Home / صحف / صحف عبرية / أضواء على الصحافة الإسرائيلية 2018-4-8

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 2018-4-8

ليبرمان يستهتر بقتل الصحفيين الفلسطينيين:

“من يقوم بتفعيل مروحية فوق جنود الجيش يجب أن يعرف بأنه يخاطر بحياته”!

استهتر وزير الأمن الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، بمقتل الصحفي الفلسطيني ياسر مرتجى بنيران الجيش الإسرائيلي، واصابة صحفيين آخرين في غزة، وتنقل عنه “هآرتس” قوله خلال مشاركته في حفل عشاء “الميمونة” في أشدود، ردا على مقتل مرتجى (30 عاما)، خلال تغطيته للمظاهرات شرق مدينة غزة: “لا أعرف من هو، سواء كان مصورا، أو ليس مصورا، من يقوم بتفعيل مروحية (صغيرة للتصوير) فوق جنود الجيش يجب أن يعرف بأنه يخاطر بحياته”!

ويشار إلى أن الصحفي ياسر مرتجى، يظهر في الصور، التي التقطت له بعد إصابته، وهو يرتدي سترة واقية كتب عليها كلمة Press، وكان مصورا اعتاد التقاط صور جوية بواسطة كاميرا مرتبطة بمروحية صغيرة. كما أصيب أربعة صحفيين آخرين في مظاهرات يوم الجمعة بالنيران الحية، أحدهم جراحه بالغة الخطورة.

وقتل خلال مظاهرات يوم الجمعة تسعة فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي. وقال ليبرمان: “شاهدنا عشرات الحالات التي يستخدم فيها المخربون سيارات الإسعاف، أي أنهم يتقمصون هوية رجال الهلال الأحمر، أو يتقمصون هويات الصحفيين. لن نخاطر هنا وهناك. اعتقد أنه من الواضح للجميع أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقي في العالم. عندما ننظر إلى المنطقة كلها، حيث قتل نصف مليون في سوريا ومئات الآلاف يقتلون في السودان وليبيا والعراق. لا أحد يتأثر. وفقط عندما نعمل نحن دفاعا عن النفس أمام موجة إرهاب، فجأة يصرخ الجميع. هذه هي المعادلة الآن. هذا ما يجب فهمه، وأمام هذا يجب أن نقف صامدين وموحدين”.

كما تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء أمس، وأشار إلى المتظاهرين في قطاع غزة بأنهم “يتظاهرون بالتحدث باسم حقوق الإنسان في الوقت الذي يحملون فيه العلم النازي”، وذلك في إشارة إلى العلم الفلسطيني، الذي رفع يوم أمس في قطاع غزة والى جانبه الصليب المعقوف. وقال نتنياهو في حفل “الميمونة” في غان يفنيه: “هذه هي الحقيقة العارية، انهم يتحدثون عن حقوق الإنسان، ولكنهم في الواقع يريدون دوس دولة اليهود. لن نسمح لهم، سنقف صامدين. سنحافظ على البلاد، سنواصل بناءها سوية مع جميع أسباط إسرائيل وجميع مواطني إسرائيل، الذين يجتمعون هنا حول هذه الطاولة. وحول الكثير من الطاولات”.

إلى ذلك، توجهت رابطة الصحفيين، مساء أمس، إلى رئيس الأركان غادي أيزنكوت في أعقاب قتل مرتجى مطالبة، عبر حسابه على تويتر “بتوضيحات حول إطلاق النار على الصحفيين والأوامر التي صدرت للجنود على حدود غزة في كل ما يتعلق بالتعامل مع طواقم الإعلام”.

ومن جهتها قالت رابطة الصحفيين الفلسطينيين إن ياسر مرتجى كان يقف على مسافة 350 مترا من السياج. وادعى الناطق العسكري أن “الجيش لا يوجه نيرانه إلى الصحفيين، وأن ظروف إصابة الصحفيين ظاهرا بنيران الجيش ليست معروفة ويجري فحصها”. وأصيب، أيضا، خلال مظاهرات يوم الجمعة، مصور قناة الأقصى، خليل أبو عاذرة، بالرصاص الحي، أثناء قيامه بتصوير المظاهرات في منطقة رفح. وقالت رابطة الصحفيين الفلسطينيين إن كل الصحفيين كانوا يرتدون أدرعا واقية تبين هويتهم الصحفية. واتهمت الرابطة إسرائيل بإطلاق النار عمدا على الصحفيين بهدف منعهم من تغطية الأحداث. وطالبت “التنظيمات الدولية بالعمل فورا مقابل إسرائيل لمنع استهداف الصحفيين الفلسطينيين”.

الجيش يهدد بقصف مواقع عسكرية لحمسا إذا استمرت المظاهرات

وفي سياق تغطية الأحداث في غزة، تكتب “هآرتس” أيضا، أن الجيش الإسرائيلي أعلن بأنه سيشن غارات جوية على أهداف عسكرية لحركة حماس، إذا تواصلت محاولات تخريب السياج الحدودي على حدود غزة، خلال التظاهرات الحاشدة هناك. ويشعرون في الجهاز الأمني، بالقلق، إزاء إمكانية تطور شبه حرب استنزاف على حدود غزة، في حال تواصلت محاولات اختراق السياج والإضرار بالبنى التحتية، التي تستخدم لبناء الجدار المضاد للأنفاق، في ظل المظاهرات الحاشدة.

وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد قتل خلال مظاهرات يوم الجمعة تسعة فلسطينيين، وأصيب 293 شخصا بالنيران الحية. ووصل عدد القتلى، منذ بدء المسيرات إلى 29، فيما أصيب 1296، لا يزال 79 منهم في حالة صعبة. وقال الفلسطينيون ان قتلى يوم الجمعة الماضية، هم جميعا مدنيون. وخلافا للأسبوع الماضي امتنعت إسرائيل، حاليا، عن نشر معلومات تربط بين المصابين والأذرع العسكرية لحماس والتنظيمات الأخرى. وقد امتنع الطرفان، حتى الآن، عن اللجوء إلى أعمال خارج منطقة السياج، فالفلسطينيين لم يطلقوا صواريخ على إسرائيل، والجيش الإسرائيلي ركز على صد محاولات اختراق السياج أو تخريبه.

