فلسطينيون من النبي صالح يهاجمون سيارة لحرس الحدود بالحجارة
تكتب “هآرتس” ان عشرات الفلسطينيين من بلدة النبي صالح في الضفة الغربية، هاجموا يوم الجمعة، بالحجارة سيارة جيب تابعة لشرطة حرس الحدود بعد دخولها الى البلدة. وردا على ذلك قامت قوة الشرطة بإطلاق وسائل تفريق المظاهرات، وليس من المعروف عن وقوع اصابات. وقالت شرطة حرس الحدود انها اعتقلت احد المتظاهرين. وتم تصوير الحادث بالفيديو ونشره امس على الشبكات الفلسطينية.
وكانت سيارة حرس الحدود قد وصلت الى محطة الوقود، وحسب الجنود فقد توقف المحرك عن العمل لنصف دقيقة، وفي هذه المرحلة وصل فلسطينيون وبدأوا برشق الحجارة، فأطلق احد افراد الشرطة النيران وتفرق الفلسطينيون.
وفي تعقيبه على الحادث قال النائب اورن حزان (ليكود) انه “كان يجب على جنود السيارة العسكرية اطلاق عيار ناري حي على رأس كل من هاجمها من المخربين! لكن هذا ما لم يحدث بالفعل.. وبيننا، كيف سيحدث ذلك اذا كان الجندي الذي كرس للمخرب في الخليل العيار الذي يستحقه يقف الان على عتبة السجن؟!”
يعلون يقرر تأسي حزب مستقل، وبارليف و غباي سينافسان على رئاسة حزب العمل
تكتب “هآرتس” ان وزير الامن السابق موشيه يعلون، اعلن امس السبت، بأنه ينوي تأسيس حزب جديد تمهيدا للانتخابات. وكان الصحفي يوسي فورتر، قد نشر في تقريره الاسبوعي في هآرتس، يوم الجمعة، ان يعلون ابلغه بأنه “يستعد لتأسيس حزب وقيادته”.
وكان يعلون يتحدث خلال مشاركته في برنامج “سبت الثقافة” في تل ابيب، وقال انه سيشكل قوة سياسية للمنافسة على القيادة، ويترك الخيارات مفتوحة (امام التحالفات السياسية). وسيسره رؤية تحالف مع قوى اخرى. وفصل يعلون المسائل التي سيعالجها حزبه: “التهديدات الداخلية هي الأكثر اهمية اليوم – الفساد، التطرف، حوار الكراهية، تهديد سلطة القانون، نزع شرعية وسائل الاعلام، حوار الكراهية ضد العرب، وضد المتدنين وضد اليمين واليسار”. واضاف ان “السياسيين الذين يريدون جمع الأصوات هم الذين يتحملون المسؤولية عن الكراهية”.
وتطرق يعلون الى الجرف الصامد، وقال انه جرت تحقيقات بعد الحملة وتم استخلاص الدروس. “لا يوجد تدريب، حملة، معركة او حرب بدون اخطاء وحاجة لاستخلاص الدروس” قال، واوضح: “الجيش وأنا كوزير للأمن اجرينا تحقيقات فور انتهاء المعركة. ما يجب تنفيذه تم تنفيذه. قدنا الأمر بمسؤولية وبوعي”. ولاحظ بأن “المراقب نظر الى الجرف الصامد من خلال مسألتين: الأنفاق وجلسات المجلس الوزاري”.
وحسب يعلون فقد “تم طرح القرارات الهامة امام المجلس الوزاري، بما في ذلك اقتراح وقف إطلاق النار، لكن المعركة تدار من خلال النقاشات لدى رئيس الحكومة، وزير الامن، القيادة العامة، وفي الميدان. في المجلس الوزاري تناقش السياسة”. وصرح يعلون انه “لم اتحدث ابدا من اجل البروتوكول، ولم استغل قدس الأقداس للسياسة. الأمر ليس مسألة اجراءات وانما مسألة الناس”.
وفي حزب العمل اعلن وزير شؤون البيئة السابق ابي غباي، وعضو الكنيست عمر بارليف، بأنهما سينافسان على رئاسة الحزب. وستجري الانتخابات في تموز القادم، لكنه لم يتم تحديد موعد دقيق. وينضم غباي وبارليف الى عمير بيرتس ويتسحاق هرتسوغ، في المنافسة على رئاسة الحزب. كما يتوقع ان ينافس ثلاثة نواب اخرين على المنصب: اريئيل مرجليت، ايتان كابل والداد ينيف.
يشار الى ان غباي انتخب للكنيست الحالية ضمن حزب “كلنا” وتم تعيينه وزيرا لشؤون البيئة، لكنه استقال من المنصب والحزب في ايار 2016، بعد تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للأمن. وفي كانون الاول الماضي انضم الى حزب العمل، وامس اعلن قراره المنافسة على رئاسة الحزب خلال لقاء اجرته معه القناة الثانية. وحسب غباي، فقد جند 4000 منتسب الى الحزب. الا ان المعطيات التي توصلت اليها “هآرتس” حسب سجل الانتساب تشير الى ان الرقم يكاد لا يتجاوز الالف منتسب. وقال غباي: “يمكن لي ان اصبح رئيس الحكومة، بشكل قاطع- اؤمن بأن حزب العمل فقط سيستبدل نتنياهو، واعتقد انه يمكنني عمل ذلك”.
من جهته قال النائب عمر بارليف، لصحيفة “يديعوت أحرونوت” امس الاول الجمعة، انه قرر المنافسة على رئاسة الحزب، وانه الوحيد الذي يمكنه قيادة حزب العمل واعادته الى الانشغال بمستقبل اسرائيل وامنها، بعد ان فقد 55 الف منتسب الى الحزب الثقة بالنفس، والايمان بقدرتهم وقدرة الحزب على قيادة التغيير في اسرائيل. واضاف: “اذا لم نمنح المواطنين الشعور بأنه يمكن الاعتماد علينا، واننا لن نتخلى عنهم، فانهم لن يصوتوا لنا. سأعيد اليهم الثقة الذاتية، سأعيد الشعور بأنه يمكن المبادرة الى خطوات من دون اهمال الأمن”.
بينت يغلق مدرسة فلسطينية نموذجية في صور باهر بزعم انها تابعة لحماس!!
قال مدير مدرسة “النخبة الاساسية للبنين” في بلدة صور باهر في القدس الشرقية، لؤي بريكات، لصحيفة “هآرتس” انه اسعده استدعائه للتحقيق لكي يستمع اليه احد ما، في قرار وزير التعليم نفتالي بينت، ووزارته اغلاق المدرسة، قبل اسبوع، بزعم اقامتها من قبل جهات تابعة لحركة حماس. ويسار الى انه منذ اغلاق المدرسة بقي طلابها بدون اطار تعليمي.
بريكات، الموظف السابق في وزارة التعليم، لم يشتبه ابدا بمخالفات امنية، وقام بتأسيس المدرسة في بداية السنة، ولم يتوقع العاصفة التي ثارت بعد عدة اشهر بادعاء اقامتها من قبل حماس. وتضم المدرسة حوالي 240 طالبا وتعتبر مدرسة نموذجية ومرموقة جدا، حيث تركز على تدريس اللغة الانجليزية، العبرية والعلوم. ويبدأ تدريس اللغة العبرية فيها في الصف الثاني، أي في جيل اصغر من بقية مدارس البلدية.
