الرئيسية / ملف القدس / اقتحام الفجر للمسجد الأقصى.. 158 إصابة وأكثر من 476 اعتقالاً وتخريب واسع

اقتحام الفجر للمسجد الأقصى.. 158 إصابة وأكثر من 476 اعتقالاً وتخريب واسع

فاجأت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، آلاف المواطنين بمن فيهم أطفال ونساء وكبار سن باقتحام واسع للمسجد الأقصى تم خلاله إطلاق وابل من قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط ما أدى إلى إصابة 158 على الأقل.
وتحت وابل من قنابل الصوت، اقتحم العشرات من عناصر شرطة الاحتلال المسجد القبلي المسقوف بأحذيتهم لاعتقال المئات من المصلين حيث شوهد الشبان وهم ملقون على سجاد المسجد بعد تكبيل أيديهم.
وبدا واضحا إن شرطة الاحتلال أعدت مسبقا لعملية الاقتحام تحت مبررات واهية بادعاء الشرطة أنها اقتحمت المسجد بعد إلقاء حجارة على حائط البراق وهو ادعاء لم تتمكن من إثباته خاصة أن الشرطة تمركزت بأعداد كبيرة عند الباب.
وكان الآلاف شاركوا في صلاة الفجر في المسجد الأقصى وخرج المئات منهم إلى باحات المسجد للاحتجاج على إعلان جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة عزمها تقديم قرابين عيد الفصح اليهودي في ساحات المسجد.
وفي وقت كان يهتف فيه المئات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال باحات المسجد من خلال باب المغاربة وباب السلسلة تحت غطاء وابل من قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وما أن وصل عناصر شرطة الاحتلال إلى ساحات المسجد حتى انهالوا بالضرب المبرح، باستخدام الهراوات، على المصلين بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن.
وبدأت أعداد المصابين بالازدياد وسط محاولات طواقم الإسعاف، وعلى رأسها الهلال الأحمر الفلسطيني، تقديم الإسعافات الأولية للمصابين وإن كانت شرطة الاحتلال عرقلت بالفعل وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، “كانت الإصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت واعتداء بالضرب”.
وأضاف، “تم تسجيل عدد من الاعتداءات على طواقمنا تمثلت بإعاقة الوصل إلى المصابين والاعتداء المباشر على الطواقم، والاعتداء على سيارات الإسعاف”.
وانتشر عناصر شرطة الاحتلال في ساحات المسجد، في وقت قام فيه العشرات من عناصر شرطة الاحتلال بملاحقة المصلين إلى المصلى القبلي المسقوف الذي تم إغلاق أبوابه بالسلاسل الحديدية.
واعتلى عدد من عناصر شرطة الاحتلال سطح المصلى ودمروا زجاج النوافذ العلوية فيه من أجل إطلاق قنابل الصوت والرصاص المعدني على المصلين الذين احتموا بالمسجد من بطش شرطة الاحتلال.
كما لاحق عناصر شرطة الاحتلال المصلين في منطقة صحن قبة الصخرة، التي تم إغلاقها لاحقها، واعتدوا بالهراوات على المصلين وعلى الصحافيين الذين كانوا يغطون الأحداث وموظفي دائرة الأوقاف.
وكان من بين المصابين الحارس في المسجد الأقصى حسام سدر الذي أصيب برصاصة معدنية في عينه.
واعتدى عناصر شرطة الاحتلال بالضرب المبرح، باستخدام الهراوات والركل، على المسؤول في دائرة الإعلام في دائرة الأوقاف رامي الخطيب فتم كسر يده وإصابته برأسه ما استدعى نفله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ومع تزايد أعداد المصابين فقد اضطر الهلال الأحمر إلى إقامة مستشفى ميداني في ساحة مركز الإسعاف حيث تم نقل المصابين لتقديم الإسعافات والعلاج لهم.
وأغلقت شرطة الاحتلال أبواب المسجد الأقصى ومنعت دخول المصلين إليه أثناء قمعها للمصلين المتواجدين في داخل المسجد وبخاصة المصلى القبلي المسقوف ومحيطه.
ولاحقا، تمركزت شرطة الاحتلال في مدخل باب المغاربة حيث أصابت العديد من المصلين باستخدام الرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وحاول العشرات من الشبان الملثمين إجبار عناصر شرطة الاحتلال على إخلاء المسجد من خلال رشق هذه القوات بالحجارة.
وزعمت شرطة الاحتلال أن 3 من عناصرها أصيبوا بجروح طفيفة بعد رشقهم بالحجارة.
وباغتت شرطة الاحتلال باقتحام واسع تحت غطاء وابل من قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط حيث توجهت مباشرة إلى المصلى القبلي.
ودنست شرطة الاحتلال المصلى القبلي باقتحامها بأحذيتها وبإطلاق وابل من قنابل الصوت، التي حالت العناية الإلهية، دون تسببها بإحراق المسجد بعد سقوطها على السجاد.
وتسبب الاقتحام الواسع بخراب للنوافذ والسجاد في المصلى القبلي.
وهاجمت شرطة الاحتلال المصلين الذين احتموا بالمسجد وقامت بتقييد أيديهم وبإلقائهم على الأرض قبل إخراجهم من المسجد إلى حافلات ومنها إلى مركز توقيف لشرطة الاحتلال.
وقال المحامي خالد زبارقة، إن شرطة الاحتلال اعتقلت، أمس، 476 مواطنا من داخل ساحات المسجد وعبر بواباته.
واتضح من مصادر حقوقية أن أكثر من 60 من المعتقلين كانوا من القاصرين الذين تم الإفراج عنهم في ساعات المساء.
وفور انسحاب شرطة الاحتلال، قام المصلون بحملة تنظيف من آثار التخريب التي تسبب بها الاقتحام الإسرائيلي وذلك استعدادا لصلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد.
وقام بعض المصلين بتجميع العشرات من مخلفات الرصاص المعدني والقنابل الصوتية.
واجبر الشبان شرطة الاحتلال على إعادة فتح بوابات المسجد الأقصى بدءا من باب المجلس ولاحقا باقي الأبواب.
وما أن أعيد فتح الأواب حتى تدفق آلاف المصلين إلى المسجد لأداء الجمعة الثانية من شهر رمضان بالمسجد.
وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، لـ”الأيام”، إن نحو 60 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة بالمسجد.
وكانت أعاد المصلين قليلة مقارنة مع أعداد المصلين الذين يشاركون كل سنة في صلاة الجمعة في رمضان.
وعزا مراقبون هذا الانخفاض إلى حالة التخويف التي سعت شرطة الاحتلال لفرضها بالمكان من خلال عمليات القمع وإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت.
وكذلك فإن شرطة الاحتلال منعت المواطنين الذكور دون سن 50 عاما من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة وكذلك جميع المواطنين من سكان الضفة الغربية.
وكان الشيخ محمد سرندح، خطيب المسجد الأقصى، أدان في خطبة الجمعة بالمسجد اعتداءات شرطة الاحتلال على المصلين واقتحامهم للمسجد الأقصى.
كما أدان الحملات الاستفزازية التي قادتها جماعات استيطانية خلال الأسابيع الأخيرة من خلال إعلانها عزمها تقديم قرابين عيد الفصح اليهودي في المسجد.
وحيا الشيخ سرندح المواطنين على ثباتهم بالمسجد ورباطهم فيه داعيا إلى استمرار شد الرحال إلى المسجد.
وتم أداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء.
ومع انتهاء الصلاة، هتف آلاف المواطنين “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” ووجهوا التحية إلى جنين وغزة.
وحاصر عدد من الشبان مركزا لشرطة الاحتلال فيما صد العشرات محاولة شرطة الاحتلال اقتحام المسجد من جديد من خلال باب السلسلة.
وواصل المواطنون رباطهم في المسجد الأقصى حيث تم تناول الإفطار في ساحات المسجد قبل مشاركة عشرات الآلاف في صلاة العشاء والتراويح.
 

عن nbprs

شاهد أيضاً

الاحتلال يجبر مقدسيا على هدم منزله في شعفاط

أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مواطنا مقدسيا قرب التلة الفرنسية في شعفاط على هدم …