ومن بين الأسباب التي جعلت الجيش الإسرائيلي يحصر المواجهات في منطقة السياج، رغبته بتمكين سكان غلاف غزة من الاحتفال بعيد الفصح بشكل طبيعي. ومع ذلك، يقدر الجيش أن حماس، التي تملي الآن بشكل كبير تطور المظاهرات، على الرغم من أنها بدأت كمبادرة مستقلة لسكان قطاع غزة، ستسعى للحفاظ على درجة احتكاك عالية على طول الحدود حتى منتصف أيار. ومن شأن العدد الكبير من الإصابات في الجانب الفلسطيني أن يخرج المجتمع الدولي من عدم اكتراثه بما يحدث في المناطق وتجديد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل.

وسيحاول الجيش تقليص عدد الإصابات الفلسطينية في المظاهرات المقبلة وتجنب انتشارها إلى مواجهة أوسع في قطاع غزة، وهو أمر غير مرغوب فيه بالنسبة لحماس، أيضا. كما أن القيادة السياسية الإسرائيلية ليست مهتمة بتصعيد القتال في قطاع غزة، سواء بسبب الثمن المتوقع للنزاع أو بسبب التطورات ضد إسرائيل على الجبهة الشمالية، حيث توطد إيران من وجودها في سوريا، بموافقة روسيا، كما تم توضيح ذلك في القمة الثلاثية لزعيمي البلدين والزعيم التركي، التي عقدت في أنقرة، الأسبوع الماضي.

ويبرر الجيش الإسرائيلي الاستخدام الواسع، نسبياً، للذخيرة الحية بالخوف من الاختراق الحاشد للسياج القديم جدا، والذي يصعب صيانته ويمكن أن يتم اختراقه بسهولة: وأمرت حماس قوات الأمن وجناحها العسكري بالتظاهر بملابس مدنية، وتم توجيه البعض منهم لاختراق السياج بهدف تمكين الحشود من الدخول. وتلقت المؤسسة الأمنية معلومات استخبارية بأن حماس تستعد لاحتمال تخريب المعدات المستخدمة في بناء الجدار المضاد للأنفاق، واقتحام المستوطنات الإسرائيلية بالقرب من السياج وحتى محاولة خطف جندي، إذا وجدت فرصة مواتية، خلال الاضطرابات. على هذه الخلفية، تم أمر القناصة بإطلاق النار على الذين تم تحديدهم كمنظمين رئيسيين للنشاط المتاخم للسياج. كما تم توجيه القناصة لإطلاق النار على سيقان الفلسطينيين الذين يشاركون في إتلاف البنية التحتية للسياج.

عباس يشجب القتل والقمع في قطاع غزة

وتكتب “هآرتس” أن ديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شجب، مساء أمس، ما وصفه بالقتل والقمع الذي تنفذه إسرائيل في قطاع غزة. وأوعز عباس إلى المراقب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة والممثلين الفلسطينيين في الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بالعمل على وقف “الجريمة الإسرائيلية والقتل المتعمد الذين يرتكبه جيش الاحتلال ضد المتظاهرين غير المسلحين”. وعاد ديوان عباس وناشد المجتمع الدولي ومجلس الأمن للدفاع عن الشعب الفلسطيني.

إلى ذلك، أحبطت الولايات المتحدة اقتراحا آخر، قدمته الكويت إلى مجلس الأمن لنشر بيان يعرب عن الأسف لقتل المتظاهرين الأبرياء والدعوة إلى إجراء تحقيق داخلي شفاف في الأحداث، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أن أعمال القتل والإصابات في غزة تطرح “تساؤلات جدية”، حول تناسب استخدام القوة. وطالب بفحص ادعاءات الجيش الإسرائيلي باستخدام العنف من قبل المتظاهرين.

وكان الفلسطينيون قد أشعلوا، يوم الجمعة، آلاف الإطارات وشكلوا ستار دخان كثيف حجب الرؤية أمام جنود الجيش الإسرائيلي الذين واجهوا مصاعب. ولكن في الأماكن التي ساد فيها الخوف من استغلال ستار الدخان لإصابة الجنود، تم تفعيل قوات المطافئ التي استخدمت خراطيم المياه لإطفاء الإطارات المشتعلة.

وقام المتظاهرون برشق الحجارة، وأحرقوا أعلام الولايات المتحدة وصور ملك السعودية سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، على خلفية اعترافه، الأسبوع الماضي، بحق الإسرائيليين بدولة لهم. وفي المقابل أعلنت وزارة الصحة في رام الله عن إصابة فلسطينيين، أحدهما في رأسه والآخر في ساقه، بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة.

واعتبرت اللجنة المنظمة للمظاهرات في غزة نشاط يوم الجمعة ناجحا. وقال زعيم حماس يحيى السنوار في خانيونس ان “الشعب الفلسطيني في غزة خرج ضد الاحتلال، وسينفجر في وجه الاحتلال. نحن نمضي على طريق ياسر عرفات النضالي وسنحافظ على التوازن المطلوب في نضالنا”.

وقال شاهد عيان من منظمي المظاهرة لصحيفة “هآرتس” إن “التواجد يوم الجمعة كان احتجاجا للشبان الذين سئموا الأوضاع وسئموا الحصار، وليس بالذات للمتماثلين مع التنظيمات. هذا الأسبوع شاهدنا عددا أكبر من الشبان والفتية الغاضبين الذين ساروا نحو السياج ليقولوا: سئمنا.”

وادعت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن العدد القليل من المشاركين في المظاهرات، وعدد الذين قُتلوا أو أصيبوا، مقارنة بالأسبوع الماضي، كان نتيجة الردع الذي فرضه الجيش. ووفقا لهذه المصادر فقد تخلى الكثير من الفلسطينيين عن الوصول يوم الجمعة، وأن الذين وصلوا كانوا أكثر حرصًا على عدم مواجهة الجنود.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رونين مانليس، إن سلوك الجيش الإسرائيلي في الأسبوع الماضي، ردع المتظاهرين الفلسطينيين. وقال “رأينا انه تحت تأثير الأسبوع الماضي كانوا حريصين للغاية على عدم الوصول بكثافة. حماس منعت وصول عدد كبير من الناس وأرسلت فرق صغيرة. “رأينا ظاهرة إرسال الأطفال إلى الأمام، لأننا نحذر من إصابتهم”. بالإضافة إلى ذلك، استخدم الجيش الإسرائيلي الذخيرة الحية بشكل أقل مما كان عليه في الأسبوع الماضي، واستخدم بشكل أكبر وسائل تفريق المظاهرات. وادعى الجيش أن أوامر فتح النار لا تزال سارية وأنه سيتم فتح النار بهدف قتل أي مسلح يهدد الجنود.