منذ بداية السنة الدراسية حاول بريكات وشريكه الحصول على ترخيص من وزارة التعليم. وفي ايلول حصلا على “رمز للمدرسة”، وحسب ادعاء جهات رفيعة في الوزارة فقد تم وعدهما بأن إجراءات المصادقة على المدرسة تتقدم بنجاح. وفي اطار هذه الاجراءات وصل الى المدرسة مفتشان من وزارة التعليم في موعدين مختلفين، وقاما بفحص كتب التدريس ودفاتر حسابات المدرسة، وصادقا على مواصلة اجراءات تسجيل المدرسة. ولكن قبل ثلاثة اشهر تسلم المدير بشكل مفاجئ رسالة من المديرة العامة للوزارة تأمر فيها بإغلاق المدرسة بادعاء وصول معلومات “من جهة موثوقة” بأن المدرسة تنوي تدريس أيديولوجية حماس!.
واستأنفت ادارة المدرسة على هذا القرار، الا ان المحكمتين المركزية والعليا رفضتا الاستئناف. واعتمد القضاة على ادعاءين – الاول، ان ترخيص المدرسة لم يصدر بعد، ولذلك من حق الوزارة اغلاقها، والثاني، وعد الوزارة بتوفير حل لكل الطلاب في مدارس قريبة. ويوم الخميس الماضي امرت الشرطة بإغلاق المدرسة، واصدرت وزارة التعليم بيانا الى وسائل الاعلام زعمت فيه انه “تم تأسيس وتفعيل المدرسة من قبل جهات من حماس”، وتم احتجاز بريكات للتحقيق.
وقال بريكات لصحيفة “هآرتس” هذا الأسبوع: “سرني جدا انهم اخذوني للتحقيق، لكي يستمع الي احد ما أخيرا”. وكان بريكات والطاقم التعليمي في مدرسة النخبة، قد عملوا طوال سنوات في وزارة التعليم. وعندما حاول بريكات فهم سبب اغلاق المدرسة، تلقى اجوبة عامة، لكنه لم يتم حتى اليوم عرض أي دليل يربطه بحماس. كما لم تتلق الجهات التي توجهت من قبل البلدية الى الشرطة بهذا الشأن، أي رد حتى اليوم. وادعت الوزارة انه تم اتخاذ القرار بناء على معلومات عرضها جهاز الشاباك، لكنه حسب مصدر مطلع، اجرى اتصالا مع مركز الشاباك في المنطقة، فان الشاباك لم يعرف عن الامر.
وقال بريكات: “كل دفاترنا مفتوحة. لقد حصلنا على المال من البنك. وكتب التعليم لدينا هي كتب وزارة التعليم، بل اننا ندرس العبرية اكثر من المدارس الاعتيادية. ونعلم الطلاب السباحة مرة كل اسبوع. انا شخصيا من انصار فريق مكابي تل ابيب. كنت اصرخ في استاذ ياد الياهو كالمجنون. انا لا افهم من يريد تدمير حياتي. لو كانت المدرسة تابعة لحماس، فهل من المنطقي ان اتوجه الى وزارة التعليم واطلب ترخيصا وميزانية؟ فليقولوا لي ما هي المشكلة. اذا كان هناك مدرس يرتبط بحماس فسأفصله، لكنهم لا يقولون لي أي شيء”.
في صور باهر يقدرون بأن المنافسة في مجال التعليم الخاص في القدس الشرقية دفعت اصحاب المصلحة الى محاولة عرقلة المدرسة بدوافع تجارية. ويقول بريكات: “اذا تقدمت الى الأمام فانهم يطعنوك من الخلف”.
وعلى الرغم من ادعاء الوزارة امام المحكمة بوجود حل للطلاب، الا ان لجنة اولياء الامور في الحي واللجنة البلدية، تقولان انه لم يتم حتى الان توفير حل لغالبية الطلاب. وقال عميرا جابر، رئيس لجنة اولياء الامور في الحي: “لم نتلق اجوبة حتى اليوم. لا توجد اماكن في المدارس الاخرى، وحتى اذا توفرت، فليس من المنطقي ادخال مدرسة في مدرسة اخرى”. وحسب اقواله، فانه منذ اغلاق المدرسة تعلم الطلاب يوما واحدا في الشارع المجاور للمدرسة، احتجاجا على قرار الاغلاق، ومنذ ذلك الوقت وهم في بيوتهم.
وقال اسامة حمد، احد اولياء الأمور انه “في هذه المدرسة يحترمون المعلمين والطلاب. لو كانت لها علاقة بحماس لكنت قد اخذت اولادي وابتعدت من هنا. ان كانت مدرسة لحماس فكيف يسمحون لنا بالوقوف هنا؟ لماذا لا يعتقلوننا؟ هذا كله هراء. لا وجود لحماس بتاتا في البلدة”.
وقالت وزارة التعليم ان “بلدية القدس تستعد لاستيعاب كل طلاب المدرسة الـ150. وتؤكد الوزارة انها اغلقت المدرسة بعد تسلم معلومات من جهات امنية، وهي خطوة صادقت عليها المحكمتين المركزية والعليا”. كما ادعت البلدية انها تستعد لاستيعاب الطلاب.
وهناك مدرسة اخرى تواجه خطر الاغلاق الفوري، هي مدرسة حي كفر عقب، الواقعة شمال القدس، وراء الجدار الفاصل، وذلك بعد قرار الوزارة وقف تمويلها. ويتعلم في المدرسة التي تعتبر من المدارس الكبيرة في البلاد، 3500 طالب، يدرس حوالي 300 منهم مسار البجروت الاسرائيلي. وكان مسجل الجمعيات قد قرر سحب ترخيص الادارة السليمة من المدرسة، فقررت الوزارة وقف تمويلها. وقال مدير المدرسة سميح ابو رميلة، ان القرار يرتبط بمشاكل تحويل الميزانيات من الوزارة ما اجبرنا على تجنيد اموال من رجال اعمال في السلطة الفلسطينية، ولذلك حدثت مشاكل في دفاتر الحسابات.
نتنياهو يقرر مرة اخرى تأجيل التصويت على ضم معاليه ادوميم
اعلن النائبان يوآب كيش (ليكود) وبتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) صباح الجمعة، بأنهما قررا بناء على طلب رئيس الحكومة، تأجيل التصويت على مشروع قانون ضم مستوطنة معاليه ادوميم، والذي كان يفترض ان يجري اليوم في اللجنة الوزارية لشؤون القانون، حسب ما تكتب “هآرتس”. واوضح كيش وسموطريتش في بيانهما انهما ينويان طرح المشروع للتصويت عليه في الاسبوع المقبل.
يشار الى ان هذه ليست المرة الاولى التي يعرقل فيها نتنياهو النقاش على مشروع القانون، فقد سبق وعرقل ذلك عشية سفره الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس دونالد ترامب، خشية المس بالعلاقات مع الادارة الجديدة.
ويسعى مشروع القانون الى فرض القانون الاسرائيلي على المستوطنة، وكنتيجة لذلك، فرض القانون الاسرائيلي، أيضا، على منطقة E1 التي تم ضمها في السابق الى منطقة نفوذ المستوطنة. وقال كيش لصحيفة “هآرتس” قبل فترة انه مستعد للتوصل الى تسوية تبقي منطقة E1 خارج المنطقة التي سيتم ضمها.
ويشار الى ان E1 تضم 12 كلم مربع، وتمتد شمال وغرب مستوطنة معاليه ادوميم. وحسب الناقدين الدوليين لضمها، فان البناء الاستيطاني فيها سيفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وسيصعب اقامة دولة فلسطينية متواصلة. وكانت نية اسرائيل البناء في هذه المنطقة قد اثارت انتقادات دولية صارمة، وعارضتها بشكل خاص الادارات الأمريكية، بما في ذلك ادارة اوباما. ولأسباب سياسية تم تعليق كل مخططات البناء فيها منذ عام 2005.
