم هضبة الجولان الى اسرائيل. واضاف: “يمكنني القول ان طلبي لم يثر الدهشة”.
ويشار الى ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لم يعترفوا بضم هضبة الجولان الى اسرائيل في 1981، وتعاملت الادارة الامريكية مع الهضبة كأرض سورية محتلة، وحاولت على مدار سنوات دفع مفاوضات بين اسرائيل وسورية من اجل التوصل الى سلام يشمل الانسحاب الاسرائيلي من الهضبة.
وقال نتنياهو، أيضا، انه والرئيس الأمريكي ينظران بالعين ذاتها الى التهديد الايراني، وناقشا النشاط الايراني في سورية. وقال: “لقد اعرب امامي عن التزامه بمنع ايران من امتلاك السلاح النووي وهو يعرف جيدا العدوان الايراني في المنطقة، في مجالات اخرى. لقد اتفقنا على التعاون من اجل صد هذا العدوان”.
عباس: “ملتزمون بحل الدولتين، والدولة الواحدة = ابرتهايد”
في الجانب الفلسطيني، تكتب “هآرتس” تطرق ديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى تصريحات نتنياهو وترامب واعلن ان “السلطة الفلسطينية ملتزمة بحل الدولتين”. واضاف ان “السلطة الفلسطينية تدعو رئيس الحكومة للاستجابة الى مطالب ترامب والمجتمع الدولي وتجميد البناء في المستوطنات والقدس الشرقية”.
وهاجم البيان “استبدال حل الدولتين بمبدأ الدولة الواحدة ذات النظامين، الأمر الذي سيقود الى الأبرتهايد”. واضاف: “السلطة ملتزمة بحل الدولتين حسب مبادئ المجتمع الدولي وانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية داخل حدود 67. والقيادة الفلسطينية مستعدة للعمل بشكل ايجابي مع ادارة الرئيس ترامب”.
الى ذلك قال امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، خلال مؤتمر صحفي عقده امس، ان رؤية نتنياهو بشأن الدولة الواحدة ستقود الى الأبرتهايد، لكن البديل الوحيد لحل الدولتين هو دولة واحدة تحقق المساواة في الحقوق لليهود والمسلمين والمسيحيين.
وكان عريقات يعقب على ما قاله مسؤول رفيع في الادارة الامريكية للصحفيين الليلة قبل الماضية، قبل لقاء ترامب، وهو ان الاخير يضع مسألة تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في مكانة متقدمة في جدول اعماله، لكنه لا يلتزم بأن يقوم ذلك على حل الدولتين.
وقال عريقات ان “اسرائيل، تحاول من خلال سياسة الاستيطان في الضفة، دفن حل الدولتين وعلى المجتمع الدولي التدخل فورا”. واضاف ان “التخلي عن حل الدولتين ستكون له ابعاد حابلة بالمخاطر على المنطقة كلها.” كما اشار عريقات الى انه لن تقوم دولة فلسطينية من دون قطاع غزة، ولن تقوم دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء، فهي ارض مصرية خالصة.
واضاف بأن القيادة الفلسطينية لا تزال تتبنى حل الدولتين، وان الفلسطينيين قدموا تنازلات كبيرة في اطار هذا الحل. وحسب قوله فان “الادارات الأمريكية كلها تبنت منذ عام 1967 حل الدولتين، وعلى الادارة الأمريكية العمل من اجل تطبيق هذا الحل.”
كما عقبت وزارة الخارجية الفلسطينية على تصريحات المسؤول الامريكي، وقالت انه اذا صح ما قاله فان هذا يعني حدوث “تغيير خطير” في الموقف الأمريكي من الصراع. واعربوا في الوزارة عن املهم بأن يكون المقصود مجرد تسريب غير موثوق وان يوضح البيت الابيض بشكل رسمي موقفا داعما لحل الدولتين على اساس حدود 1967.
وقالت وزارة الخارجية: “نحن نفهم جيدا انه توجد في اسرائيل قوى، خاصة في الائتلاف اليميني الفاشي، تريد تصفية كل فرصة لحل الدولتين، وان تلك القوى تحاول التأثير على القرارات في البيت الأبيض”. واضافت: “امام الاشتباه بحدوث تدهور خطير في السياسة الامريكية في هذا الشأن، سيعمل الفلسطينيون على تشكيل جبهة دولية واسعة من اجل الحفاظ على حل الدولتين”. وحسب اقوالهم فان نقطة البداية يجب ان تكون الاتحاد الاوروبي رغم انه توجد في الاتحاد الاوروبي عدة دول ستعتبر الموقف الأمريكي خطوة ايجابية.
اليمين يسارع الى “دفن” حل الدولتين
في اوساط اليمين الاسرائيلي ساد الفرح ازاء تصريحات ترامب، وسارع قادته، بشكل خاص في البيت اليهودي والليكود، الى الاعلان، عن دفن رؤية الدولتين، وذلك في اعقاب المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو.