زمير يثني على قواته، ومردخاي يحرض سكان غزة على حماس

في السياق نفسه، تكتب “يسرائيل هيوم” أن قائد المنطقة الجنوبية الجنرال إيال زمير أثنى على قوات الجيش التي عملت على السياج الحدودي مع غزة، يوم الجمعة، وقال “إنهم أوفوا بمهمتهم بطريقة جميلة ومثيرة للإعجاب”. وأضاف زمير، الذي تابع الأحداث يوم الجمعة مع منسق أعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، وقائد شعبة غزة، العميد يهودا فوكس، أن “ما كان أمامنا هو في نهاية المطاف خرق عنيف للنظام، ومحاولة لتنفيذ عمليات إرهابية. حماس تقوم بتلاعب كبير، وهذا التلاعب لا يخفى على أعيننا”.

من جهته خاطب منسق أعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، سكان غزة وكتب على صفحته في الفيسبوك “لقد حان وقت الاستيقاظ لتنظروا الى الحقيقة من خلال الدخان الأسود، الذي تبدد بسرعة ولم يساعد في أيّ شيء، ولكن عواقبه الضارّة ستستمرّ لفترة طويلة. تماما مثل القتال الذي فرضته حماس الإرهابية على قطاع غزة وحتى يومنا هذا لم ينته إعمار القطاع، هكذا “جمعة الكاوتشوك” هي وسيلة لتعمية أهل غزة، في الوقت الذي تواصل فيه حماس تدمير قطاع غزة. حماس تستغلكم”.

ويستعد الجيش الآن، ليوم الجمعة القادم، الذي وصفه الفلسطينيون بأنه سيكون “جمعة المولتوف”. وقال مصدر رفيع في حماس لصحيفة “يسرائيل هيوم”، إن “نشطاء حماس سيساعدون على جمع وإعداد آلاف الزجاجات الحارقة، والتي سيرشقها المتظاهرون على السياج بهدف إحراقه”.

وتغيب غالبية قادة حماس عن مظاهرة يوم الجمعة الأخير، لكن زعيم حماس يحيى السنوار هدد بأن المظاهرات ستتواصل أسبوعا بعد آخر. ومع ذلك، لم يتأثر قادة الجيش بهذا التصريح، وقالوا: “لن نسمح لغزة بالتحول إلى بلعين” (حيث تجري مظاهرات متواصلة ضد الجدار في الضفة الغربية – المترجم).

وفي الوقت الذي عم فيه السواد أجواء غزة، طرحت إمكانية التوصل إلى حل إنساني يشتت دخان الحرب. فقد نشرت صحف عربية أن جهات مصرية رفيعة توجهت إلى قادة حماس في سبيل التوصل إلى حل للاحتجاج الأسبوعي. وعرض المصريون على حماس صفقة: وقف المظاهرات على الحدود مع إسرائيل، مقابل فتح معبر رفح أمام حركة الفلسطينيين والبضائع من غزة إلى مصر. ومن المتوقع وصول وفد أمني مصري إلى غزة، خلال الأيام القريبة، لبدء اتصالات مع حماس في هذا الشأن.

ووفقا للتقارير فان السعودية انضمت إلى الاقتراح المصري في سبيل تشجيع حماس على تقبل الصفقة، بل تعهدت الرياض بضمان التزام مصر بوعدها بشأن فتح المعبر بوتيرة عالية، علما أن معبر رفح مغلق طوال أيام السنة.

مظاهرة في سخنين تضامنا مع غزة

وتكتب “هآرتس” أنه جرت في مدينة سخنين، أمس السبت، مظاهرة بمشاركة حوالي ألف متظاهر، احتجاجا على الأحداث في غزة. وقال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة إن “المظاهرة هي ردنا على جرائم الاحتلال”. ووفقا لأقواله: “قبل 70 سنة وقعت مذبحة دير ياسين، واليوم بعد 70 سنة لا تزال إسرائيل تمارس سياسة الذبح وسياسة الإجرام، وهذا هو ما يحدث في القطاع خلال الأسبوعين الأخيرين. قتل 30 فلسطينيا، من بينهم الصحفي ياسر مرتجى بنيران الجيش، يلزم كل الذين يتحدثون عن حرية الصحافة والديموقراطية في إسرائيل على إعلان موقفهم”.

وقال مازن غنايم، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية: “لا يمكن مواجهة الاحتلال والقمع إلا بتوحيد صفوف الشعب الفلسطيني، ولا يمكن مواصلة الانقسام. نحن نطالب بتحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبت ضد الفلسطينيين خلال مسيرات الأسبوعين الأخيرين”. وقالت ياعيل رعنان، من سكان كيسوفيم، على حدود غزة، خلال المظاهرة في سخنين، إن “الرسالة التي تصل من غزة هي رسالة أناس يقولون نحن هنا، نحن محاصرون. من المهم أن نتذكر سكان غزة ليس اليوم فقط، وإنما طيلة الوقت. النضال الشعبي غير العنيف هو نضالنا جميعا من أجل تحرير فلسطين”.

الزعبي تدعو الفلسطينيين لتنظيم مسيرة الملايين إلى القدس

تكتب “يديعوت احرونوت” أن النائب حنين زعبي (القائمة المشتركة) دعت خلال مؤتمر صحفي عقدته في مقر الأمم المتحدة، الفلسطينيين في الضفة للانضمام إلى احتجاج سكان قطاع غزة، والخروج بمسيرات مشابهة لإنهاء الاحتلال. وقالت: “نحن بحاجة إلى مسيرات شعبية لتذكير العالم بالحصار. يجب أن يسير ملايين الفلسطينيين باتجاه القدس. هذا هو الطموح، لكننا لا نستطيع عمل ذلك لأن الإسرائيليين سيقتلونهم”.

وقالت زعبي إن “إسرائيل تحولت من دولة عنصرية إلى دولة فاشية”، وطالبت بالتحقيق في قتل المتظاهرين الفلسطينيين على حدود غزة، وقالت: “إسرائيل لا تدافع عن نفسها كما تدعي. الاحتلال والحصار ليسا نشاطا للدفاع عن النفس وإنما عمل إرهابي”.