في هذا السياق، اطلق رئيس بلدية معاليه ادوميم، بيني كشرئيل، الاسبوع الماضي، حملة للضغط على الوزراء من اجل دعم الضم. وفي هذا الاطار قام بتوزيع ارقام هواتف اعضاء اللجنة الوزارية لشؤون القانون، على عابري السبيل، وحثهم على بث رسائل الى الوزراء تتضمن طلبا شخصيا بالتصويت “من اجل السيادة في معاليه ادوميم”.
نتنياهو يعلن انه سيلغي تسمية شارع في جت على اسم عرفات
تكتب “يسرائيل هيوم” انه في اعقاب النشر حول وجود شارع في بلدة جت يخلد ذكرى رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات، تدخل رئيس الحكومة واعلن بأنه سيمنع ذلك. وكتب نتنياهو على صفحته في الفيسبوك: “سمعت عن صراع معاقي الجيش ضد اطلاق اسم ياسر عرفات على شارع في بلدة جت في شمال الشارون. تحدثت عن ذلك مع وزير الداخلية ارييه درعي الذي اوضح بأن الوزارة لم تصادق على ذلك. في دولة اسرائيل لن يطلقوا اسم ياسر عرفات على شارع وسنعمل على ازالة اللافتة”.
وكان موقع “واللا” قد نشر بأنه تم العثور على اسم الشارع بواسطة تطبيق التوجيه “ويز” فتوجه معاقو الجيش الى وزير الداخلية ارييه درعي بطلب تغيير اسم الشارع. وحقق الاحتجاج نتيجة.
وفد من الكونغرس الامريكي يفحص في اسرائيل تأثير نقل السفارة الى القدس
تكتب “يسرائيل هيوم” انهوصل الى البلاد، امس، وفد رسمي من الكونغرس الامريكي، لزيارة تستغرق 24 ساعة من اجل فحص مسألة نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس. ويمثل الوفد اللجنة الفرعية للأمن القومي في الكونغرس، ويترأسه عضو الكونغرس رون دي سانتيس ومعه عضو الكونغرس دنيس روس. ويصل الوفد لفحص الموضوع عن قرب ولفهم الآثار والجوانب السياسية لهذه الخطوة الدرامية. ومن المتوقع ان يجتمع الوفد من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومسؤولين اخرين لهم علاقة بالأمر، كما سيزور مواقع محتملة لنقل السفارة اليها. وسيستمع الوفد ايضا، الى استعراض تاريخي خاص حول الواقع السياسي في القدس من عضو الكنيست يهودا غليك (ليكود).
يشار الى ان الرئيس الامريكي ترامب، اعلن طوال الحملة الانتخابية بأنه ينوي نقل السفارة الامريكية الى القدس. كما صرح السفير الأمريكي الموعود ديفيد فريدمان، بأنه لا ينوي الاقامة في بيت السفير الامريكي في هرتسليا ويبحث عن بديل في القدس.
وكان هذا الموضوع قد طرح خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده ترامب مع رئيس الحكومة نتنياهو، خلال زيارة الاخير الى واشنطن الشهر الماضي، لكن ترامب لم يحدد في رده على سؤال بهذا الشأن تاريخا معينا لنقل السفارة، وقال انه يدعم ذلك. وقال نتنياهو انه سمع من ترامب بأنه يريد المزيد من الوقت لفحص الموضوع.
اعتقال فلسطيني في الخليل بزعم التخطيط لعملية طعن!
كتبت “يسرائيل هيوم” ان قوات حرس الحدود في الخليل، اعتقلت امس السبت، فلسطينيا من سكان المدينة، في العشرينيات من عمره، بادعاء انه حاول تنفيذ عملية طعن. وحسب الشرطة فقد وصل الفلسطيني، ظهر امس، الى احد الحواجز القريبة من الحرم الابراهيمي، لكي يجري فحصه. وكانت هذه هي المرة الثانية التي يحاول فيها اجتياز الحاجز نفسه. وشخصه الجنود من خلال الفحص الذي اجري له في الصباح والذي لم يتم خلاله العثور على شيء على جسمه، لكنه اثار اشتباههم هذه المرة بسبب المعطف الذي ارتداه. وامره الجنود بخلع المعطف، وعندها شاهد احد الجنود سكينا في جيب الفلسطيني، فتم اعتقاله وتسليمه للشاباك.
وزارة القضاء تعارض العفو عن اولمرت
تكتب “يديعوت احرونوت” ان وزارة القضاء الاسرائيلية تعارض منح العفو العام لرئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، الذي قدم طلبا بهذا الشأن، قبل نحو شهرين، الى رئيس الدولة رؤوبين ريفلين. ومن المتوقع ان يتم تسليم قرار القيادة المهنية في الوزارة الى الوزيرة اييلت شكيد، لتحولها الى رئيس الدولة. وبما ان شكيد اعلنت مع استلامها لمنصبها قبل عامين، بأنها تعتبر رئيس الدولة هو الصلاحية الرئيسية في مسألة العفو، فانه ليس من المتوقع ان ترسل وجهة نظر من قبلها، وانما اعلان الدعم لكل قرار يتخذه ريفلين.
وكان اولمرت قد بدأ في شباط 2016 بامضاء فترة محكوميته في السجن لمدة عامين وثلاثة أشهر، بعد ادانته بالرشوة وتشويش اجراءات التحقيق والخداع. وقد فرض عليه بعد ادانته في ملف “هولي لاند” السجن لمدة ست سنوات، الا انه تم تقليصها لسنة ونصف بعد ان براته المحكمة العليا من احدى تهم الفساد، لكنها ادانته بالحصول على رشوة قيمتها 60 الف شيكل من شركة “هزيراع” مقابل دفع مصالحها حين كان وزيرا للصناعة والتجارة.
كما فرض عليه السجن لمدة ثمانية اشهر اخرى في قضية طالينسكي، وشهر آخر في اعقاب ملف تشويش التحقيق. واذا صودق على طلب العفو فقد ينعكس في اطلاق سراحه فورا او تقليص العقوبة بمقدار معين. ولكن اذا تم رفضها نهائيا، وتم في الوقت نفسه تخفيض ثلث محكوميته، فمن المتوقع ان يتم إطلاق سراحه في تموز القادم.
توقعات بمحاكمة نتنياهو في ملف الرشوة
تكتب “يديعوت أحرونوت” انه خلافا لتقديرات الشرطة بان التحقيق مع نتنياهو في ملف الرشاوى المعروف باسم “ملف 1000” سينتهي في نهاية اذار الجاري، الا انه يبدو بأن التحقيق سيتواصل خلال الشهر المقبل، نيسان، ايضا. فقد نشرت القناة الثانية في نهاية الأسبوع، بأن التحقيق يتأخر بسبب رحلات رئيس الحكومة المخططة الى الخارج، والتي تصعب تنسيق موعد للتحقيق معه، والسبب الثاني هو صعوبة تنسيق التحقيقات مع شخصيات لها صلة في الخارج.
في هذه الاثناء تنوي الشرطة التحقيق مع نتنياهو مرة اخرى، او ربما مرتين. اما التحقيقات في الخارج فيفترض ان تتم مع شاهدين رئيسيين في القضية: رجلا الاعمال جيمس فاكر وارنون ميلتشين. وحسب ما نشرته القناة الثانية فان فاكر يعاني من اوضاع صحية تصعب الاتفاق على موعد لسماع افادته. وقالت ان جهات في الشرطة تفكر بالتخلي عن افادته.
ويسود التقدير بأن الشرطة تنوي التوصية بمحاكمة نتنياهو في هذا الملف.
