شينخوا- تعمل اسرائيل حاليا لتطوير جديد يعنى بالموت، وذلك بإنشاء أنفاق تحت الأرض في أعماق جبال القدس على عمق 50 مترا، عند مدخل المدينة تتسع لأكثر من 20 ألف قبر والتي من المقرر أن يتم افتتاحها خلال أشهر الخريف الحالي.
وتقع أنفاق الدفن الجديدة تحت أكبر مقبرة في المدينة والتي تضم حوالي ربع مليون قبر، فيما تشهد المقبرة ازدحاما متزايدا وحاجة مستمرة للتوسع، مما يعني احتلال المزيد من الأراضي ذات المكانة والأهمية الكبيرة في المدينة.
ومن الملحوظ أن عدد السكان الإسرائيليين في تزايد طردي، فيما حاجتهم إلى مساحات للدفن ثابتة ومحدودة، حيث تشير احصاءات الى وفاة ما بين 3000 الى 4000 شخص سنويا، فيما تنفد خيارات الدفن التقليدية فيها تباعا، مما أدى إلى تبني مدن إسرائيلية حلول الدفن العمودية.
وبدأت أعمال الحفر في نفق القبور في عام 2014، في حين سيتم افتتاح جزء منه للدفن بواقع ثمانية آلاف قبر، تم إنشاؤها بما يتماشى مع قوانين الديانة اليهودية.
ويراعي المشروع السمات الجيولوجية المختلفة التي واجهها العمال الذي أشرفوا على عمليات البناء، خاصة وأن الجبل الذي يتم الحفر فيه كان له سماته ومفاجآته الخاصة.
وبعض أجزاء المدافن عبارة عن منافذ مبنية بينما بعضها الآخر عبارة عن لحود محفورة، أما القسم الثالث من الموقع يضم مدافن تقليدية.
واشار عدي الفنداري مدير تطوير الأعمال في شركة (رولزور للأنفاق المطورة) القائمة على تنفيذ مشروع “أنفاق المقابر” إلى انه سيتم تعيين الموقع باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وستوفر شركة الدفن تطبيقًا يوجه الزائر إلى موقع القبر بالضبط، حيث انه سيكون هناك إمكانية لاستقبال الاتصالات الخلوية في جميع أنحاء المقبرة.
بالإضافة الى ذلك، حسب ما يقول الفنداري، ستكون الإضاءة قابلة للتعديل أيضًا طوال الوقت، فيما من المقرر أن يتم تنشيط الإضاءة الأقوى للاحتفالات أو دعوات الصلاة من خلال أجهزة الاستشعار.
وحسب التخطيط البنائي لمقبرة النفق، فإن كل قبر يحتوي على عدة طبقات من المواد المانعة للتسرب، حيث تم تثبيت أنابيب التهوية الضخمة للمساعدة في الحفاظ على درجة حرارة ثابتة ومريحة يوفرها النفق بشكل طبيعي، بما يضمن عدم تسلل صيف القدس الحار أو برودة الشتاء القارسة إلى النفق.
ولم تغطِ التكلفة التقديرية للمشروع التي بلغت 50 مليون دولار أمريكي، سوى حوالي 5 في المائة من مساحة الجبل، مع إمكانية الزيادة في البناء في حال بقيت هذه الطريقة مفضلة لدى اليهود في عمليات الدفن.
وتتوقع شركة رولزور للأنفاق أن يمتلأ 23 ألف قبر خلال عشرة أعوام فقط.
وقال الفنداري إن “هذه المقبرة هي الوحيدة الموجودة تحت الأرض في عالمنا الحالي، مما يعني أنه يجب علينا اختراع كل شيء”.
وأضح أنهم استخدموا “تقنيات شائعة ومعروفة وأخرى جديدة تم ابتكارها بما يخدم تلك المقبرة بتقنيات حديثة جدا، قادرة على تحمل المخاطر، والرغبة في الحفاظ على إمكانية العيش فوق الكوكب”.