وقال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، ردا على ذلك: “من العار أنه في الوقت الذي يصد فيه جنود الجيش الإسرائيلي الهجمات على الحدود، ويعمل الوفد الإسرائيلي في الأمم المتحدة على منع التحركات الدبلوماسية الأحادية الأجانب، تختار عضو كنيست استغلال مكانتها من أجل نشر الأكاذيب من على منبر الأمم المتحدة ودعم منظمة إرهابية تدعو إلى تدمير دولة إسرائيل وتستخدم الأطفال كدروع بشرية”.

نتنياهو يقرر القاء خطاب في مراسم الاستقلال رغم معارضة رئيس الكنيست

تكتب “هآرتس” أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو قرر، يوم الخميس، إلقاء خطاب في مراسم إيقاد مشاعل عيد الاستقلال السبعين، رغم احتجاج ومعارضة رئيس الكنيست يولي ادلشتين وتهديده بمقاطعة المراسم. وقد اعتاد نتنياهو في السنوات الأخيرة إرسال تهنئة مصورة إلى المراسم في جبل هرتسل، خلافا للنهج الذي ساد قبل وصوله إلى مكتب رئيس الحكومة.

ونشر يوم الخميس، بأن رئيس هندوراس، خوان أورلاندو هرناندس سيشارك في مراسم إيقاد مشاعل الاستقلال. وحقيقة كونه رئيس دولة أجنبية تلزم رئيس الحكومة على استقباله في المراسم، ولكن ليس إلقاء خطاب.

وهاجمت رئيسة حركة ميرتس، تمار زاندبرغ دعوة رئيس هندوراس لايقاد شعلة خلال المراسم، على خليفة الشبهات التي تحوم حول نظامه بشأن أعمال القمع وانتهاك حقوق الانسان في بلاده. وقالت ان دعوة هرناندس هي حيلة من قبل ريغف لكي تضمن شماركة نتنياهو في المراسم.

وكان ادلشتين قد بعث، في الاسبوع الماضي، برسالة إلى مستخدمي الكنيست أبلغهم فيها أن الكنيست قد لا تشارك في المراسم، إذا لم تكن هي الممثل الوحيد لشعب إسرائيل، كما في كل عام. وكتب أنه يعمل من أجل كرامة الكنيست. واتهم ادلشتين وزيرة الثقافة، ميري ريغف، المسؤولة عن المراسم، والتي بادرت إلى إدراج خطاب لنتنياهو في مراسم إيقاد المشاعل، “بمحاولة المس بالمراسم التقليدية التي تمثل كل شعب إسرائيل والإسرائيلية.” وردت ريغف عليه في مؤتمر صحفي: “لا اذكر أن ادلشتين اشترى جبل هرتسل أو امتلك حقوق مراسم المشاعل الرسمية”.

إدارة الاحتلال ترفض السماح لفلسطينيين يعيشان في الخارج بدخول الضفة للاحتفال بزواجهما

تكتب صحيفة “هآرتس” أن الإدارة المدنية الإسرائيلية رفضت السماح لشابين فلسطينيين يقيمان في ألمانيا بالدخول إلى الضفة الغربية والاحتفال بزواجهما مع أبناء عائلتيهما، وذلك لأن الزوجة مسجلة كمواطنة في قطاع غزة، رغم أنها تركت القطاع قبل أكثر من عشر سنوات. وأبلغتهما الإدارة المدنية أنهما “لا يلبيان معايير” الدخول، دون تقديم أي تفسير آخر، ولذلك “تم رفض طلبهما بالزواج” في الضفة.

وكانت آلاء أبو ندى، (20 عاما) والمولودة في غزة، قد غادرت القطاع في عام 2004 مع عائلتها إلى ألمانيا، حيث تعيش حاليا. وتعرفت خلال مؤتمر للفلسطينيين في مالمو في السويد، على عمر محيسن، من سكان الخليل، الذي سافر إلى ألمانيا لدراسة الهندسة، وتحابا وقررا الزواج. وتم تقديم طلبهما إلى الإدارة المدنية قبل حوالي سنة، مرفقا بطلب السماح لعائلة أبو ندى بالدخول من غزة إلى الخليل للمشاركة في الفرح.

وفي الرد، الذي بعثت به الإدارة المدنية، أوضح انه يرفض السماح بدخول أبو ندى لأنها مواطنة من غزة، “وبما أنه تم رفض طلبها فقد رفض أيضا طلب أبناء عائلتها، الذين طلبوا الوصول إلى الضفة للمشاركة في المناسبة”. وكتبت الإدارة أن السماح بدخول مواطنين من غزة إلى الضفة للمشاركة في حفل زواج قريبة من الدرجة الأولى، ممكن فقط إذا كان الزوج أو الزوجة يقيمان في الضفة الغربية.

وقالت أبو ندى لصحيفة “هآرتس” إنها وخطيبها لا يعرفان حتى الآن، لماذا تم رفض السماح بدخولهما إلى الضفة. “كل ما نريده هو الزواج والعودة إلى ألمانيا. حلمي أن أتعرف على عائلة عمر والاحتفال بزواجي هناك”. وقالت انه تم تخطيط الزواج ليوم السادس من نيسان، لكن السلطات الإسرائيلية لم تبلغها مباشرة برفض الطلب، وعلمت به من منظمة “غيشاه” (وصول) فقط، التي تساعدها. وقالت إنها لم تتواجد في الضفة بتاتا.

وقالوا في منظمة “غيشاه” ان أبو ندى مسجلة كمواطنة في غزة فعلا، لكنها تعيش في ألمانيا منذ 14 عاما، ولا تطلب تصريحا بالخروج من غزة لنفسها. وقالت المحامية أوسنات كوهين ليفشيتس من “غيشاه”: “يمكنك أن تكون مواطنا أمريكيا منذ الولادة وأن تكون بالغا، لكنك بالنسبة لإسرائيل تبقى فلسطينيا وسيتعاملون معك كفلسطيني ولن يسمحوا لك بدخول مطار بن غوريون، وسيخضعونك لنظام تصاريحهم. هذا هو الشيء المهيمن بالنسبة لهم”.

وأضافت “ما هو نادر في هذه الحالة هو أن المقصود مواطنون من غزة يريدون دخول الضفة الغربية ومن وجهة نظر الإدارة المدنية، فإن هذا غير مقبول”. في الوقت نفسه، شددت على أن طلب أبو ندى وعائلتها يستوفي المعايير. وأوضحت “دخول سكان غزة لحضور حفل زفاف هو أمر معياري، ويدخل في وضع التصاريح، ويسمح بدخول الضفة الغربية لحضور حفل زفاف قريب من الدرجة الأولى. هذا أحد المعايير الأكثر وضوحًا.” وقالت الإدارة المدنية “إن طلب أبو ندى وصل في أيلول وتم فحصه من قبل الجهات المختصة، وطلبها لا يستوفي المعايير ولذلك لن يتم السماح بدخولها”.