وقال وزير التعليم نفتالي بينت (البيت اليهودي)، الذي ضغط على نتنياهو لكي يتنصل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، انه “تم اليوم انزال علم فلسطين عن السارية واستبداله بعلم اسرائيل. الفلسطينيون يملكون دولتين: في غزة والاردن. لا حاجة لدولة ثالثة. انا احيي رئيس الحكومة الذي اتخذ هذا القرار الصحيح، واظهر القيادة والجرأة وحصن امن اسرائيل وسيادتها”. من جهتها اكدت زميلته في الحزب وزيرة القضاء اييلت شكيد الالتزام العلني بعيد المدى لترامب بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي في المستقبل.
اما حسب تصريحات وزير الامن الداخلي غلعاد اردان (ليكود) فان “تصريحات الرئيس ترامب تثبت اننا في عهد جديد. المواقف التي عبر عنها الرئيس تدل على الفهم بأن حل الدولتين هو ليس الحل الوحيد لتحقيق السلام، وانه حان الوقت لقلب المعادلة وتفعيل الضغط على الجانب الفلسطيني”.
وترجمت وزيرة الثقافة ميري ريغف (ليكود) تصريح ترامب الى رسالة عملية، وقالت: “انتهى عهد التجميد. انتهى التجميد في يهودا والسامرة. انتهى تجميد العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. اليوم بدأ في واشنطن عهد جديد”.
وقال زميلها الوزير اوفير اوكونيس انه “تم اخيرا الانتهاء من الفكرة الخاطئة والخطيرة: اقامة دولة ارهاب فلسطينية في قلب ارض اسرائيل. الرئيس ترامب ايضا يفهم ان صيغة “حل الدولتين” لن تحقق السلام في الشرق الاوسط، وانه يجب العثور على حلول اخرى من اجل تحقيق السلام”.
في المقابل قال رئيس المعارضة، ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ انه “كان من المخجل رؤية نتنياهو يتلوى ويتلوى فقط من اجل التهرب من فكرة الانفصال عن الفلسطينيين بصورة حل الدولتين. على كل اسرائيلي هذا المساء ابداء القلق ازاء حقيقة المفهوم بأن امكانية قيام دولة واحدة بين البحر والاردن، تعني عدم وجود دولة يهودية. هذه كارثة خطيرة جدا، وسنحاربها بكل الطرق الممكنة”.
وادعت النائب شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) انه لم يطرأ أي تغيير ملموس على السياسة الامريكية ازاء اسرائيل. وحسب رأيها فان “ما سمعه نتنياهو من ترامب لا يختلف بتاتا عن تصريحات سابقه: لقد طالب اسرائيل بوقف الاستيطان وصرح بأنه سيقوم بعمل صعب من اجل صفقة جيدة سيضطر الطرفان الى تقديم تنازلات في اطارها، وطلب من اسرائيل اظهار الليونة والتسوية والتنازلات”. واضافت: “ادعو نتنياهو الى استغلال منظومة العلاقات الممتازة مع الرئيس ترامب والفهم بأنه الان بالذات انتهت كل الذرائع وعلى اسرائيل عرض خطة سياسية واضحة وشجاعة. هذه فرصة لرئيس الحكومة لكي يتوقف عن التصرف كمسؤول حزبي وبدء العمل كسياسي”.
عباس يجتمع برئيس سي. أي. ايه
علمت “هآرتس” من مصدر امني فلسطيني، ان رئيس الـ “سي. أي. ايه”، مايك بومبيو، التقى ظهر الثلاثاء في رام الله، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحضور رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فراج وعدد من كبار المسؤولين، بينهم صائب عريقات. وخلال اللقاء الذي لم يكشف مضمونه، طرحت عدة قضايا سياسية وامنية تتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وكذلك مسائل اقليمية، كالتطورات في سورية.
وحسب المصدر فقد تم تنسيق اللقاء مع رئيس الـ”سي. أي. ايه”، في الأسبوع الماضي، خلال لقاء عقده رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني مع مسؤولين في المخابرات الامريكية. وقال ان رئيس الـ”سي. أي. ايه” نقل رسائل مطمئنة في موضوع حل الدولتين، لا تتفق مع الرسائل التي تم نقلها من البيت الابيض.
التوجه الايراني ازاء اسرائيل لم يتغير
تكتب “يسرائيل هيوم” انه عندما تم توقيع الاتفاق النووي بين ايران والقوى العظمى، في تموز 2015، قيل ان المقصود خطوة اولى نحو اعادة دمج ايران في حضن الشعوب. لكنه بعد مرور سنة ونصف، يبدو ان التوجه ازاء اسرائيل لم يتغير منذ ذلك الوقت، سواء في صفوف النظام او الشعب الايراني، حسب ما يستدل من تقرير جديد اعده مركز القدس لشؤون الجمهور والدولة الذي يترأسه د. دوري غولد، المدير العام السابق لوزارة الخارجية.
