الرئيسية / ملف الاستيطان والجدار / “خمسون” الاحتلال

“خمسون” الاحتلال

اسحق ليئور

 

عائلة المواطن محمد يعقوب عابدة ، حكاية صمود وتمسك بالأرض المحاطة بأربعة مستوطنات،”مجدل عوز” “اليعازر” “افرات” “كفار عتصيون”،حيث قرروا البقاء بمنزل متواضع في منطقة سهلة برادعية (الشفا)جنوب بيت لحم .

** “غياب القانون”
سيقولون لنا: هناك اوقات يحق لنا فيها التوحد مع موتانا، عمليا كل يوم في السنة هو كذلك، ومحظور علينا المقارنة بين خوف الاطفال الصغار والامهات الثكلى والجثث في أبو كبير وهدم خيام العزاء وآلاف الأسرى. منذ خمسين سنة والاطفال يصرخون من الخوف، والذين كانوا أبناء عشر سنوات عند مجيء الاحتلال، والآن هم في جيل الستين. وأولادهم وبناتهم لا يذكرون أي شيء سوى متحدثي العبرية وهم يصوتون دائما أكثر يمينية، وبمساعدة اللغة الفارغة يقومون باقتحام البيوت من اجل اختطاف النائمين في السرير، «يدافعون عن البيت»، احفادهم لا يتذكرون ايضا سوى غياب القانون والقمع، الله هو جندي على الحاجز، ابتسامة صفراء لمجندة، مستوطن يعتدي على حقل..

مرة اخرى «عيد الحرية» وكلماته الفارغة، «طوق أمني على يهودا والسامرة»، سجن كبير – وراء الجدران وقضبان الشوارع لليهود – وتحت الكلمات الاكثر فراغا «شكرا للخالق الذي أخرجنا من العبودية». ونحن نفتح الباب للنبي الياهو، وهناك في الخارج، في الظلام، الملايين بدون وجه وبدون حقوق تحت سيطرتنا – رجالا ونساء واولادا – في الليل مسموح لنا اقتحام بيوت الاولاد، واختطاف ليس فقط الاولاد الكبار، بل التفاخر عندما يتم اعدام امرأة تحمل المقص، ابطال الجيش «الق حممك على الأغيار» بما في ذلك الفتيان.
بعد ذلك يوم المحرقة، كلمات اخرى فارغة، محظور أن نقارن، لا الجدران ولا شطب اللغة العربية عن لافتات المحطات ولا عنصرية الدولة. وحفر الانفاق من غيتو وارسو تم تعلمه حتى آخر الايام، لكن انفاق غيتو غزة تحت رفح من اجل احضار الدواء والغذاء هي تهديد. والانفاق تحت جدران الكيبوتسات المحاصرة – كلمات فارغة: «غلاف غزة»، سنقول إنها تدمير. وكل ذلك سنسميه ارهابا. لقد حولوا ابادة الشعب اليهودي في اوروبا الى إبر صهيونية واقتلاع يهود اسبانيا تم ادخاله الى إبره كهذه. لا تقل إن هذه هي طريقي الاخيرة. سيأتي يوم الذكرى التي لا يكفي قتلاها، الى أن تمت اضافة قتلى معارك اسرائيل وجميع القتلى منذ نهاية القرن التاسع عشر – اكبر عدد ممكن، اضافة الى الحروب الاختيارية وغير الاختيارية وضحايا العمليات. وعلينا أن نحصي ونروي، وتبدأ الكلمات بالزوال، من يوم الاستقلال هذا حتى يوم الاستقلال القادم. استقلال من؟ استقلال عن من؟ «زاكا» ستهتم بفصل الاعضاء الممزقة عن الاعضاء المحطمة.
عند ذلك سيقولون لنا: هناك اوقات يحق لنا فيها التوحد مع موتانا، عمليا كل يوم في السنة هو كذلك، ومحظور علينا المقارنة بين خوف الاطفال الصغار والامهات الثكلى والجثث في أبو كبير وهدم خيام العزاء وآلاف الأسرى. منذ خمسين سنة والاطفال يصرخون من الخوف، والذين كانوا أبناء عشر سنوات عند مجيء الاحتلال، والآن هم في جيل الستين. وأولادهم وبناتهم لا يذكرون أي شيء سوى متحدثي العبرية وهم يصوتون دائما أكثر يمينية، وبمساعدة اللغة الفارغة يقومون باقتحام البيوت من اجل اختطاف النائمين في السرير، «يدافعون عن البيت»، احفادهم لا يتذكرون ايضا سوى غياب القانون والقمع، الله هو جندي على الحاجز، ابتسامة صفراء لمجندة، مستوطن يعتدي على حقل..
نعم، ربيع في بلاد التوراة، أحجية طلاب المعاهد الصهيونية، طائرات احتفالية، طائرات تخيف في الليل اطفال غزة ولبنان، جائزة اسرائيل ستمنح للبرجوازية الصغيرة التي تحتاج الى المراسيم الرسمية، وبعد ذلك تأتي اعياد لاغ بعومر ويوم القدس والماراثون في أحياء المدينة المحتلة. «هذا هو انتقام الله». أريد هنا أن أذكر معلمتي يهوديت ايتونيم، رحمها الله. وقد قالوا إنها اصلاحية، وعندما قالت لنا في الصف الثاني الابتدائي في الصباح عن ابراهيم الاول الذي تم الانتصار عليه في ميناء حيفا في الليل، بدأ موشيه بالتصفيق فقامت المعلمة بتوبيخه: «توجد في القاهرة أمهات يبكين في هذا الصباح» (كان هذا بالضبط في فترة الفدائيين، وفي الحقل ايضا قرب بيوتنا قتل العمال). اليهود بشكل عام، لا يجب أن يذهبوا لزيارة قبور الموتى بعد مرور خمسين سنة.

*عن «هآرتس»

 

عن nbprs

شاهد أيضاً

الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله في جبل المكبر ويهدم أسوارا بمخيم شعفاط

أجبرت سلطات قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مواطنا على هدم منزله ذاتياً في بلدة جبل …