الرئيسية / جرائم وانتهاكات / القطاع: مجازر متواصلة.. 250 شهيداً ونحو 500 مصاب

القطاع: مجازر متواصلة.. 250 شهيداً ونحو 500 مصاب

تواصلت المجازر الإسرائيلية في أنحاء قطاع غزة كافة، في اليوم الرابع والأربعين من العدوان المتواصل (أمس)، بالتزامن مع تصاعد واتساع رقعة الاشتباكات المسلحة مع المقاومة في محاور التوغل كافة.
وارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة في أنحاء القطاع كافة، خاصة في مدينة غزة والشمال، وكذلك وسط القطاع، ومحافظة خان يونس.
وشهد يوم أمس سقوط أكثر من 250 شهيداً ونحو 500 مصاب، بعضهم استشهدوا في غارات جديدة، وآخرون إما انتشلوا من مواقع قصفت سابقاً، أو استشهدوا متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها في الأيام الماضية.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، فقد ارتفع العدد الكلي للشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 13 ألف شهيد، منهم 5500 طفل، و3500 سيدة، إضافة إلى استشهاد 201 من الطواقم الطبية، و22 من “الدفاع المدني”، و60 صحافياً.
وعلمت “الأيام” بوجود عشرات الشهداء في منازل محاصرة، وطرق يسيطر عليها الاحتلال، لم تستطع فرق الإسعاف الوصول إليهم، إضافة إلى أكثر من 130 شهيداً ما زالت جثثهم ملقاة على طول ما يسمى “الممر الآمن”، جنوب مدينة غزة، للأسبوع الثالث على التوالي.
وتواصلت عملية إجلاء مجمع الشفاء الطبي بصورة بطيئة، أمس، إذ جرى نقل العشرات من الأطفال الخدج، مع استمرار احتلال المجمع بالكامل.
كما حوّل الاحتلال عدداً من مشافي غرب مدينة غزة إلى ثكنات عسكرية، منها مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى الرنتيسي للأطفال، بعد إخلائهما.
وخلال ساعات مساء أمس، تراجعت آليات إسرائيلية من بعض المناطق التي كانت تحتلها؛ بعد اشتباكات ضارية، حيث تراجعت دبابات من محيط منطقة الساحة والسرايا، في مركز مدينة غزة، وأعادت تمركزها غرب المدينة، بالتزامن مع محاولات توسعة التوغل في حي الزيتون شرق مدينة غزة، والتقدم نحو مخيم جباليا شمال القطاع، بأرتال من الدبابات عبر محورَين.

إخلاء “الشفاء”
وفيما يخص المستشفيات، واصلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بدبابات وطائرات مُسيّرة وحربية، احتلال مجمع الشفاء الطبي بالكامل، مع استمرار تواجد عدد من الأطباء وعشرات من الجرحى داخله، وسط توقعات بإخلائهم في الساعات القادمة.
ودفعت قوات الاحتلال بأعداد متزايدة من الجرافات الكبيرة والمتوسطة إلى داخل المجمع، حيث تواصل الجرافات أعمال الحفر والتجريف في ساحاته، إضافة إلى تواجد قوات كبيرة في قبو المستشفى، مع سماع دوي انفجارات كبيرة داخل أقسامه.
وتواصل قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على المستشفى العربي المعمداني وسط مدينة غزة، وهو آخر مستشفى كان يعمل في المدينة، مع تعرضه لإطلاق نار وقذائف مدفعية بين الفينة والأخرى.
ووفق المصادر المطلعة، فإن المستشفى يتواجد به عشرات الجرحى، وطواقم طبية تابعة للمستشفى، وأخرى تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
كما حوّلت قوات الاحتلال مستشفى الرنتيسي للأطفال، غرب مدينة غزة، إلى ثكنة عسكرية، بعد احتلاله، وطرد الطاقم الطبي والمرضى منه.