وحسب التقرير فان برنامج الصواريخ طويلة المدى هو دعامة مركزية في استمرار التطرف ضد اسرائيل، كما يمكن الاستدلال على ذلك من شعار “يجب شطب اسرائيل من الخارطة/العالم” المكتوب على صواريخ الجمهورية الاسلامية. كما ان الزعيم الروحي الايراني علي خامنئي هو الذي يمهد الأرض لبقية الجهات الايرانية، سواء الجيش او الشعب.
فعلى سبيل المثال، اعتمد مسؤول عسكري في 26 تشرين اول 2015، على تغاريد كتبها خامنئي تقول بأن اسرائيل ستختفي خلال 25 سنة، وذلك من اجل الشرح بأن برنامج الصواريخ يهدف الى تحقيق هذه الرؤية. وقد قال المسؤول العسكري في حينه: “يعنينا رؤية كيف ستنجح اسرائيل بتحقيق اقوال خامنئي بشكل عملي بأسرع ما يمكن”. كما يشير كبار المسؤولين الآخرين في الجهاز الامني الايراني، بشكل متواصل، الى رغبتهم بتحقيق رؤية خامنئي، من خلال الاستخدام الدقيق لمصطلحاته.
اضف الى ذلك ان تصريحات خامنئي تحظى بتأييد واسع على الشبكات الاجتماعية وتقود الى انتاج رسوم توضيحية لتصريحاته، كتلك التي تصور “مطر صواريخ” يسقط على اسرائيل. وجاء في التقرير، ان “هذه الايديولوجية الاسلامية المتطرفة، التي تتكرر في المواعظ التي تدعو الى تدمير اسرائيل، الى جانب الثرثرة حول برنامج الصواريخ طويلة المدى، يجعل ايران اشد خطورة بشكل خاص. هذه الثقة الذاتية الزائدة تقود الى مواصلة تصدير الارهاب الى التنظيمات الفلسطينية وحزب الله وغيرها”.
فتى من اللد يحاول اختطاف سلاح مجندة
تكتب “يسرائيل هيوم” ان فتى عربي (13 عاما) من اللد، حاول امس، اختطاف سلاح جندية اسرائيلية بالقرب من محطة القطار. وبعد قيام الجندية بصده هرب الى حي “حاباد” المجاور، فيما لاحقه المارة حتى القوا القبض عليه ومن ثم تسليمه للشرطة. وقالت شرطة المنطقة الداخلية انه تم تحويل الفتى للتحقيق معه.
في المقابل، اعلن الجيش الاسرائيلي، امس، انه اعتقال خلال نشاط واسع في الضفة، 20 فلسطينيا ووضع اليد على عدة قطع سلاح و12 سيارة غير قانونية.
وزير الصحة يهدد بوقف علاج الجرحى السوريين
تكتب “يديعوت احرونوت” انهقبل شهر ونصف فاخر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالعلاج الذي تقدمه الدولة للجرحى السوريين، حيث قال: “لقد عالجنا الاف الجرحى من المأساة السورية في اسرائيل، الان انا اسعى للعثور على طرق لإحضار نساء واطفال ورجال من حلب للعلاج في اسرائيل، شريطة ان لا يكونوا من المحاربين”.
لكن التصريحات شيء، والتنفيذ شيء آخر. اذ يتضح ان دولة اسرائيل لم تقم، تقريبا، بتحويل المدفوعات للمستشفيات في الشمال لقاء معالجة اللاجئين من الحرب الاهلية السورية. وتصل تكلفة يوم العلاج في المشفى الى حوالي 10 الاف شيكل، الا ان المستشفيات تحصل على 1300 شيكل فقط.
والان يهدد وزير الصحة بأنه اذا لم يتم تحويل المال خلال عدة ايام، “فسنأمر المستشفيات في الشمال بالتوقف عن معالجة الجرحى السوريين”، قال الوزير يعقوب ليتسمان لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، واضاف: “الحكومة قررت معالجة الجرحى السوريين، وانا اعتقد ان هذا صحيح، وليست لدي مشكلة مع ذلك، لكنه لا يمكن لهذا الأمر ان يدخل المستشفيات في ديون ضخمة. هناك مستشفيات دخلت في حالة عجز كبير بسبب هذا العلاج فقط. اذا تواصل الأمر، سأصدر أمرا بوقف معالجتهم نهائيا”.
ومن المتوقع ان يجتمع مدير عام ديوان رئيس الحكومة، ايلي غرونر، اليوم، مع مسؤولين من وزارة الصحة من اجل ترتيب مسألة الديون. ويشار الى انه تم حتى اليوم تقديم العلاج لـ 2278 جريحا سورية.
وقال الدكتور مسعد برهوم، مدير المركز الطبي الجليل في نهاريا: “نحن نعالج الجرحى السوريين منذ اربع سنوات. جراحهم بالغة التعقيد وتحتاج الى عمليات معقدة مع طواقم كبيرة. نحن نمتص تكلفة العلاج وهذا يعني اننا لا يمكننا تجديد التقنيات وترميم المباني ولا حتى تقديم العلاج الجيد لسكان الشمال”.