يعلون رفض إخلاء سكان غلاف غزة والجيش يعترف بأن القرار كان خاطئا
تكتب “يديعوت احرونوت” ان تقرير مراقب الدولة حول عملية الجرف الصامد وتهديد الانفاق القادمة من غزة، وحقيقة توصله الى ان الجيش قام بتدمير نصف هذه الأنفاق فقط خلال العملية، تطرح مسألة بالغة الاهمية لم تحظ بنقاش جدي حتى اليوم: إخلاء سكان بلدات غلاف غزة القريبة من السياج في حال وصول تحذير.
ويتضح من نصوص بروتوكولات المجلس الوزاري التي وصلت الى “يديعوت أحرونوت”، مؤخرا، ان الموضوع طرح خلال احدى الجلسات، قبل عملية الجرف الصامد، وبالتحديد في الثاني من تموز 2014، قبل ثلاثة ايام من العثور على جثث الفتية الثلاثة. وكان سبب طرح الموضوع وصول انذار عيني حول امكانية قيام حماس بتنفيذ عملية عبر احد الأنفاق.
وخلال النقاش اقترح الوزير نفتالي بينت إخلاء البلدات المدنية والمواقع العسكرية في المنطقة، لكن وزير الامن رد عليه قائلا: “نحن نعرف ماذا نفعل”. وتدخل رئيس الحكومة لصالح بينت واعرب عن دعمه لما قاله، لكن يعلون امتنع عندها، ايضا، عن تقديم رد موضوعي وقال: “سننظر في الأمر”.
وفي وقت لاحق قال بينت ان “ثمن الاخلاء الواهي قائم لكنه محتمل، اما ثمن تفعيل عملية من قبل حماس من دون إخلاء السكان والمواقع فهو غير محتمل، ولذلك كنت سأفعل ذلك، واكثر ما يمكن ان يحدث هو ان نخطئ”. ولم يتأثر يعلون من ذلك واكتفى بالقول “ربما”.
في نهاية الأمر تقرر عدم إخلاء البلدات، ولبالغ الحظ قررت حماس، أيضا، عدم بدء الحرب بالهجوم المخطط. في العاشر من تموز، بعد يومين من بدء الحملة العسكرية، وصل قائد المنطقة الجنوبية الجنرال سامي ترجمان الى المجلس الوزاري، وكرر التحذير من الأنفاق. وقال: “يوجد تهديد استراتيجي يمكن ان يتم تفعيله ضدنا في كل لحظة”. وردا على ذلك قال يعلون: “انا انظر الى تهديد الأنفاق كمشكلة ليست محلولة، ولن نتمكن من حلها خلال هذا الحدث ايضا”.
وفي اعقاب توصية رئيس الأركان ووزير الامن، تقرر بأن لا يعمل المجلس الوزاري على تقبل اقتراح اخر بوقف إطلاق النار. وبعد عدة ايام من ذلك، تحقق الانذار: فقد خرج 13 مخربا من النفق بالقرب من كيبوتس صوفا. ولبالغ الحظ تم تشخيصهم وتصفيتهم. واضطرت هذه العملية المجلس الوزاري الى المصادقة على التوغل البري في القطاع لمحاربة الأنفاق.
وفي اطار استخلاص الدروس من الجرف الصامد، قرر الجيش بشكل مبدئي القيام في المواجهة القادمة، سواء في الجنوب او في الشمال، بإخلاء المدنيين من البلدات المتاخمة للحدود، فور بدء المواجهة، وذلك من اجل تقليص خطر الاصابة سواء جراء تفعيل الانفاق او الرشق الصاروخي. وقد اشارت التحقيقات العسكرية التي اجريت بعد الجرف الصامد الى ان ترك السكان في بلداتهم في غلاف غزة كان خطأ.
مقالات وتقارير
نتنياهو عرض على هرتسوغ، قبل نصف سنة، دفع مبادرة سلام اقليمية، لكنه تراجع
يكشف براك ربيد في صحيفة “هآرتس” وثيقة عرضها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، قبل نصف سنة، وتتضمن تصريحا مشتركا كان يفترض ان يحرك مبادرة السلام الاقليمية، وتشكل قاعدة لحكومة وحدة. وتتضمن الوثيقة التي تنشر لأول مرة، ان نتنياهو ابدى استعدادا لتقبل تسويات اقليمية على اساس حل الدولتين، وكبح البناء في المستوطنات بشكل ملموس. لكنه بعد ثلاثة اسابيع من تحويل الوثيقة الى هرتسوغ، وبعد ان تم الاتفاق المبدئي عليها، بدأ نتنياهو بالتراجع على خلفية الأزمة السياسية التي شهدتها الحكومة على خلفية بؤرة عمونة. ووصلت الاتصالات بين الجانبين الى باب موصد، ومن ثم آلت نهائيا الى الفشل في منتصف تشرين الاول الماضي.
ويكتب ربيد ان “الوثيقة التي حولها نتنياهو الى هرتسوغ في 13 ايلول، بعد يومين من الاتصالات بينهما، كانت مسودة لبيان مشترك كان يفترض ان يلقياه خلال قمة في القاهرة او في شرم الشيخ مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وربما مع الملك الاردني عبدالله أيضا، والتي كان يفترض ان تنعقد في مطلع تشرين اول 2016. وكان من المتوقع ان تشكل هذه القمة بداية لمبادرة سلام اقليمية، وبعدها، كان ينوي نتنياهو وهرتسوغ فتح مفاوضات حثيثة لتشكيل حكومة وحدة”.
“وكانت سلسلة من الجهات الدولية ضالعة في الخطوة، وتم تحويل الوثيقة الى مسؤولين في الحكومتين المصرية والاردنية، وكذلك الى رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير، الذي كان ضالعا في الاتصالات، وايضا الى وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري، وبعض مستشاريه. وكان الصحفي بن كسفيت قد نشر في ملحق نهاية الاسبوع في “معاريف” قبل عدة اشهر، بعض تفاصيل الاقتراح الذي عرضه نتنياهو على هرتسوغ، لكن الوثيقة تنشر لأول مرة في “هآرتس”، اليوم.
“وقد كتبت الوثيقة باللغة الانجليزية، وتضمنت ثماني نقاط، هي:
1. نحن نشكر الرئيس السيسي على استعداده للقيام بدور فاعل في دفع السلام والأمن في المنطقة، واعادة تدشين العملية السلمية.
2. نعرب مجددا عن التزامنا بحل الدولتين للشعبين ونصرح برغبتنا بدفعه.
3. اسرائيل تطمح لوضع حد للصراع وانهاء المطالب كلها، والحصول على اعتراف متبادل بين الدولتين القوميتين، وترتيبات امنية متواصلة وحل اقليمي متفق عليه، يعترف ايضا بوجود مراكز السكان القائمة.
4. في اطار البحث عن السلام، تمد اسرائيل يدها للفلسطينيين وتطلب البدء بمفاوضات مباشرة، ثنائية الجانب، من دون شروط مسبقة.
5. اسرائيل تنظر بالإيجاب الى الروح العامة لمبادرة السلام العربية والمركبات الايجابية التي تشملها، اسرائيل ترحب ببدء محادثات مع دول عربية حول هذه المبادرة، بهدف عكس التغييرات الدرامية التي طرأت على المنطقة خلال السنوات الاخيرة، والعمل معا على دفع حل الدولتين والسلام الواسع في المنطقة.