مجازر متواصلة
وقتلت قوات الاحتلال الصحافي بلال جاد الله، بقصف استهدف مركبته خلال محاولته عبور ما يسمى “الممر الآمن” جنوب مدينة غزة، إذ أكدت مصادر مطلعة أنه جرى استهداف المركبة رغم أنها تحمل شارات صحافية واضحة.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة، بعد شن الطائرات حزاماً نارياً استهدف منازل وشوارع، ومحيط محطة لتحلية المياه، في منطقة “أبو إسكندر”، غرب شارع الجلاء بمدينة غزة، حيث أكد شهود عيان سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وسقط شهداء ومصابون بقصف طائرات الاحتلال مربعاً سكنياً في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا، بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل استهدف مناطق واسعة في مخيم ومدينة جباليا، وشمال القطاع بوجه عام.
وسقط شهيدان بينهما فتاة، وأصيب آخرون، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة “العقاد” بمحيط مستشفى الأوروبي جنوب شرقي محافظة خان يونس، كما سقطت شهيدتان جراء استهداف منزل آخر لعائلة “أبو عكر” في ذات المنطقة.
وانتشلت فرق الإنقاذ الشهيدين درويش أبو ختلة، وابنته جوري، اللذين سقطا جراء قصف منزل عائلة أبو ختلة بحي الجنينة في محافظة رفح. وخلال ساعات مساء أمس، جرى انتشال جثامين ستة شهداء آخرين، ليرتفع العدد الكلي للشهداء في قصف المنزل المذكور إلى ثمانية.
ومساء أمس، وصل 14 شهيداً إلى مستشفى شهداء الأقصى، إثر استهداف الاحتلال منزل تعود ملكيته لعائلة “مخيمر”، بالقرب من مدرسة خالد بن الوليد في مخيم النصيرات وسط القطاع.
كما سقط 11 شهيداً بينهم نساء وأطفال في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة جباليا شمال قطاع.
كما سقط شهداء وجرحى في قصف ديوان “آل درويش”، قرب مسجد الجمعية، بمخيم النصيرات وسط القطاع.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية غارة استهدفت منزلاً وسط شارع النفق شمال مدينة غزة، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى.
وارتفع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منزلاً لعائلة “زهد” بمخيم النصيرات وسط القطاع إلى 13 شهيداً، بعد انتشال عدد جديد من الشهداء من تحت الأنقاض.
كما سقط شهداء وجرحى جراء استهداف الاحتلال منزلاً بالقرب من مفترق أبو حلو بمخيم البريج وسط القطاع.
وقصفت الطائرات منازل بالقرب من “مفترق الهَوجا” في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلين لعائلتَي “أبو سمك”، و”عبد العال”، في حي الجنينة شرق مدينة رفح، وقد نقلت سيارات الإسعاف عدداً من الإصابات إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار.
وخلال الساعات الماضية دمرت طائرات الاحتلال 4 مساجد في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بينما واصلت مدفعيته دكّ محيط منطقة “الزرقا” ومخيم جباليا بعشرات القذائف، موقعة أعداداً متزايدة من الشهداء والجرحى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: إن قوات الاحتلال تتعمد قصف المناطق المزدحمة بالسكان، وارتكاب مجازر فيها؛ لدفع الناس للنزوح عنها والهجرة باتجاه محافظات جنوب القطاع، غير أن غالبية السكان يرفضون النزوح، فوفق تقديرات نشرتها وسائل إعلام عبرية، فإن أكثر من 75% من سكان شمال القطاع يرفضون النزوح عن بيوتهم، ما يعقد العملية العسكرية، وفق وسائل الإعلام المذكورة.
وفي ساعات ليل أمس، شهدت أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، ومناطق جباليا، قصفاً مدفعياً مكثفاً ومتواصلاً، تسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى، دون التمكن من إخلائهم.

اشتباكات متواصلة
وشهد يوم أمس توسعاً في الاشتباكات، وتصاعداً في حدّتها، في محاور التوغل كافة، خاصة غرب مدينة غزة، وعند محورَي بيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع.
كما شهدت مناطق محيط حي الزيتون شرق مدينة غزة اشتباكات ضارية استمرت طوال ساعات النهار.
وسُمع دوي انفجارات كبيرة في منطقة الزيتون، وقد استخدمت قوات الاحتلال سلاحَي المدفعية والطيران في محاولة للتغطية وإرجاع الآليات للخلف.
كما شهدت منطقة غرب غزة، وتحديداً محيط مجمع الشفاء الطبي، وشارع الشهداء، و”دوار أنصار” تصاعداً كبيراً في حدة الاشتباكات، وسُمع دوي إطلاق نار من رشاشات متوسطة وثقيلة وخفيفة، كما سُمع دوي انفجارات كبيرة ومتتالية، في محيط المناطق التي تتمركز فيها الآليات، وشوهدت ألسنة النار والدخان تتصاعد من قلب المناطق التي تتمركز فيها آليات الاحتلال.
وخلال ساعات ليل أمس، شهد محورا بيت لاهيا وشمال غربي مدينة غزة، اشتباكات وصفت بالعنيفة، سُمعت خلالها انفجارات ودوي إطلاق نار، تخللها قصف من الطيران والمدفعية في محيط منطقة التوغل.
وأصدرت فصائل، منها “كتائب القسام” الذراع العسكرية لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، بيانات أكدت استمرار مهاجمة آليات الاحتلال وتحصيناته، وتدمير مزيد من الآليات.
كما بثت “كتائب القسام” مقاطع فيديو تظهر إطلاق عناصره قذائف تجاه آليات الاحتلال المتوغلة في مدينة غزة وشمال القطاع، وتوثق مهاجمة عدد من المقاتلين مستشفى الرنتيسي للأطفال، الذي حوّله الاحتلال إلى ثكنة عسكرية.
 محمد الجمل/الأيام

عن nbprs

شاهد أيضاً

“اليونيسيف”: مقتل أكثر من 13 ألف طفل ودمار صادم في الحرب على غزة

قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، كاثرين راسل، إن حجم ووتيرة الدمار في قطاع غزة …