إسرائيل تدعي أمام المحكمة إمكانية التوصل إلى اتفاق مع أوغندا لطرد طالبي اللجوء إليها

تكتب “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل قدمت، في نهاية الأسبوع، إلى المحكمة العليا، ردها على الالتماس الذي يطالب بمنع طرد طالبي اللجوء، وادعت وجود احتمال كبير لتنفيذ الاتفاق مع أوغندا. ويأتي ذلك بعد أن تبين، في الأسبوع الماضي، انهيار الاتفاق مع رواندا، ما منع طرد طالبي اللجوء إلى أراضيها.

وقدم الالتماس إلى المحكمة العليا عدد من النشطاء الاجتماعيين الذين طلبوا منع الطرد. وقالت الدولة في ردها إنها أرسلت موفدا خاصا إلى أوغندا لفحص ما إذا سيتم تنفيذ الاتفاق معها. وفي نهاية الأسبوع، أبلغت الدولة المحكمة بأن الموفد لا يزال في أوغندا، وادعت وجود احتمال كبير بالتوصل إلى اتفاق مع أوغندا، تستوعب بموجبه طالبي اللجوء. وطلبت الدولة من المحكمة منحها مهلة حتى يوم الثلاثاء لتقديم الرد، فاستجابت المحكمة للطلب وأعلنت أنها ستنظر في الالتماس يوم الثلاثاء، وحتى ذلك الوقت يتواصل سريان قرارها المؤقت بمنع طرد طالبي اللجوء. وفي كل الأحوال ليس من المتوقع صدور قرار عن المحكمة خلال جلسة الثلاثاء.

مقالات

حماس تحافظ على لهيب المواجهة.

يكتب عاموس هرئيل، في “هآرتس” أن اشعال الإطارات خلال مظاهرات يوم الجمعة الأخير في غزة، تبين أنه خديعة، محاولة لتمييز نهاية الأسبوع الثاني من سلسلة الاحتجاج المخططة حتى منتصف أيار. عامود الدخان الذي ارتفع من بيت حانون شوهد جيدا من منطقة أشكلون، وبعده إلى الجنوب، ارتفع الدخان فوق معبر كارني، مقابل كيبوتس ناحل عوز. لكن من المشكوك فيه أنها شوشت، فعلا، نيران القناصة الذين انتشروا مقابل مراكز التظاهرات على امتداد حدود القطاع.

لقد انتهى يوم الجمعة هذا، أيضا، بإصابة الكثير من الفلسطينيين، وإذا كان عددهم قد تقلص، فهذا بسبب تغيير أسلوب العمل في الجانبين. نيران الإطارات، التي لم يشعر بها سكان غلاف غزة، سببت بلا شك، أضرارا بيئية على جانبي الحدود، ولكن من دون رياح غربية، اختنقت غزة بدخان النيران التي أشعلها سكانها.

بالمقارنة مع يوم الجمعة الأسبق، شارك هذه المرة عدد أقل من الفلسطينيين في المظاهرات. وبدا وكأن إطلاق النار كان أقل، أيضا. حتى بمساعدة ناظور كان من الصعب، من حقول ناحل عوز القريبة من السياج، رؤية ما يحدث على الحدود. عدة آلاف من الفلسطينيين تجمعوا على مسافة آمنة تبعد عدة مئات من الأمتار عن الحدود، ومن خلفهم الكثير من سيارات الإسعاف والدراجات النارية، كما يبدو رجال حماس، الذين وجهوا حركة السير. بين الحين والآخر، كان يمكن ملاحظة ما ظهر وكأنه تحرك مجموعات قليلة من الناس باتجاه السياج نفسه. وقد رابط قناصة الجيش في الخنادق وعلى الكثبان الرملية في الجانب الإسرائيلي من الحدود، ومن وراء الدخان الكثيف كان يسمع، بين الحين والآخر، دوي عيار أطلقه قناص.

وتركزت المواجهة حول المنطقة المهجورة من معبر كارني، الذي أغلقته إسرائيل بعد سلسلة العمليات إثر الانفصال عن قطاع غزة في 2005. خلال أكثر من ساعتين، أطلق الجنود بين 30 و40 عيارا ناريا، وتم إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع، وتفعيل خراطيم المياه لإخماد نيران الإطارات. وفي ساعات المساء تم، حسب التقارير من غزة، إحصاء قتيل واحد وعشرات الجرحى، بعضهم جراء عيارات المطاط واستنشاق الغاز. وفي قطاع غزة كله قتل تسعة أشخاص وأصيب المئات.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أن المواجهات اشتدت بعد الساعة الخامسة مساء عندما حاولت مجموعات من الشبان اقتحام السياج في عدة مواقع. في القيادة العامة يصفون الاحتجاج في غزة كمبادرة شعبية، اختطفتها حماس لاحتياجاتها وهي الآن من يحدد طابع سلوكها.

حسابات قادة حماس بسيطة: قبل عدة أشهر وصلت الضائقة الاقتصادية في القطاع إلى وضع بالغ الخطورة، ما جعل يحيى السنوار يقرر القيام بخطوة متطرفة وغير متوقعة، حين وافق على نقل الصلاحيات المدنية في غزة إلى أيدي السلطة الفلسطينية. لكن مفاوضات المصالحة فشلت بعد رفض السلطة لمحاولة حماس تطبيق “نموذج حزب الله” (بحيث تحافظ حماس على القوة العسكرية). والآن تجد الحركة نفسها عالقة بين إسرائيل ومصر، بينما تم قطع المساعدات الاقتصادية من السلطة، ولا تقوم إيران، أيضا، بتوفير الدعم بالحجم الذي توقعه الفلسطينيون.

لقد ولد الاحتجاج ذرة أمل بوجود مخرج ما. التظاهرات وكثرة عدد القتلى بنيران القناصة، أعادت إلى حد ما، طرح الموضوع الفلسطيني على جدول الأعمال الدولي. وإذا تواصلت، فمن شأنها أن تولد الضغط على إسرائيل، رغم الدعم الجارف لها من قبل الإدارة الأمريكية. ولكن الجيش الإسرائيلي يرفض عرض المظاهرات كخطوة مدنية صرف: آلاف نشطاء حماس تلقوا أوامر بالمشاركة فيها مع أبناء عائلاتهم، وفي ظل الحشود عملت خلايا كانت مهمتها تخريب السياج واختراقه بشكل يسمح بدخول المئات إلى إسرائيل. على هذه الخلفية تم تشديد أوامر فتح النيران، وصدرت أوامر للقناصة بإطلاق النار على كل من وصفوا بأنهم منظمو الهجمات.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه تم، يوم الجمعة، تشخيص زارعي الغام اقتربوا من السياج. ويعتقدون في الجيش أن اقتحام الحشود باتجاه البلدات الإسرائيلية القريبة من السياج، كان سيؤدي إلى قتل عدد أكبر في الجانبين، وكان يمكن أن يدهورهما إلى مواجهة عسكرية أخرى، على غرار الجرف الصامد في 2014. لقد منع الجيش الإسرائيلي مثل هذا التسلل وأحبط أعمال تخريب ملموسة للسياج، خلال الأسبوعين الأخيرين.

في المقابل، يعترف الجيش بأن عدد القتلى خلال الأسبوعين (29 قتيلا منذ بداية الأحداث) مرتفع وقد تكون له عواقب بالنسبة لإسرائيل، سواء على المستوى السياسي أو بسبب رغبة حماس بمواصلة استغلال الزخم في نهايات الأسابيع القادمة، على الاقل حتى يوم النكبة في منتصف أيار.

على هذه الخلفية يبرز الفشل الإسرائيلي المتواصل في تطوير وسائل لتفريق المظاهرات تكون فاعلة أيضا من مسافات بعيدة نسبيا. كما تبرز إخفاقات في التنسيق بين أذرع الأجهزة الأمنية المختلفة. في نهاية الأسبوع الأول لم يطلب الجيش مساعدة ملموسة من الشرطة، بادعاء أنه يتدبر لوحده. وفي نهاية الاسبوع الثاني لم تسارع الشرطة إلى المساعدة وطلبت تبليغها بما إذا تمكن الفلسطينيون من اختراق السياج.

هناك أمران لم يحدثا في هذه الأثناء: رغم العدد الكبير من المصابين الفلسطينيين، لم يتم إطلاق أي صاروخ من القطاع باتجاه النقب (ما يدل على أن حماس لا تريد ذلك، وأنها هي التي تحدد ما إذا سيتم إطلاق صواريخ). وفي هذه الأثناء، لم تجر أعمال القتل إلى احتجاج ملموس في الضفة الغربية. الضفة والقطاع يتصرفان، الآن، في ظل هذه الأزمة ككيانين منفصلين. يمكن الافتراض أن السلطة فقدت بقية التعاطف مع ضائقة القطاع بعد محاولة اغتيال رئيس حكومتها رامي الحمد الله.

إلى جانب إعادة الانشغال في الموضوع الفلسطيني، أجبرت حماس الجيش على الاحتفاظ بقوات كبيرة على الحدود، ما تطلب الانتباه الكبير من قبل القيادة، وقد يؤثر لاحقا على برنامج التدريب الواسع الذي أعده رئيس الأركان غادي ايزنكوت. في القيادة العامة يعتقدون أن حماس توصلت إلى اختراع فاعل ويبحثون عن طريقة لجباية ثمن باهظ منها، من اجل وقف تطور حرب استنزاف، تنعكس في استمرار الاحتجاج والحوادث على السياج. ويجري هذا كله في ظل عدم رغبة الطرفين بالوصول إلى مواجهة شاملة، يمكن أن تكون مدمرة بشكل خاص لغزة. ولكن في هذه الأثناء، تبقى الضائقة المدنية في القطاع هي العامل المهيمن في صورة الوضع. وفي غياب حل في الأفق، يبدو أن الصدامات الأسبوعية على طول السياج ستتواصل لفترة زمنية أخرى على الأقل.

نيران حية في ساحة هبيما

يكتب روغل الفير، في “هآرتس”، أنه عندما يفتح مجهول متطرف النار على المتظاهرين اليساريين في ساحة هبيما، يجب ألا نفاجأ. فالعنوان أصبح منقوشا على الحائط. في كل يوم، تنشر وسائل الإعلام الرئيسية مثل “يسرائيل هيوم” و”معاريف” و”ماكور ريشون” و”القناة 7″، مقالات تتهم اليسار بالخيانة وتصفه بعدو للشعب، يتحالف مع من يكرهون إسرائيل وراء البحار، من أجل إبادة الصهيونية.

إن تحريض بنيامين نتنياهو الجامح ضد “صندوق إسرائيل الجديد”، وإعلان وزير أمنه أفيغدور ليبرمان، بأن ميرتس ليست جزءًا من إسرائيل، ليس سوى غيض من فيض. وقد أخرجت “قاعدتهم”، منذ فترة طويلة، اليسار خارج المعسكر وحددته بالكامل كحليف للعدو. سموا ذلك فاشية إذا شئتم، لأنه تكتيك فاشي تقليدي، أو سموه صهيونية عام 2018. لا يهم ما تسمونه. الأهم من ذلك، أن تقرؤوا ذلك. كرسوا عشر دقائق كل يوم لقراءة مقالتين أو ثلاثة مقالات رأي على هذه المواقع الوطنية، واستوعبوا حقيقة أن هذه القومية المتطرفة العنيفة والمذعورة لا تتوقف، فقط، على المعقبين الذين يتسترون وراء جدار الهوية المجهولة. هذا هو الرأي المتعارف عليه، شبه المبتذل للشخصيات المركزية في الشعب، الناس الذين يفاخرون بسمعتهم، الذين يتبنون أفكارهم وتفسيراتهم، والذين تسبقهم صورتهم.

ولكي نفهم ما نتحدث عنه، فقط، إليكم عينة عشوائية للغاية، من الأسبوع الماضي: في مقال نشر في “معاريف” في 3 نيسان، عرّف البروفيسور أرييه إلداد اليسار بأنه “أعداء إسرائيل من الداخل”. ويحدد أنهم “اقتلعوا أنفسهم من الصهيونية، ولم يعودوا يشكلون جزءاً من المعسكر الذي يبني دولة إسرائيل كدولة يهودية”. استنتاجه الواضح: “من ينكر الجوهر الصهيوني لدولة إسرائيل سينتهي به المطاف بالانضمام إلى أعدائنا”. وقد كتب هذا المقال في أعقاب تحفظ اليسار من النيران التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على المتظاهرين على السياج في غزة. هؤلاء المتظاهرون هم أعداء، والجيش يقتلهم. هذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي للأعداء، ومن المرجح أن هذا ما سيتم عمله، أيضا، لأولئك الذين ينضمون لأعدائنا. الرسالة واضحة.

في اليوم التالي كتب إيرز فاينر على موقع “قناة 7″، أن صندوق إسرائيل الجديد، وتنظيمات مثل “بتسيلم” و”يكسرون الصمت “و”عدالة” هم “طابور خامس”. أي أنهم خونة. وفيما يتعلق بالصندوق الجديد صاغ فاينر نظرية مؤامرة كاملة، تماما مثل بروتوكولات حكماء صهيون بشكل مصغر، وبشكل مماثل، تماما للمواقف المعادية للسامية، بشكل عام، والنازية على وجه الخصوص، في قضية المؤامرة اليهودية للسيطرة على العالم. وحسب أقواله “يعمل الصندوق منذ سنوات للسيطرة بمساعدة رجاله على مواقع التأثير الرئيسية في إسرائيل.” وهو يعثر على الطلاب الجامعيين ويمول دراستهم ويعينهم في “مواقع رئيسية” في النيابة العامة والصحافة وهذا هو “ثمرة تخطيط استراتيجي دقيق.” وكما كان اليهود في ألمانيا أقلية في سنوات الثلاثينيات، هكذا هو الأمر، أيضا، بالنسبة لرجال الصندوق الصهاينة. إنهم أقلية ويجب تقديم “رد صهيوني مناسب” لهم.

يقترح فاينر تأسيس “الصندوق الصهيوني لإسرائيل”، لكن من الممكن تخيل متطرف راديكالي يفسر هذه المقالات، وعشرات المقالات الأخرى التي تنشر في إسرائيل، كل أسبوع، كدعوة للقيام بأعمال عنيفة، دفاعًا عن النفس. عندما يكون اليساريون، الذين يتظاهرون في ساحة هبيما، طابورا خامسا هدفهم الاستراتيجي هو السيطرة على إسرائيل والقضاء على الصهيونية “أعداء إسرائيل من الداخل” الذين انضموا لحماس – فإنه يمكن الانفجار لدى رؤيتهم يتظاهرون. أو يمكن تفجيرهم. يوجد منطق في هذا. إذا لم يستطع الوطن الرحيم أن يحمي نفسه من أعدائه الذين ينهضون من داخله لقتله، فإن أحد أفضل أبنائه سيضطر إلى عمل ذلك. أليس كذلك؟

تخوف من امتداد المظاهرات إلى الضفة.

يكتب يوآب ليمور، في “يسرائيل هيوم”، أنه على الرغم من أن أحداث يوم الجمعة الماضي، على السياج الحدودي في قطاع غزة، كانت أقل عنفاً من الأسبوع السابق، فإن الجيش الإسرائيلي يشعر بالقلق نتيجة للدينامية التي تتطور في المنطقة ويبحث عن طرق لردع حماس من أجل منع التصعيد.

الأحداث التي وقعت، أمس الأول الجمعة، كانت أكثر عسكرية في جوهرها، وبشكل ضمني، أقل مدنية. لقد شارك فيها عدد أقل بكثير من المتظاهرين المدنيين (بضعة آلاف مقابل أكثر من 40000 في الأسبوع السابق)، وعدد أكبر من نشطاء حماس. كما أن التقسيم في الميدان كان مختلفًا؛ فإذا تم في الأسبوع الأول من المظاهرات، إرسال المدنيين للانفجار على السياج وضرب البنية التحتية، فقد تواجدوا، أمس الأول، على بعد بضع مئات من الأمتار من السياج، وأولئك الذين واجهوا قوات الجيش الإسرائيلي وحاولوا تنفيذ هجمات – عبوات وإطلاق نار وقنابل يدوية – كانوا نشطاء في التنظيم.

وقد جعل هذا التغيير الحياة أسهل بالنسبة للجيش، وسمح له بإدارة الحدث مع قوات أقل، والإصابة الدقيقة لمن هددوا بتخريب السياج أو العمل في بناء الجدار، الذي يقام على طول القطاع. ومع ذلك، يجب على الجيش الإسرائيلي فحص نفسه في حالتين على الأقل – قتل قاصر (13 عاما)، وقتل الصحفي الفلسطيني – حتى يتمكن من مواصلة التحديد بأنه يتصرف بشكل انتقائي ضد مراكز العنف.

وكما كان متوقعا، بدأت حماس بالاستفادة من البيانات المتعلقة بسقوط ضحايا (تسعة قتلوا ومئات الجرحى) لتعظيم إنجازاتها، والادعاء أن هذه المظاهرات هي استمرار للاحتجاج المدني ضد الحصار على غزة. ورغم أن هذا كذب، إلا أن الحركة تحقق نجاحا كبيرا على الساحة الدولية، مقابل نجاح محدود جدا على الساحة الفلسطينية: محاولاتها لجر يهودا والسامرة للتصعيد فشلت تماما، وشارك أقل من 400 شخص في مظاهرة التضامن مع غزة، التي جرت يوم الجمعة في رام الله، وهذا يدل على أن أبو مازن والأجهزة الأمنية الفلسطينية يظهرون حماسا قليلا لمنح جوائز لحماس.

من المشكوك فيه أن الضفة ستقف على الحياد لفترة طويلة، فالأحداث القادمة ستلامس بشكل مباشر سكان الضفة الغربية، مع التركيز على يوم الأسير، وذكرى النكبة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وسيتعين على الجيش الإسرائيلي أن ينشر نفسه بين قطاعين (ناهيك عن إمكانية التصعيد على الحلبة الشمالية، المتوترة باستمرار)، وإيجاد طرق للردع – في يهودا والسامرة، وفي غزة بشكل خاص، من أجل زيادة معضلة حماس حول ما إذا ستواصل النشاط الذي بدأ على السياج.

لكن العبء يجب ألا يقع على كاهل المستوى الأمني فقط. يجب أن تكون هذه مهمة القيادة السياسية، التي يجب أن تجد السبل لتهدئة حماس. وهذا يتطلب نشاطًا سياسيًا – دبلوماسيًا – اقتصاديًا – أمنيًا ، وهو غير قائم في هذه المرحلة. من الأفضل أن يخصص مجلس الوزراء وقتًا لهذا الموضوع هذا الأسبوع – ليس للحلول التكتيكية كما في الاجتماع الأخير، ولكن لمناقشات استراتيجية حقيقية – قبل أن تخرج الأحداث عن السيطرة وتجر الأطراف إلى تصعيد غير مرغوب فيه.