6. في سياق استئناف جهود السلام، يجري تطبيق النشاط الاسرائيلي في مستوطنات يهودا والسامرة بشكل يسمح بالحوار الاقليمي من اجل السلام، ويسمح (بتحقيق) هدف الدولتين للشعبين – (وراء هذا النص المعقد في هذا البند وقف استعداد نتنياهو “لتجميد هادئ” وليس رسميا للبناء في المستوطنات المعزولة، التي لا تقع داخل الكتل التي تريد اسرائيل ضمها في اطار الاتفاق الدائم. نتنياهو رفض الاعلان عن هذا التجميد بشكل رسمي. في اطار الاتصالات التي استؤنفت بعد تحويل الوثيقة الى هرتسوغ، طالب الاخير بتحديد البند وشطب شطب عبارة “في سياق استئناف جهود السلام”، بهدف التأكيد بأن سياسة الاستيطان لن تكون مرتبطة بوجود المفاوضات مع الفلسطينيين. وقد وافق نتنياهو على ذلك.)
7. اسرائيل تعمل مع السلطة الفلسطينية بشكل كبير من اجل تحسين الاوضاع الاقتصادية والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك في المنطقة C، وتوثيق التنسيق الأمني. (خلال الاتصالات التي جرت بين نتنياهو وهرتسوغ طلب الأخير تحديد هذا البند والتوضيح بأن اسرائيل ستسمح للفلسطينيين بالبناء ودفع مشاريع في المناطق C. ووافق نتنياهو على ذلك).
8. اسرائيل معنية بالاستقرار طويل الأمد في غزة، بما في ذلك الترميم الإنساني وترتيبات امنية ناجعة.
لقد حول نتنياهو هذه الوثيقة الى هرتسوغ بعد سبعة اشهر من القمة السرية التي عقدت في العقبة والتي سبق وكشفت عنها “هآرتس”. وشارك في تلك القمة التي عقدت في شباط 2016، الى جانب نتنياهو، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والرئيس المصري، السيسي، والملك الأردني عبدالله. وشكلت القمة القاعدة التي جرت عليها بين آذار وايار، الاتصالات بين نتنياهو وهرتسوغ لتشكيل حكومة وحدة. لكن الاتصالات فشلت، وعادت واستؤنفت في اواخر آب.
في 26 حزيران، التقى نتنياهو وكيري على وجبة عشاء في مطعم بيير لويج في روما. واستغرق اللقاء عدة ساعات. وقد استمتع كلاهما بخيرة مأكولات المطعم الايطالي واحتسيا النبيذ الايطالي الفخم، ودخن نتنياهو السيجار الكوبي بشكل متواصل. وروى مسؤول امريكي سابق ما حدث خلال اللقاء والمحادثة التي جرت بين كيري ونتنياهو.
لقد سأل كيري نتنياهو: “ما هي خطتك بالنسبة للفلسطينيين؟ ما الذي تريد حدوثه الآن؟ وكرر نتنياهو قوله بأنه معني بدفع مبادرة اقليمية مع دول عربية على اساس “النقاط الخمس” التي عرضها في قمة العقبة، قبل اربعة اشهر. فقال له كيري ان الخطوات التي ابدى استعداده للقيام بها لن تكفي لجعل دول عربية، كالسعودية والامارات المتحدة، تنضم الى مبادرة سلام اقليمية. واضاف: ” التصريح الايجابي الغامض عن مبادرة السلام العربية والخطوات الرمزية على الارض لن تساعد على احضار العرب الى الطاولة. انا اعرف ذلك لأنني سألتهم. ليس لديك مسارا للعودة الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، وليس لديك مسارا الى الدول العربية. وصلت الى السقف الزجاجي. ما هي خطتك؟”
واقترح كيري على نتنياهو مبادرة اقليمية محتلنة لتلك التي عرضها في العقبة. ففي مطلع حزيران عقد في باريس لقاء بمشاركة 30 وزير خارجية، كجزء من مبادرة السلام الفرنسية. وقد كره نتنياهو الخطوة الفرنسية. لكن كيري قال له ان المبادرة التي يقترحها عليه ستستبدل مبادرة السلام الفرنسية وتشمل المركب الاقليمي الذي رغب فيه نتنياهو كثيرا.
وشمل اقتراح كيري عقد مؤتمر سلام اقليمي بمشاركة اسرائيل والفلسطينيين ودعوة الدول السنية، بما في ذلك السعودية واتحاد الامارات اللتان لا تربطهما علاقات دبلوماسية بإسرائيل، وكذلك روسيا والصين ودول بارزة في الاتحاد الاوروبي. واقترح كيري عقد المؤتمر تحت المبادئ الست للمفاوضات حول الحل الدائم التي عرضها في قمة العقبة، والتي شملت الاعتراف بدولة يهودية.
وقال كيري لنتنياهو ان اسرائيل والفلسطينيين لن يلزموا بتبني المبادئ بل يمكنهم التحفظ منها على الملأ. لكن عقد القمة سيقود الى استئناف المفاوضات المباشرة، وتأسيس قنال محادثات مع دول عربية، يشمل نقاشات حول الترتيبات الأمنية الاقليمية التي تطرحها اسرائيل، واعتراف دول عربية وغربية كثيرة بمبادئ هامة لنتنياهو كالاعتراف بالدولة اليهودية.
وقال دبلوماسي امريكي رفيع ان نتنياهو لم يرد بالإيجاب على اقتراح كيري ولم يرفضه، واكتفى بالقول بأنه سيفكر فيه. مع ذلك، بعد يومين من اللقاء مع نتنياهو في روما، اتصل كيري برئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، وشريكته في قيادة الكتلة تسيبي ليفني. واطلعهما على محادثته مع نتنياهو والمبادرة التي عرضها عليه، وفحص معهما امكانية انضمامهما الى الحكومة.
خطوة اقليمية تلتف على ادارة اوباما
المبادرة الفرنسية الى جانب الخطوة الجديدة التي طرحها كيري، سببتا الضغط لنتنياهو وجعلتاه يجدد اتصالاته مع السيسي ومع بلير، واعادة طرح فكرة دفع خطوة اقليمية تلتف على ادارة اوباما ولا تلزم اسرائيل على تقبل نقاط كيري الست. وفي 10 تموز، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري بشكل مفاجئ الى القدس. وكانت هذه اول زيارة يقوم بها وزير خارجية مصري منذ عشر سنوات، وسبقتها عدة زيارات قام بها مبعوث نتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو، الى القاهرة. وفي ذلك اليوم اجتمع شكري مع نتنياهو وكذلك مع هرتسوغ.
وقال مسؤول اسرائيلي مطلع على القضية ان شكري وصل لكي يفحص مع نتنياهو ما اذا لا يزال ملتزما بما قاله للرئيس المصري بعد الخطاب الذي القاه السيسي في ايار، وهو انه، نتنياهو، يرغب بأن تحاول مصر دفع المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين بدعم عربي. وقال شكري لنتنياهو ان مصر مستعدة للاستثمار في هذه الخطوة، لكنه اكد بأن الطابة متواجدة في الملعب الاسرائيلي. وقال له ان مصر تريد معرفة ما هي الخطوات التي يوافق نتنياهو على القيام بها من اجل دفع مبادرة سلام، واكد ان السيسي لا يزال يعتقد بأن رسوم الجدية تكمن في اجراء تغيير في الائتلاف وانضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة. ونقل شكري هذه الرسالة الى هرتسوغ ايضا.
