قراءة في الهجمات التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية في الغرب وتسليط الضوء على الأموال التي تلقتها طليقة جورج غالاوي،المرشح المستقل في الانتخابات البرلمانية العامة في بريطانيا، فضلاً عن دعوة لإبقاء أوروبا موحدة من أجل محاربة الإرهاب، من أهم موضوعات الصحف البريطانية.
ونطالع في صحيفة التايمز مقالاً لكاثرين فيليب بعنوان “الجهاديون تحضروا لخسائرهم في العراق وسوريا بتنفيذ هجمات في الغرب”. وقالت كاتبة المقال إنه قبل بدء معركة استعادة الموصل والرقة الشهر الماضي، أصدر أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي السابق لتنظيم الدولة الإسلامية آخر رسالة له قبل مقتله توصي عناصره بشن هجمات في الغرب.
وتنبأ العدناني في هذه الرسالة بنهاية “دولة الخلافة” راسماً خطة بديلة للتنظيم، مناشداً عناصره بأن “القيام بأصغر العمليات في الغرب يضاهي بمكانته أكبر العمليات التي يمكن تنفذيها في المنطقة”.
ودعا العدناني في رسالته عناصر التنظيم وداعميه لشن هجمات في الغرب.
وأردفت كاتبة المقال أن “التنظيم استهدف بروكسل وباريس من خلال شبكة من عناصره التي تلقت تدريباً في سوريا، وتنشط في أوروبا”، مضيفاً أن ” هذه الشبكة بنيت وترعرعت تحت أعين الاستخبارات الغربية”.
وأشارت إلى أن “تنظيم الدولة خسر في مدينة سرت الليبية ، وتقهقرت عناصره إلى الصحراء”، مضيفاً أن سوريا والعراق سيبقيان منطقتين متخبطتين لفترة طويلة بعدما يخسر التنظيم كامل سيطرته هناك.
وأوضحت أن “تنظيم الدولة الإسلامية لطالما أقدم على شن هجمات واسعة النطاق في الغرب عندما يكون هناك تهديد بخسارة الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا أو العراق”.
وقالت كاتبة المقال إن” تنظيم الدولة خسر قاعدة أساسية في تشرين الأول /أكتوبر في بلدة دابق التي شهدت معركة مرج دابق الشهيرة والتي أعطوا مجلتهم الاسم نفسه، ثم غيرها إلى روما”.
وختمت بالقول أن في هذه المجلة صدرت تعليمات لعناصر التنظيم بشن هجمات على المدنيين بالسيارات والسكاكين في الدول الغربية”.
“غالاوي والتبرعات المالية”
ونتابع في الصحيفة نفسها مقالاً لدومنيك كينيدي بعنوان مطلقة غالاوي تلقت 84 ألف جنيه إسترليني من تبرعات مالية جمعها زوجها السابق لدعم طفلة عراقية مريضة بالسرطان.
وقال كاتب المقال إن “الزوجة السابقة لجورج غالاوي تلقت 84 ألف جنيه إسترليني من تبرعات مالية جمعت لمعالجة طفلة عراقية وإنهاء العقوبات المفروضة على العراق بناء على نتائج تحقيق لم تنشر”.
وأضاف أن “غالاوي الذي كان يترأس قائمة حزب حترام بعدما فصل من حزب العمال ، يترشح هذا العام بشكل مستقل عن مدينة مانشستر غورتن في الانتخابات الرئاسية العامة”.
وأشار إلى أن غالاوي جمع نحو 1.5 مليون جنيه إسترليني على سبيل تبرعات لصالح معالجة طفلة عراقية في الرابعة من عمرها كانت تعاني من مرض اللوكيميا ( سرطان الدم).
وأكد كاتب المقال أن صحيفة التايمز حاربت لمدة طويلة للحصول على أوراق المؤسسة الخيرية التي جمعت الأموال لصالح الفتاة، حيث كانت أمينة أبو زايد، الزوجة السابقة لغالاوي المسؤولة الطبية والعلمية عليها من دون وجود أي أوراق ثبوتية.
