المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان منظمة التحرير الفلسطينية
مقالات مشابهة
شنت قوات الاحتلال، أمس، حملة دهم واعتقال وتنكيل واسعة في القدس المحتلة في أعقاب زعمها بتعرض مستوطنة للطعن على يد طفلة تواجه عائلتها خطر التهجير من حي الشيخ جراح، بينما نظم مستوطنون مساءً مسيرة استفزازية بحماية جنود الاحتلال في الحي المهدد وحاولوا اقتحام بناية فيه.
وقالت شرطة الاحتلال في بيان: إنها ألقت القبض على مشتبه بها تبلغ من العمر (14 عاماً) في مدرسة بعد الهجوم الذي وقع صباحاً في الشارع خارج المدرسة.
وأشارت في وقت لاحق إلى أنها اعتقلت المشتبه بها بتنفيذ عملية طعن مستوطنة في حي الشيخ جراح في المدينة، من داخل المدرسة.
ولم يذكر بيان الشرطة اسم الفتاة لكنه قال إن “عدداً من النساء المقربات منها” اعتقلن أيضاً للاستجواب.
وأضافت إن مستوطنة تعرضت للطعن في ساعات الصباح الباكر في حي الشيخ جراح، ووصفت إصابتها بالطفيفة.
وقال موقع “آي 24 العبري” إن المستوطنة الجريحة (26 عاماً) غادرت مستشفى هداسا بعد ظهر أمس بعد تعرضها لجروح طفيفة بعد أن طعنتها في الظهر فتاة فلسطينية تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً.
وأكدت مصادر محلية أن الطفلة المعتقلة ابنة عائلة فلسطينية تكافح من أجل عدم طردها من منزلها في الحي، بينما الجريحة تستوطن الحي الذي يتعرض لاعتداءات استيطانية متواصلة بحماية قوات الاحتلال في الوقت الذي يتهدد سكانه خطر التهجير.
وقال عارف حماد (70 عاماً)، جد الفتاة المشتبه بها: “العائلة لا تعرف أي شيء عما حدث”.
وأكد حماد أنه يعيش في منزله في حي الشيخ جراح منذ كان في الخامسة. وقال: “أنا خائف من أن يخرجونا بالقوة، دون قانون، لأنه ليس لديهم قانون، ويقوموا برمينا في الشارع، ويرموا الحي كله بالشارع، ويقوموا بتنفيذ المخططات التي يريدونها”.
ويخوض حماد الذي يعيش مع 17 فرداً من عائلته في منزل في الشيخ جراح، وجيرانه، معركة التصدي للتهجير منذ السبعينيات.
وفي أعقاب الحادث المزعوم، اقتحمت قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال مدرسة الروضة الحديثة في حي الشيخ جراح، واعتقلت مديرتها وإحدى المعلمات، وطالبتين شقيقتين من الصفين العاشر والتاسع، كما اقتحمت مدرسة خليل السكاكيني للبنات وشنت حملة تمشيط واسعة ترافقها طائرة مروحية.
وانتشرت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة في الحي، وأغلقت بعض مداخله وشوارعه الرئيسة، وخلال ذلك شرعت بتفتيش المركبات والحافلات بشكل عشوائي، ثم اقتحمت مدرسة الروضة الحديثة في الحي وأغلقت محيطها بالأشرطة الحمر ومنعت الدخول إليها.
وأوضحت المدرسة أن أفراد الشرطة اقتحموا المدرسة صباحاً. وبعد تفتيش أولي للصفوف، اقتحمت فرقة من المخابرات المدرسة، وطالبت بجمع الطالبات في الساحة، ثم شرعت بتفتيش البعض والتركيز بشكل خاص على الأحذية.
وأضافت المدرسة إن القوات فتشت غرف المدرسة” الصفية، والإدارية، وغرفة المعلمات، والمكتبة، ومختبر الحاسوب، وغيرها”، كما فتشت حقائب بعض المعلمات، وقامت بتفتيش أسقف المدرسة خاصة الممر الرئيس وغرفة الحاسوب وخلال ذلك خلعت الجبص، كما كسرت باب المكتبة، وفتشت الخزائن.
وقالت المعلمة لبنى عابدين إن الطالبات أصبن بحالة من الخوف والذعر، خلال الاقتحام المفاجئ والتفتيش العشوائي، لافتة إلى أن المدرسة من الصف التمهيدي حتى التوجيهي.
في السياق نفسه، شنت قوات ومخابرات الاحتلال حملة دهم واقتحام وتفتيش في حي الشيخ جراح ومناطق متفرقة في القدس وانتشرت بكثافة في الشوارع والمفترقات.
وأوضح محامي مركز معلومات وادي حلوة، أن الاعتقالات طالت 14 مقدسياً، من بينهم 7 إناث “3 فتيات قاصرات”، إحداهن يشتبه بقيامها بطعن المستوطنة، ووالدة المشتبه بها ووالدة فتاة أخرى، وكذلك مديرة مدرسة “الروضة الحديثة” ومعلمة.
وأضاف المحامي إن القوات اعتقلت طالب مدرسي “توجيهي”، من شارع صلاح الدين، واعتدت عليه بالضرب ما أدى إلى إصابته بجروح في يده.
بينما أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت شاباً بالقرب من باب المغاربة، كما اعتقلت 5 مقدسيين بعد اقتحام منازلهم في بلدة العيسوية، بينهم 3 فتية.
ومساء أمس، نظم المستوطنون مسيرة استفزازية في الشيخ جراح رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية واعتدوا على عدد من المواطنين وسط إطلاق الهتافات أو الشتائم بحق المواطنين.
وقالت مصادر محلية إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال انتشرت على مداخل الحي والشوارع المؤدية إليه ومنعت المقدسيين الذين توجهوا إلى مساندة أهالي الحي من دخوله في الوقت الذي سمحت للمسيرة الاستفزازية باقتحام الحي وترهيب قاطنيه.
وأشارت إلى أن مسيرة المستوطنين الاستفزازية حاولت اقتحام بناية سكنية في الحي وسط هتافات “الموت للعرب”، وبعد أن رد الأهالي عليهم بالتكبيرات، اقتحمت قوات الاحتلال البناية واعتدت على سكانها بشكل همجي.
وقال أحد سكان الحي إن قوات الاحتلال تمنع أهالي الحي من التصدي للاعتداءات الاستيطانية حتى بالهتاف.
ولفت إلى أن أهالي الحي تجمهروا في خيمة الاعتصام ورددوا الأغاني الوطنية في الوقت الذي اندلعت فيه مناوشات بين المستوطنين وأهالي الحي.
وأكد أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب، على مواطنين في حي الشيخ جراح، والمهدد بالإخلاء القسري، خلال تصديهم لعشرات المستوطنين الذين اقتحموا الحي.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أغلقت المداخل المؤدية إلى الحي، ومنعت المتضامنين والصحافيين من دخوله ودققت في هوياتهم.
ومساء أمس، أصيب 4 مواطنين خلال عربدة للمستوطنين وشرطة الاحتلال، تخللتها إزالة خيمة الاعتصام بالحي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: “تعاملت طواقمنا مع ٤ إصابات بغاز الفلفل في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة جراء اعتداء قوات الاحتلال على مجموعة من الشبان”.
وكانت جمعيات استيطانية ويمينية متطرفة أطلقت دعوات للوصول في مسيرة إلى البؤرة الاستيطانية “شمعون الصديق” في الحي، بذريعة “دعم” المستوطنين في الحي المقدسي.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في تغريدة على “تويتر” بقوات الأمن “لقبضهم السريع على الإرهابية”، وتمنى “الشفاء العاجل لضحية الهجوم، وهي أم كانت في طريقها إلى روضة الأطفال مع أطفالها”.
بينما قالت حاغيت عفران من “حركة السلام الآن” المناهضة للاستيطان والتي تتابع القضايا القانونية للعائلات المهددة بالطرد إن الفتاة المعتقلة “من إحدى العائلات المهددة بالطرد” من منزلها.
وأضافت: “قضيتهم تنتظر قراراً من المحكمة العليا”.