في الأسابيع التالية، ساد هدوء معين على مستوى الاتصالات الدولية، خاصة بسبب عطلة الصيف في الولايات المتحدة واوروبا. مع ذلك واصل كيري اجراء محادثات هاتفية اسبوعية مع نتنياهو وجهات اخرى كثيرة في المنطقة. وحسب دبلوماسي امريكي رفيع في ادارة اوباما، فقد رفض كيري التخلي عن الفكرة، رغم ان مساعديه والبيت الابيض قالوا له ان نتنياهو ليس جديا، وان هذه الخطوة خاطئة. وقال الدبلوماسي الأمريكي: “لقد قال لي البيت الأبيض ان الرئيس اوباما يريد ترك نتنياهو وعباس ينضجان في العصير الذي اعداه. لكن كيري واصل الموضوع لأنه بالغ الاهمية بالنسبة له”. في 21 آب اتصل كيري مرة اخرى بهرتسوغ وليفني، واطلعهما على نيته الوصول الى مصر والسعودية في محاولة لدفع مؤتمر السلام الاقليمي على اساس المبادئ التي عرضها في العقبة وروما. وانه يمكن لإسرائيل والفلسطينيين اعلان التحفظ منها.
وحسب دبلوماسي أمريكي سابق، ومصدر اسرائيلي، اطلعا على تفاصيل المحادثات، فقد قال كيري لهرتسوغ وليفني انه يؤمن بنجاحه بإحضار نتنياهو وعباس ودول عربية، بما في ذلك السعودية، الى مؤتمر كهذا، وانه اذا تم عقد المؤتمر، فسيشكل ذلك تغييرا تاريخيا في المنطقة. ووصل كيري الى النقطة الاساسية في المحادثة: “لا اريد التدخل في السياسة الاسرائيلية، ولكن في مثل هذا الوضع هل ستفكران بالانضمام الى الائتلاف. انضمامكما الى الحكومة سيشكل، ايضا، تغييرا دراميا”.
وقال المصدران الامريكي والاسرائيلي ان ليفني لم ترفض اقوال كيري، لكنها بدت متشككة جدا بشأن نوايا نتنياهو. اما هرتسوغ الذي احترق من نتنياهو قبل عدة اشهر، فكان مشككا ايضا، لكنه ابدى استعداده لفحص الاقتراح اذا تسلم معلومات من دول المنطقة تشير الى جيدة الأمر.
في ذلك الاسبوع تحدث هرتسوغ مع مسؤولين مصريين واردنيين، ومن دول عربية اخرى لا تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، من اجل فحص فرص دفع خطوة اقليمية. وقد سمع في قسم من المحادثات عن وجود استعداد عربي للتعاون مع خطوة كيري، بينما سمع في قسم آخر ردود متحفظة بصيغة “نعم، ولكن”. وفهم هرتسوغ وجود خطوتين متنافستين – الاولى يقودها كيري وتضم مبادئ اتفاق وعقد مؤتمر دولي، والثانية يقودها بلير ومصر وتشمل صفقة مقلصة اكثر من الخطوات وعقد مؤتمر اكثر تواضعا واصغر.
شرط هرتسوغ لجولة اخرى من المفاوضات: ضمانات
في الاسبوع الأخير من آب، بينما كانت الاتصالات الدولية في ذروتها، تلقى هرتسوغ محادثة هاتفية من نتنياهو. واوضح الاخير بأنه معني بمحاولة دفع خطوة اقليمية مع السيسي ورغب بسماع ما اذا كان هرتسوغ مستعدا للانضمام الى حكومة وحدة. وبفعل تشككه، عرض هرتسوغ طلبان : الاول، سماع الامور مباشرة ايضا من مصر والاردن، والثاني: تسلم اقتراح نتنياهو السياسي مكتوبا.
في الأيام التالي تم تلبية مطلبي هرتسوغ. الاول، وصل الى البلاد موفد مصري رفيع واوضح له ان السيسي معني بدفع الخطوة الاقليمية، ونقل اليه مسؤولون من الاردن الرسالة نفسها هاتفيا. والثاني، تسلم هرتسوغ من نتنياهو في 13 ايلول الوثيقة التي نشرناها اعلاه، مع مسودة لبيان مشترك.
خلال الأسبوعين التاليين جرت اتصالات مكثفة بين نتنياهو وهرتسوغ، شهدت نقاشات حول كل كلمة. وحسب مصدر مقرب من هرتسوغ، فقد طلب الأخير اجراء بعض التغييرات في الوثيقة، الاول رفض دمج مصطلح “البناء الحكومي” بشأن المستوطنات، والمطالبة بأن يجري التطرق الى كل بناء. كما طالب هرتسوغ بأن لا يرتبط تجميد البناء في المستوطنات المعزولة الواقعة خارج الكتل بوجود او عدم وجود مفاوضات مع الفلسطينيين، وانما يتم تحديد الأمر بينه وبين نتنياهو كسياسة حكومية، حتى وان لم يتم اعلان ذلك على الملأ. وقد وافق نتنياهو على كل نقط هرتسوغ وتمت صياغة البيان مجددا لكي يعكس هذا الاتفاق.
النقطة الثانية في الوثيقة تعلقت بإجراء تغيير ملموس للسياسة الاسرائيلية في المناطق C في الضفة الغربية التي تسيطر عليها اسرائيل امنيا ومدنيا، وبالسماح بالبناء والتطوير الاقتصادي الواسع للفلسطينيين في هذه المنطقة. ووافق نتنياهو على تحديد هذه الصيغة في البيان. اما المسألة الثالثة فهي مطالبة هرتسوغ بإضافة مصطلح “دولة فلسطينية ذات تواصل اقليمي” الى النص، الا ان نتنياهو تحفظ من ذلك، واتفقا على مواصلة الاتصالات.
قبل سفر نتنياهو الى اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة، تم التوصل الى اتفاق شبه نهائي حول نص البيان. وكان الهدف هو ارسال مولخو الى القاهرة، فور عودة نتنياهو من نيويورك، لكي يتفق مع المصريين. وكان المخطط هو ان يسافر نتنياهو وهرتسوغ سرا الى القاهرة في بداية تشرين الاول، ويعقدان هناك مؤتمرا صحفيا مع الرئيس السيسي، وربما مع الملك الاردني، أيضا، ويقرآن البيان المشترك الذي سيشكل قاعدة لتدشين مبادرة سلام اقليمية بقيادة مصر والاردن وبمشاركة دول عربية.
حسب الخطة، كان من المقرر بعد عودتهما الى البلاد، عقد مؤتمر صحفي في مطار بن غوريون بحضور وزير الامن ليبرمان، ووزير المالية موشيه كحلون، والاعلان عن خطوة عاجلة لتشكيل حكومة وحدة. وهدف اشراك ليبرمان وكحلون لإظهار موافقتهما ودعمهما للبيان الذي يفترض ان يكون نتنياهو وهرتسوغ قد اعلناه في القاهرة.
في 20 ايلول وصل نتنياهو الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة. وخلال خطابه المح الى مبادرة السلام الاقليمية التي جرت الاتصالات حولها من وراء الكواليس. وقال: “انا لم أتنازل عن السلام، لا زلت ملتزما بفكرة السلام القائم على دولتين للشعبين. اؤمن ان التغييرات الجارية في العالم العربي تحمل في طيارتها فرصة فريدة من نوعها لدفع السلام. انا اثني على الجهود التي يبذلها الرئيس المصري السيسي لدفع السلام في منطقتنا. اسرائيل ترحب بروح مبادرة السلام العربية وتتقبل بترحاب حوارا مع دول عربية لدفع سلام اوسع. انا اؤمن انه لكي نتمكن من تحقيق هذا السلام الواسع، يجب ان يكون الفلسطينيون جزء منه. انا مستعد لبدء مفاوضات منذ اليوم من اجل تحقيق ذلك”.
بعد يومين من ذلك، التقى نتنياهو بكيري في نيويورك. واطلع الاخير نتنياهو على اجتماع الرباعي الدولي الذي انعقد قبل عدة ايام بمشاركة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وقال دبلوماسي امريكي سابق، ان كيري ابلغ نتنياهو بأن الجبير اوضح بأنه اذا وافقت اسرائيل والفلسطينيين على اجراء مفاوضات وحدث تقدم، فستبدأ السعودية وبقية الدول السنية بخطوات لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. وقال كيري لنتنياهو ان “الجبير قال بأن السعودية لن تفعل ذلك فقط مقابل قيام إسرائيل بإصدار عدة تصاريح عمل اخرى للفلسطينيين”.
وعاد كيري واقترح على نتنياهو الموافقة على اقتراحه بعقد مؤتمر دولية تحت المبادئ التي عرضها للاتفاق الدائم، واكد ان السعودية ستوافق على الحضور. وقال كيري لنتنياهو “لقد حولنا الاجماع الدولي نحوك. لماذا لا توافق على اقتراحي؟” وقال دبلوماسي امريكي سابق ان نتنياهو قال لكيري انه معني اولا باستنفاذ خطوته مع مصر وهرتسوغ، وانه سيكون من السهل عليه التقدم مع وجود هرتسوغ في الائتلاف.
وقال الدبلوماسي الامريكي السابق، انه في هذه المرحلة من اللقاء وصل كيري الى الياس، وقال لنتنياهو: “هل تفهم ما الذي تفعله، انت بكل بساطة تحاول المماطلة في الوقت حتى دخول ادارة جديدة”. ولم ينكر نتنياهو ذلك. وحسب الدبلوماسي الامريكي السابق فقد فضل نتنياهو المسار المنفرد الذي اداره مع هرتسوغ ومصر: “لقد اراد السيطرة على الخطوة، رغب بتوسيع الائتلاف، رغب بعقد مؤتمر صغير بدون تدخل دولي زائد، والاهم من ذلك كله – لم يرغب بمبادئ كيري للاتفاق الدائم، ولذلك فقد ذوب الاقتراح بكل طريقة ممكنة”.
لقد اتصل نتنياهو بهرتسوغ عدة مرات من نيويورك واتفقا على اللقاء فور عودة نتنياهو لكي يتفقا على صيغة البيان المشترك وتفاصيل تشكيل حكومة وحدة. وقبل عدة دقائق من مغادرة نتنياهو لمطار JFK اجرى مستشاروه اتصالا مع هرتسوغ. نتنياهو المعروف بالحذر من المحادثات الهاتفية، في الأساس خشية التنصت، كان كما يبدو معنيا في هذه المسألة بأن يسمع الجانب الامريكي المحادثة.
لقد اوضح رجال نتنياهو لهرتسوغ بأنهم يريدون ارسال مولخو الى القاهرة، وطلبا التوصل معه الى اتفاق نهائي حول صيغة البيان. ورغم انه كانت هناك عدة نقاط لم يتم الاتفاق عليها، الا ان هرتسوغ اعتقد بأن المقصود مسالة هامشية نسبيا، واوضح لنتنياهو بأنها لن تمنع التوصل الى اتفاق. وعاد نتنياهو الى البلاد، وساد الشعور بأنه خلال عدة ايام سيسافر مع هرتسوغ الى القاهرة للإدلاء بالبيان الدراماتيكي. لكنه بعد 12 ساعة من ذلك، عندما هبط نتنياهو في البلاد، لم يأمر مولخو بالسفر الى القاهرة.
بعد يومين من ذلك توفي الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيرس، وعلى مدار عدة ايام لم تجر أي اتصالات بين نتنياهو وهرتسوغ، وبعد رأس السنة العبرية تجدد الاتصال بينهما، لكنه بدأت تصل من جهة نتنياهو نغمات اخرى. لقد اوضح مولخو، ورئيس طاقم ديوان نتنياهو يوآب هوروبيتس، ونتنياهو نفسه، لهرتسوغ، انهم يطلبون الانتظار مع هذه الخطوة الى ما بعد انتهاء الازمة حول بؤرة عمونة.
من هنا وصاعدا، اصبح من الواضح لهرتسوغ ورجاله بأن نتنياهو تراجع وان شباك فرص دفع المبادرة الاقليمية وتشكيل حكومة وحدة، بدأ بالانغلاق. وقال مصدر في حزب العمل، كان مطلعا على الاتصالات، ان “نتنياهو بدأ بالتراجع التدريجي عن البيان السياسي، لقد حاول تغييب ما تم الاتفاق عليه وطلب التأجيل بسبب عمونة وبسبب ضغط البيت اليهودي”. وتواصلت الاتصالات لعدة ايام بعد ذلك، وشملت ايضا لقاء صعبا بين نتنياهو وهرتسوغ عشية يوم الغفران. ولم يتبق لهما بعد انتهاء يوم الغفران الا الاعلان عن نهاية المفاوضات.
وجاء من ديوان رئيس الحكومة ان وصف عدم تحقق الخطوة الاقليمية المحتملة خاطئ في اساسه، لا يوجد أي صلة للموضوع بعمونة. رئيس الحكومة معني بدفع مبادرة اقليمية. من ينقل المعلومات لكم، ليس مطلعا على التفاصيل أو انه يزورها”.
تقرير المراقب؟ حماس لا يتأثر
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في “يسرائيل هيوم” ان قطاع غزة لم ينزل في الأسابيع الماضية عن العناوين. في بداية الأسبوع تم نشر تقرير مراقب الدولة الذي تضمن انتقادات لطريقة ادارة القيادتين السياسية والعسكرية لعملية الجرف الصامد. وبعد ذلك جاءت تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات، الجنرال هرتسي هليفي، والذي قال ان غزة تواجه الانهيار الاقتصادي الذي من شأنه التسبب باشتعال الحدود. واختتم الاسبوع ببيان الجناح العسكري لحماس الذي اعلن اصرار الحركة على الرد على كل عملية اسرائيلية، حتى وان كانت محدودة، وان كان هذا يعني التدهور نحو مواجهة شاملة.
من المثير الاكتشاف بأن تقرير المراقب في موضوع غزة، اثار ضجة في وسائل الاعلام الاسرائيلية، في الأساس. ففي العالم العربي قللوا من الاهتمام بالتقرير، وذلك خلافا لتقرير فينوغراد الذي صدر في اعقاب حرب لبنان الثانية وتم تبنيه بتحمس من قبل حسن نصرالله، الذي يكثر من استخدامه منذ ذلك الوقت كدليل على ادعائه بأن تنظيمه هو الذي حقق “نصرا الاهيا” ضد اسرائيل. في حالة غزة، لم تحاول حماس أبدا عرض الجرف الصامد كانتصار او انجاز لها، وفي كل الأحوال ركز التقرير على مسائل هامة وشرعية في حد ذاتها، كمسألة ما اذا كان يمكن منع المواجهة في غزة، بطرق سياسية، وما اذا كان يمكن ادارة العملية بطريقة افضل. ولكن التقرير لا يطرح الادعاء بأن العملية كانت فشلا لإسرائيل وانجازا لحماس.
الا ان المسألة الهامة بالنسبة لإسرائيل، هي ليست طبعا ما حدث على حدود القطاع قبل حوالي ثلاث سنوات، وانما ما يمكن ان يحدث خلال الأشهر القادمة. وعلى هذه الخلفية جاءت تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات الذي عبر عن التخوف من حدوث تدهور في اعقاب الضائقة الاقتصادية الصعبة التي تواجه سكان غزة. ويجب ان نلاحظ على ذلك بأن الواقع الصعب في القطاع ليس وليد الاشهر الأخيرة ولا حتى السنوات الاخيرة.