ورأت الصحيفة أن أمينة أبو زايد تلقت 84 ألف جنيه استرليني أي أكثر من الأموال التي دفعت لمستشفى “يوركهيل” التابعة للخدمات الصحية البريطانية التي بلغت 54 ألف جنيه استرليني من التكلفة الإجمالية لعلاج الطفلة العراقية الذي يقدر بـ 100 ألف جنيه إسترليني.
وأفاد كاتب المقال أن غالاوي والدكتورة أبو زايد، كانا يترأسان الجمعية، وقانونياً لا يحق لهما الاستفادة من المبالغ المالية التي تجمعها هذه الجمعية، إلا أن غالاوي كان يؤكد دوماً بأن الجمعية كانت ذات طابع سياسي، بعدما نصحه أحد المحامين بأن يقول هذا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدكتورة أمينة أبو زيد تلقت مبالغ مالية شهرية لمدة 20 شهراً وبلغ إجمالي هذه الدفعات 42 ألف جنيه استرليني، موضحة انها دافعت عن نفسها بأن هذه الأموال كانت عبارة عن راتبها الشهري، مع العلم أنها تلقت أموالاً إضافية كبدلات سفر وتنقل.
وفي مقابلة مع التايمز ، أكد غالاوي بأنه لم يتلق أي أموال من الجميعة غير مسموح بها وكذلك طليقته.
يذكر أن صحيفة التايمز حصلت على نتائج التحقيق الذي لم ينشر من قبل هيئة الجمعيات الخيرية بعد معارك قضائية تتعلق بقانون حرية المعلومات وصلت إلى المحكمة العليا، ويعد غالاوي للاستئناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ، لأن الكثير من الوثائق المتعلقة بالتحقيق ما زالت مع هيئة الجميعات الخيرية لأنها تعتقد أنه ليس من المصلحة العامة نشرها للعامة.
أشار الصحافي رافيل باهر في الغارديان إلى أن ماي كانت تعتبر أن مسألة التنسيق الأمني بين الدول الأوروبية كان الدافع الأساسي لدعمها التصويت للبقاء في الاتحاد الأوروبي.
“أوروبا الموحدة”
ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً لرفيال باهر بعنوان “الإرهاب يذكرنا بأهمية بقاء أوروبا موحدة”. وقال كاتب المقال إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي صرحت بأن الاتحاد الأوروبي يجعل بريطانيا أكثر أمناً، إلا أنها اليوم تدعي بأنه يمكننا الخروج منه بحرية”.
وأضاف أن من خطط لهجوم مانشستر منذ أسبوعين ولندن بريديج مؤخراً، بالتأكيد كان لديه نية عرقلة العملية الديمقراطية الانتخابية المرتقبة في البلاد في 8 يونيو/حزيران الجاري.
ونوه كاتب المقال إلى أن ما من حكومة أوروبية لديها طريقة موثوق بها للتخلص من خطر الإرهاب، كما أنه ما من وسيلة للنجاح في ذلك من دون التعاون على المستوى الأوروبي.
وأشار إلى أن ماي كانت مدركة هذا الأمر عندما كانت وزيرة للداخلية البريطانية، إذ أن مسألة التنسيق الأمني بين الدول الأوروبية كان الدافع الأساسي لدعمها التصويت للبقاء في الاتحاد الأوروبي.
وأردف أن ماي غيرت رأيها وقررت أنه بإمكانها التوصل إلى نفس درجة من الأمن من خلال التوصل إلى صفقة مع دول الاتحاد الأوروبي بعد خروج بلادها منها.
وأشار إلى أنه ما من مصلحة أي طرف من الأطراف عدم تبادل المعلومات الاستخباراتية أو التعاون الأمني مع أقرانهم في الدول الأخرى الأوروبية من أجل استخدامها تكتيكياً خلال مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروب