الرئيسية / ملف القدس / الاحتلال يحوّل القدس إلى ثكنة عسكرية لحماية “مسيرة الأعلام” واقتحام الأقصى

الاحتلال يحوّل القدس إلى ثكنة عسكرية لحماية “مسيرة الأعلام” واقتحام الأقصى

عبد الرؤوف أرناؤوط :

تعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتحويل مدينة القدس الشرقية، اليوم، إلى ثكنة عسكرية لتمكين مسيرة الأعلام الإسرائيلية الاستيطانية في البلدة القديمة واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
وأعلنت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة، على رأسها وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، عزمها استباحة المدينة اليوم لمناسبة مرور 56 عاماً على احتلالها وفق التقويم العبري.
وتبدأ الاستباحة للمدينة في ساعات الصباح، حيث دعت جماعات يهودية متطرفة لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى لمناسبة ذكرى احتلال المدينة.
وأشارت في نشرات تم توزيعها على مجموعات التواصل الاجتماعي إلى أنها تنوي حشد 5000 متطرف لاقتحام المسجد الأقصى اليوم وهو عدد غير مسبوق منذ بدء اقتحامات المسجد في العام 2003.
ودعت المجموعة المتطرفة، التي تطلق على نفسها اسم “بأيدينا”، أنصارها للمشاركة في مسيرة تنطلق ظهر اليوم من باب الخليل بالأعلام الإسرائيلية وحتى ساحة البراق قبل اقتحام المسجد الأقصى في فترة ما بعد صلاة الظهر.
ودعا زعيم “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير لاقتحام المسجد الأقصى والمشاركة في مسيرة الأعلام الاستفزازية بأعداد كبيرة اليوم.
بدورها فقد أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عن نشر 3200 من عناصرها في أنحاء المدينة المحتلة، اليوم، بالتزامن مع إغلاق عدد من الشوارع في محيط البلدة القديمة.
وقالت في بيان: “سيتم نشر 3200 من أفراد الشرطة وحرس الحدود والمتطوعين، في جميع أنحاء القدس”.
وأضافت: “سيتم نشر أكثر من ألفي شرطي أثناء مسيرة الأعلام” مشيرة إلى أنه “من المتوقع أن تقام مسيرة الأعلام التقليدية على نفس المسار كما في العام الماضي من وسط القدس حتى “حائط المبكى” (أي حائط البراق) عبر أبواب البلدة القديمة وأزقتها، ولن تمر المسيرة عبر الحرم القدسي (أي المسجد الأقصى) أو بواباته”.
وتسود تقديرات بأن شرطة الاحتلال ستعمد، كما فعلت في السنوات الأخيرة، لتفريغ ساحة باب العامود من الفلسطينيين قبل إقامة منطقة عازلة بدءا من شارع السلطان سليمان ومروراً بشارع نابلس وصولاً إلى المصرارة لتمكين مسيرة المتطرفين.
وفي هذا الصدد فقد طلبت شرطة الاحتلال من المواطنين عدم ركن سياراتهم في شارع السلطان سليمان بدءا من ساعات الصباح وحتى ساعات مساء اليوم.
ويتخلل المسيرة عادة استفزازات بما فيها ترديد شعارات عنصرية مثل “الموت للعرب” و”لتحرق قريتهم”.
كما يتم إجبار الفلسطينيين في طريق الواد بالبلدة القديمة على إغلاق محالهم التجارية رغم أن المتطرفين يقومون في كل عام بالاعتداء على ممتلكاتهم وإتلاف أقفال محالهم باستخدام الصمغ وأعواد الخشب وتدمير لافتات محالهم.
ويقوم المتطرفون بالطرق الشديد على أبواب المحال التجارية والمنازل طوال طريق المسيرة الاستفزازية.
وتبدأ المسيرة من القدس الغربية ثم منطقة باب الجديد وباب العامود وبعد رقصة الأعلام في باب العامود تواصل مسيرها في أزقة البلدة القديمة عبر طريق الواد وصولاً إلى حائط البراق.
وكان العديد من المنظمات اليسارية الإسرائيلية دعت الحكومة الإسرائيلية لتغيير مسار المسيرة الاستفزازية ولكنها رفضت طلباتها.
وقالت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية: “قولوا: لا للعنصرية، لا للتفوق اليهودي، لا للتحريض، لا لمسيرة العلم عبر باب العامود والحي الإسلامي”.
وأعلنت جمعية “عير عميم” اليسارية الإسرائيلية أنها قدمت باسمها واسم مقدسيين التماساً عاجلاً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية طالبوا فيه الشرطة والحكومة ورئيس بلدية القدس الغربية بمنع أي توسع في موكب العلم بيوم القدس خارج المسار المصرح به، في إشارة إلى المسار الذي لا يمر من باب العامود والحي الإسلامي بالبلدة القديمة وإنما من خلال باب الخليل وصولاً من هناك إلى ساحة البراق.
وقالت: “عارضت “عير عميم” مرور موكب العلم عبر باب العامود والحي الإسلامي منذ سنوات. ومع ذلك، فقد أعطت المحكمة العليا في الماضي موافقتها على مسار العرض هذا على الرغم من تكرار أعمال التحريض العنصري والعنف من قبل المتظاهرين”.
وأضافت: “يُطلب من المحكمة حماية حقوق الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية من خلال إعلان واسع بأنه لن يكون هناك أي تسامح مطلقاً مع العنف اللفظي أو الجسدي من قبل المتظاهرين وعدم التسامح مطلقاً مع الدعوة إلى انتهاك طرق العرض المصرح بها، خاصة من قبل أولئك في المناصب العامة”.
وأعلن 4 وزراء إسرائيليين على الأقل، والعديد من النواب في الكنيست، المشاركة في هذه المسيرة الاستفزازية.
وأشارت “عير عميم” إلى أن مسيرة الأعلام هي “عرض من التحريض والعنصرية والعنف” وقالت: “المسيرة ليست احتفالاً بحرية التعبير، بل “احتفالاً” بالتحريض والعنصرية والعنف وسحق حقوق السكان الفلسطينيين وأصحاب الأعمال على طول الطريق التي تمر بها”.
وكانت فعاليات فلسطينية ومقدسية دعت إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى خلال ساعات اليوم.
كما دعت إلى التواجد في باب العامود ورفع العلم الفلسطيني على المنازل والشرفات والمحال التجارية رداً على الاستفزازات الإسرائيلية.

عن nbprs

شاهد أيضاً

الاحتلال يجبر مقدسيا على هدم منزله في شعفاط

أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مواطنا مقدسيا قرب التلة الفرنسية في شعفاط على هدم …