الرئيسية / صحف / صحف عبرية / المراعي ميدان الصراع على أراضي “ج”

المراعي ميدان الصراع على أراضي “ج”

كانت الأمور في بؤرة “عوز تسيون”، المجاورة لرام الله، هادئة، أول من أمس، بعد المواجهة القاسية في ليل السبت الماضي، والتي قتل فيها بالنار الشاب الفلسطيني قصي معطان (19 سنة) من قرية برقة المجاورة.
“من يعرف التاريخ في المنطقة وفي جهاز الأمن أيضاً يعرف أنه لم تكن هنا تقريباً أحداث شاذة”، شرح يهودا ليبر من سكان البؤرة. “بيوت قرية برقة قريبة من عوز تسيون، ونحن لا نبحث عن هذه المواجهات”.
وعلى حد قول ليبر، وقعت المواجهة بعد أن تعرض راعي غنم، خرج من البؤرة، لاعتداء من جمع فلسطيني. استدعى الراعي بعض الشبان ليساعدوه وكان بينهم ليبر أيضاً. “هاجم الفلسطينيون الراعي بالعصي، الألعاب النارية، والحجارة”، وصف ليبر الحدث. “أصيب أحد اليهود برأسه بصخرة بشكل شديد من مسافة صفر، وعندها أطلق النار للدفاع عن حياته. بعد ذلك تبين أن أحد المشاغبين قتل”.
بؤرة “عوز تسيون” معروفة جداً في الاستيطان. فقد أخليت في الماضي عدة مرات ويوجد فيها اليوم أربع عائلات، وبالطبع مزرعة يديرها بضعة شبان يرعون الغنم. المزارع هي عملياً الصراع الأكبر الذي يجري اليوم في تلال الاستيطان في “يهودا” و”السامرة”، بين اليهود والفلسطينيين. تلك المزارع هي السبيل الذي وجده المستوطنون للصراع من خلالها على المناطق “ج”. من خلف الفكرة يقف مبدأ بسيط: قلة من الأشخاص يستولون على كثير من الأرض. الهدف هو تثبيت عائلة أو عصبة شبان في مكان إستراتيجي، بشكل عام على أراضي دولة لرعي الغنم ولتحديد الأراضي.
غير أنه في أعقاب ازدياد المزارع (لا يوجد عدد دقيق لكن يدور الحديث عن العشرات) تعاظمت المواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين. “القصة مع المزارع مركبة”، شرح مصدر أمني كبير. “طالما كان هذا على أراضي دولة، وبإذن أراضي رعي، يكون ممكناً الإبقاء على احتكاكات ومواجهات قليلة فقط. يخرج الحدث عن السيطرة في اللحظة التي تقام فيها مزرعة في أراض خاصة أو دون تبليغ وأذون مناسبة، وهذا يخلق مواجهات. توجد احتكاكات على أساس يومي على مناطق الرعي، احتكاكات بسهولة تتصاعد، وهذا يدخل المنطقة في توتر أعظم”.
ويضيف مصدر آخر مطلع على التفاصيل: “الإرهاب موجود، هذا واضح. لكن أحداث كهذه توسع دائرة الإرهاب وتدخل إليها أناساً لم يرغبوا بالضرورة في الانشغال بالإرهاب. حين يرون أو يشعرون أنهم يأخذون منهم الأراضي، فإنهم يثورون ويردون بالإرهاب”.
في منطقة غور الأردن أيضاً وقعت عشرات الحالات من المواجهات الجسدية بين المستوطنين والفلسطينيين حول أراضي الرعي، وهكذا أيضاً في جبل الخليل وتقريباً في كل نقطة بالمنطقة.
في وزارة الدفاع بلوروا في السنوات الأخيرة نظاماً مرتباً لإقامة المزارع بحيث تكون على أراضي دولة، وألا تكون مناطقها للرعي قريبة جداً من مناطق الفلسطينيين، لكن في الميدان صورة الوضع مختلفة، وكل طرف يكافح في سبيل الأراضي المفتوحة.

عن “يديعوت”

عن nbprs

شاهد أيضاً

قيام حكومة وحدة يعني تجميد قرار بسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات 21/9/2019

بقلم: نداف شرغاي قد يجد نحو 470 الف مستوطن في «يهودا» و»السامرة» أنفسهم في الأسابيع …