وفجأة، من وراء غيوم الدخان وصلت طائرة ورقية

تكتب سمدار بيري في “يديعوت أحرونوت”: فجأة، ظُهر يوم الجمعة، قامت مجموعة من الفتية الذين وقفوا متظاهرين مقابل السياج، بإرسال طائرتين إلى السماء. طائرتان جديدتان من النايلون، باللونين الأبيض والأسود، نجحتا بالارتفاع والصمود وسط سحب الدخان المتصاعدة من الإطارات المحترقة. تابعتُ صورة الطائرات الورقية: أي مشهد مهووس في بحر من الكراهية المتبادلة، الذي يرتبط لديّ على الفور، بقصّة صائد الطائرات الورقية من أفغانستان – الرواية الشهيرة التي كتبها خالد الحسيني عن الفتى التعيس المتعطش للحياة في كابول. هنا أيضا، وكما في تلك القصة، حيلة خطيرة لمن يعيشون حياة البؤس.

تعقبت طوال ساعات مجموعة الفتيان الذين كانوا يحرقون الإطارات. ليس هذا هو الجمهور الذي ترغب قيادة حماس برؤيته، وليس عدد المتظاهرين الذي تضاءل مقارنة بالأسبوع الماضي. فتيان في سن المراهقة يرتدون الجينز وقمصان بدون أكمام، صديق يجلب صديق، صديق يجلب إطارا، وعدد قليل من الفتيات اللواتي صعدن إلى السيارات دون إبلاغ عائلاتهن. وقد تعلموا جميعاً درساً من الأسبوع الماضي، لفوا وجوههم بالكوفيات، وقاموا بحشو قشور البصل وحبيبات الثوم بداخلها- كنوع من الاحتماء من الغاز المسيل للدموع. رأيتهم يحرقون العلم الأمريكي، وصور الرئيس ترامب وصور ضخمة لولي العهد السعودي الأمير سلمان، الذي يتعرض لهجوم كبير في غزة الآن، عقابا على إعلانه بأن لإسرائيل أيضا، تملك الحق في الوجود. ويوم أمس، اهتم عبر أسبوعية “تايم” الأمريكية، بترميم الأمر حين أضاف حق الفلسطينيين في الوجود، وأقسم أنه لن تكون هناك علاقات طبيعية مع إسرائيل حتى يتم حل النزاع. كيف سيتم حله؟ الأمير من قصور الرياض لا يتطوع حقا لتحطيم رأسه.

ما زلنا لا نعرف الحقيقة كاملة. من جانبنا، يشنرون قائمة “بطاقة الثمن” التي ستدفعها حماس لعائلة الشهيد (3000 دولار)، وللمصابين بجراح بالغة (1000) وأولئك الذين سيحتاجون إلى علاج طارئ (500 فقط). أولئك الذين كانوا يميلون إلى الاعتقاد بأن هذه كانت مبادرة مستقلة من قبل مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل واليائسين والمخنوقين من الحصار، تلقوا صباح الجمعة زيارة من قبل محمود الزهار، وعند الظهر، من يحيى سنوار، زعيم حماس في غزة. لقد جاءا للتشجيع، للتهديد، وبشكل رئيسي لضمان عدم عودة الشباب إلى بيوتهم.

على مدار ساعة واحدة، كان هناك أجواء كرنفال: أغاني وطنية، عروس وعريس جاءا للتبرع بإطارات، أقنعة ملونة، حلوى وحمار مغطى بعلم إسرائيلي. يرسلون الحمار المسكين لدوس صورة ضخمة لنتنياهو وتلويث ملصق لليبرمان.

لكن هذا لم ينجح. لم يتمكن أحد من التسلل إلى إسرائيل. 32 قتيلاً في غضون أسبوع في الجانب الفلسطيني، ولم يصب أحد، الحمد لله، في الجانب الإسرائيلي. هل هناك من حدد للمتظاهرين في غزة قائمة تضم سبعة أهداف؟ استهتار دولي طويل. العالم، بما في ذلك العالم العربي، مشغول بأمور أكثر إلحاحًا.

في هذه الأثناء تنجح إسرائيل في كسب المعركة على الوعي. حقيقة: الدكتور محمود بدير، المحاضر في الاقتصاد في جامعة غزة، ينتقد بشجاعة حرق الإطارات، ويقترح للأسبوع المقبل إنتاج طائرات من الورق المقوى والصحون الطائرة، وكتابة أسماء القرى الفلسطينية المدمرة وعناوين المنازل المسروقة عليها. لن ننتصر أبداً من دون ذكر قصة تراثنا، يوبخ المتظاهرين.

لكن الإعلام هو قصة أخرى. عندما يميل العالم إلى التمشي مع الضعيف، تبرز هذه القصة الكثير من القوة، والكثير من الجرحى والقتلى، ومن أبرزهم في نهاية الأسبوع ياسر مرتجى، الذي كان يرتدي سترة واقية تحمل شعار “PRESS” وتلقى رصاصة في الرأس. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه كان يقف إلى جوار محرض تم توجيه النيران إليه. بالأمس، نشر أصدقاء مرتجى منشورا يمزق القلب، كان مرتجى قد نشرة قبل أسبوعين وكتب فيه: “لدي حلم، أن أحلق في السماء وأطير من هنا … لم أغادر حدود غزة أبداً”. (الصحيح أن ياسر كتب في المنشور الذي ارفقه بصورة لغزة من الجو، وباللهجة العامية: “نفسي يجي اليوم اللي آخذ هاي اللقطة وأنا بالجو مش ع الأرض! اسمي ياسر مرتجى، عمري 30 سنة، ساكن في مدينة غزة، عمري ما سافرت! – المترجم)

وملاحظة توبيخ للرائد ابيحاي أدرعي، من مكتب الناطق بلسان الجيش باللغة العربية، الذي قرر من هي المرأة الفلسطينية الجيدة – “تجلس في البيت، تنظف، تطبخ وتهتم بزوجها وأولادها” ومقابلها، حسب أدرعي، “المرأة الفلسطينية السيئة هي التي تخرج للمشاركة في أعمال وحشية في مناطق النيران”. أي كلام هذا؟

About nbprs

Check Also

أبرز عناوين الصحف الإسرائيلية 22/10/2019

متابعة: تصدر فشل نتنياهو يفشل في مهمته تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة واعادة كتاب التكليف الى …