فهذا الواقع دائم ويتواصل منذ عقود كثيرة، وربما منذ اندلاع الانتفاضة الاولى وبعد اتفاقيات اوسلو، التي اغلقت سوق العمل الاسرائيلي امام الغزيين. الاقتصاد الغزي يقوم على المساعدات الواسعة من قبل وكالات الأمم المتحدة، وقطر، مؤخرا. وغني عن القول ان اسرائيل ايضا تتبرع بحصتها في تزويد الكهرباء للقطاع. فعلا هذا واقع مرير، لكن الوضع في غزة افضل مما هو عليه في اجزاء كبيرة من العالم العربي، وبالتأكيد في الدول المنكوبة مثل سورية، واوضاع سكان القطاع افضل حتى من ملايين اللاجئين السوريين في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن.
باستثناء ذلك، من المناسب ان نتذكر بأن اسرائيل هي احدى الجبهات، فقط، التي تقف امامها حماس، وليس من الضرورة ان تكون المهمة بالنسبة لها. في الجنوب تتواجد مصر التي تدير معها حماس منظومة علاقات معقدة في جوهرها عدم الثقة المتبادلة والرغبة المصرية بتصفية الحساب مع حماس. بين اسرائيل ومصر تواجه حماس جبهة اخرى، مع التنظيمات السلفية والجهادية الناشطة داخل القطاع والتي تسعى الى تقويض سلطة حماس والسيطرة مكانها. هذه التنظيمات تتحمل القسم الاكبر من المسؤولية عن حالات اطلاق النار على اسرائيل.
تقف على رأس حماس حاليا قيادة جديدة تفتقد الى التجربة. لقد جاء قادتها من الجناح العسكري للتنظيم، الذي سارع في نهاية الاسبوع، الى نشر تحذير لإسرائيل، جاء فيه انها اذا واصلت الرد على كل اطلاق للنيران على اراضيها واصابة حماس، فسيعتبر التنظيم نفسه حرا بالعمل ضد اسرائيل من اجل فرض معادلة تشبه تلك القائمة على الحدود الشمالية والتي تقيد ايدي اسرائيل امام حزب الله. لا شك ان هذا الاعلان يثير القلق، لأنه يعلمنا ما هو توجه التنظيم في المستقبل، حتى وان كان يحرص حاليا على الهدوء على طول الحدود.
في نهاية الأمر، تدلنا عملية الجرف الصامد على انه حتى وان كان الجانبان لا يبحثان عن المواجهة الا انهما قد تنجران اليها. ليس بالذات لأنهما لم تبحثان عن بديل سياسي، غير متوفر اصلا مع حماس، وانما لأنهم اخطأوا في فهم نشاط الجانب الثاني وانجرا رغم ارادتهما الى مواجهة شاملة.
حلم سراب
يكتب يارون لندن، في “يديعوت احرونوت” انه تم الادعاء بأن المتسللين من جنوب افريقيا، يسرقون اماكن عمل الاسرائيليين، ويثقلون على الخدمات الاجتماعية ويهددون الامن. ولولا قمنا بصد حشودهم لكان طابع المجتمع الاسرائيلي قد تغير تماما. هذه المبررات التي دفعت الدولة لاستثمار مبالغ ضخمة في بناء الجدار على الحدود مع مصر، لا تتفق مع ضم المناطق المحتلة مع ملايين الناس الذين يعيشون هناك، لأنه وفقا لكل النواحي التي ذكرت اعلاه، سيسبب الضم نتائج أسوأ بكثير. حتى الاكتفاء بضم المناطق C لوحدها، سيضم الى إسرائيل عددا من السكان يضاهي بكثير عدد المهاجرين من افريقيا، وسيتم احباط تأثيرهم فقط بثمن باهظ لا يقاس، وبعد صراع سياسي متواصل سنقوم في نهايته بسجن الفلسطينيين داخل جزر محاصرة بالأسوار.
رغم ذلك هناك من يؤيدون الضم ومن بينهم رئيسنا رؤوبين ريفلين، الذي يدعو الى تأسيس دولة واحدة ومنح كامل الحقوق للعرب الذين يعيشون في المناطق التي سيتم ضمها. لقد تمسك ريفلين منذ شبابه بوجهة نظر تتلخص في قصيدة “شمال الأردن” التي كتبها زئيف جابوتنسكي احتجاجا على فصل ما وراء الأردن عن منطقة الانتداب البريطاني. احد بيوت القصيدة يعد بأنه في الدولة العبرية “سيرتوي من الوفرة والسعادة/ ابن العرب، ابن المسيحية وابني/ لأن رايتي راية الطهارة والاستقامة/ ستطهر ضفتي الاردن”.
هذه القصيدة التي تم تلحينها، هي النشيد الوطني لحركة بيتار، والمسنين من انصار مؤسس الحركة يؤيدون نصها، كما يؤمنون بمضمون مقالته الشهيرة “جدار الحديد”. لكن المقالة تعتبر تحفة للواقعية الثاقبة، بينما القصيدة تعكس حلما مخيبا، تماما كما خاب حلم الدولة التي وصفها هرتسل في روايته “التنويلد” (بلاد قديمة – جديدة). لقد تخيل مؤسس الدولة اسرائيل علمانية وليبرالية لا تختلف كثيرا عن “دولة جميع مواطنيها”.
اذا كانت احلام هرتسل وجابوتنسكي هي المقياس الذي سنقيس بناء عليه تعامل الدولة العبرية مع مواطنيها العرب، فان علينا الاعتراف بأننا فشلنا حتى الان. في الآونة الأخيرة تجسد فشلنا في حادثتين وقعتا في وقت متزامن: التسامح المبالغ فيه الذي اظهرته قوات الامن ازاء البلطجيين في عمونة، مقابل العنف ضد “ابناء العرب” في ام الحيران.
ولكن، ربما لا تكفي 70 سنة من قيام الدولة لكي نتوصل الى استنتاجات بشأن فرص نجاح او فشل خطوة ذات معاني تاريخية كبيرة، ولذلك – من دون رفض فكرة الضم بتاتا – اقترح تطبيقها وفقا لسلوك المهندسين الحذرين قبل بناء مصنع ضخم: انهم يفحصون امكانية ذلك بمساعدة تجربة متواضعة ويقررون توسيعها فقط بعد اجراء فحص دقيق للنتائج. على غرار ذلك، نطلق مبادرة رائدة ذات تكلفة محدودة وفرص مخاطر صغيرة نسبيا. وبعد ان نقتنع بأن التجربة نجحت، وان فرص نجاحها كبيرة، نقيم مشروع الضم الكبير الذي “سيرتوي فيه من الوفرة والسعادة ابن العرب وابن المسيحية وابني”، والذي ستسود فيه الطهارة والاستقامة. المبادرة الرائدة هي بكل بساطة، اقامة علاقات متساوية مع العرب، خمس سكان الدولة.
في الأسبوع الماضي فاجأنا النائب احمد الطيبي الذي انضم الى رئيس الدولة ودعم فكرة الضم، ولكن اذا كان الرئيس الصهيوني والنائب الفلسطيني يمسكان بصورة متشابهة للدولة المأمولة، الا يعني هذا ان هناك ما هو معيب في رؤيتيهما؟ الجواب على السؤال بسيط: الطيبي المتشدد ليس تواقا للضم، لأنه يعرف، كما يعرف اليهود الذين لم تخدرهم شهوة المناطق ان الدولة الواحدة ستكون كارثة. عندما تنبأ بأنه في هذه الدولة سيكون رئيس الحكومة المنتخب، قصد تحذير اليهود من نتائج الضم ودفعهم الى التخلي عن المناطق المحتلة وتحقيق تغيير اساسي في اوضاع عرب اسرائيل. طيبي العربي المعادي للصهيونية يحافظ على الصهيونية افضل من رئيس الدولة الصهيونية.