نظمت المنظمات الاستيطانية مؤتمرا عقد مساء الأحد، في القدس، للدعوة إلى الاستيطان في قطاع غزة في أعقاب الحرب الإسرائيلية المدمرة والمتواصلة على القطاع منذ 114 يوما، وذلك بمشاركة 12 وزيرا في حكومة بنيامين نتنياهو وأكثر من 15 عضو كنيست، وسط دعوات المشاركين من أنصار اليمين إلى تهجير الفلسطينيين.
وافتتح المؤتمر الذي عقد رئيس مجلس مستوطنات “السامرة”، يوسي داغان، قائلا إن “اتفاق أوسلو مات، نحن عائدون إلى غوش قطيف”، وتابع أن “الآلاف الذين جاءوا إلى هنا هذا المساء، بينهم 12 وزيرا في الحكومة (من الليكود وتيار الصهيونية الدينية) وأكثر من 15 عضو كنيست، جاءوا لإحياء حدث مهم في عملية إصلاح شاملة لدولة إسرائيل”.
وقال داغان: “لقد ناضلنا معًا لمدة 16 عامًا من أجل تصحيح عار فك الارتباط والترحيل وتهجير المستوطنات”، في إشارة إلى انسحاب إسرائيل من مستوطنات قطاع غزة عام 2005 في عهد رئيس الحكومة الأسبق، أرييل شارون، ضمن خطة أحادية الجانب عرفت آنذاك بفك الارتباط، وشملت أيضا إخلاء 4 مستوطنات شمالي الضفة الغربية.
وفيما رفع المشاركون لافتة كتب عليها “الترانسفير (تهجير الفلسطينيين) وحده ما سيجلب السلام”، وقع الوزراء وأعضاء الكنيست المشاركين على “عريضة” حملت عنوان “معاهدة النصر وتجديد الاستيطان في قطاع غزة وشمال السامرة”، كرد على هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، معتبرين أن ذلك ما سيجلب “الأمن” لدولة الاحتلال.
والمخطط الذي تم استعراضه في المؤتمر، ينص على إقامة نوى استيطانية في قطاع غزة، تشمل نواة استيطانية تدعى “يشي” وهي كلمة مختصرة لمصطلح “قبائل إسرائيل المتحدة” باللغة العبرية، على أن تقام على مشارف مدينة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، بالإضافة إلى نواة “ماعوز” في الساحل الجنوبي لقطاع غزة، ونواة “شعاري حيفل غزة” في خانيونس، ونواة مخصصة للمستوطنين الحريديين تسمى “حيسد لألفيم” في جنوب رفح. وبالإضافة إلى عرض الخطة الاستيطانية في قطاع غزة، قام منظمو المؤتمر بتوزيع أشرطة برتقالية على المشاركين تكريمًا لمستوطني “غوش قطيف”.
ومع بدء خطاب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي بدأ حياته السياسية كناشط في حركة “كاخ” الإرهابية، شرع الحاضرون بالهتافات “ترانسفير… ترانسفير”، فقال بن غفير ردا على ذلك: “إنهم على حق، يجب تشجيعهم على المغادرة طواعية”؛ وفي هذه المرحلة قام بعض الحراس بإزالة اللافتة التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين.
وقال بن غفير إن “الهروب (من مستوطنات غوش قطيف) يجلب الحرب. نحن بحاجة إلى العودة إلى بيتنا (على حد تعبيره) والسيطرة على الأرض والدفع نحو حل لتشجيع الهجرة (هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة) وسن قانون عقوبة الإعدام للإرهابيين”.
وشارك في المؤتمر، إلى جانب بن غفير وقادة المشروع الاستيطاني، وزير المالية، يتسلئيل سموتريتش (الصهيونية الدينية)، ووزير الاتصالات، شلومو كرعي (الليكود)، ووزير الإسكان والبناء، يتسحاق غولدكنوبف (يهدوت هتوراه)، ووزير السياحة، حاييم كاتس (الليكود)، ووزير المساواة الاجتماعية، عميحاي شيكلي (الليكود).
كما شارك في المؤتمر وزير تطوير النقب والجليل، يتسحاق فاسرلاف (“عوتسما يهوديت”)، ووزيرة الاستيطان والمهام القومية، أوريت ستروك (الصهيونية الدينية)، ووزيرة حماية البيئة، عيديت سيلمان (الليكود)، بالإضافة إلى الوزيرين ماي غولان (الليكود)، وعميحاي إلياهو (“عوتسما يهوديت”).
وقال وزير المالية، سموتريش، إن “شعب إسرائيل يقف عند مفترق طرق هام ومصيري. يجب أن نقرر، هل نهرب من الإرهاب مرة أخرى ونترك بؤرة القتل تنمو مرة أخرى خلف السياج؟ أم نتعلم الدرس عبر الاستيطان على طول وعرض بلادنا، والسيطرة عليها، ومحاربة الإرهاب، وبعون الله، جلب الأمن إلى دولة إسرائيل بأكملها؟”.
وتابع “لقد تعرضت للضرب في الصف الثامن عندما عارضنا الغباء الفظيع لاتفاقيات أوسلو، وصرخنا في حناجرنا الجافة ‘لا تعطوهم أسلحة‘ ولم يستمعوا إلينا. كان لي شرف النضال ضد إخلاء غوش قطيف وشمال السامرة، ودفعت ثمن ذلك حريتي الشخصية”.
وقال وزير السياحة، كاتس، “أنا ابن لوالدين نجوا من أوشفيتز واتخذوا قرارًا بالهجرة إلى أرض إسرائيل وليس إلى كندا، للمجيء وبناء هذه البلاد. كنت أنتمي إلى مجموعة تسمى ‘المتمردين‘ وحاربت ضد الطرد من غوش قطيف. لقد مررنا بهذه العملية المهينة، واليوم بعد 18 عامًا لدينا الفرصة للقيام والبناء وتجديد وتوسيع أرض إسرائيل. سنفعل ذلك، لأنها بالنسبة لنا هي مباراة نهائية، ليس لها جولة إعادة ولا فرصة أخرى للتعويض”.
وقال وزير الإسكان والبناء، غولدكنوبف، إنه عند توليه منصبه قام بزيارة متحف “غوش قطيف” مع موظفيه، وأضاف “لقد صدمت عندما رأيت المشاهد القاسية للترحيل، وخاصة ترحيل اليهود دون أي إثم اقترفوه”، وتابع “التخلي عن أجزاء من أرض إسرائيل، لا يؤدي فقط إلى عدم تحقيق الأمن، ولكنه يتسبب بشكل مباشر في إراقة دماء اليهود”.
عن موقع عرب 48