الرئيسية / صحف / صحف عبرية / ابرز ما تناولته الصحف العبرية18/03/2017

ابرز ما تناولته الصحف العبرية18/03/2017

خلافا لرئيسهما: سفيرة امريكا في الامم المتحدة والسفير الموعود في اسرائيل يؤكدان دعم حل الدولتين

تكتب “هآرتس” ان سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قالت خلال نقاش في مجلس الامن في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني (يوم الخميس) ان ادارة ترامب “لا تزال تدعم حل الدولتين، لكننا نعيد التفكير خارج العلبة”.

وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد امتنعا خلال مؤتمر صحفي عقداه قبل اجتماعهما في البيت الأبيض، يوم الاربعاء، عن اعلان التزامهما بحل الدولتين كطريق لتحقيق السلام. وفاجأ ترامب بقوله انه مستعد لفحص حل الدولة الواحدة للشعبين، واوضح انه معني بدفع مبادرة سلام تشمل عدة دول عربية وليس اسرائيل والفلسطينيين فقط، وذلك بهدف تحقيق سلام اوسع.

وقال ترامب: “انا افحص موضع الدولتين وموضوع الدولة الواحدة. يمكنني التعايش مع الحلين. ذات مرة كان يبدو ان حل الدولتين هو الحل الأسهل، ولكن اذا كان الأمر يسر بيبي والفلسطينيين فسيسرني ما يفضلانه”. وأضاف بأن الولايات المتحدة ستشجع الطرفان على التوصل الى سلام، ولكن على اسرائيل والفلسطينيين انفسهم التفاوض على اتفاق كهذا. وقال ان الجانبان سيضطران لتقديم تنازلات. وحسب رأيه فان انضمام دول عربية اخرى من شأنه تسهيل تقديم التنازلات من قبل الجانبين.

في السياق نفسه، قال السفير الامريكي الموعود في اسرائيل، ديفيد فريدمان، والمعروف بدعمه المتحمس لمشروع الاستيطان الاسرائيلي ومعارضته لقيام دولة فلسطينية، انه يعتقد بأن حل الدولتين هو الطريق الافضل لإنهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وكان فريدمان يتحدث خلال جلسة الاستماع التي اجرتها له لجنة التعيينات الخاصة في مجلس الشيوخ. واعلن فريدمان انه يعارض ضم الضفة الغربية او اجزاء منها الى اسرائيل.

وتمت مقاطعة الاستجواب عدة مرات من قبل المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، داخل القاعة، ومن قبل يهود امريكيين اصرخوا بفريدمان: “انت لا تمثلنا”. ويشار الى ان لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ ستصوت على التعيين في الاسبوع المقبل، ويجب ان يحظى فريدمان بتأييد غالبية مطلقة في اللجنة التي تضم 21 عضوا، 11 منهم يمثلون الحزب الجمهوري.

وجاءت تصريحات فريدمان امام اللجنة، يوم الخميس، بشكل يتناقض تماما مع ما عبر عنه قبل نصف سنة فقط، من خلال مقالة نشرها على موقع المستوطنين (القناة السابعة) تحت عنوان “نهاية قصة الدولتين”. ولاحظ رئيس اللجنة السيناتور بوب كوركر، ان تراجع فريديمان عن تصريحاته السابقة غريبا واستثنائيا. وقال فريدمان خلال الاستجواب انه سيسره نجاح الاسرائيليين والفلسطينيين بالتوصل الى اتفاق سلام على اساس حل الدولتين، الذي سيحقق فائدة كبيرة للطرفين. وردا على سؤال السيناتور تيم كاين حول فكرة الدولة الثنائية القومية، رد قائلا: “لا اعتقد ان هناك من سيؤيد دولة يعيش فيها مواطنون مع حقوق مختلفة”.

وقال فريدمان الذي يترأس منظمة اصدقاء مستوطنة “بيت ايل” في الولايات المتحدة، والذي جند في الماضي الأموال للمستوطنة وتبرع لها من جيبه، انه يوافق مع تصريح الرئيس ترامب بأن توسيع المستوطنات لا يفيد دفع السلام، وانه سيدعم الاتفاق الذي ينقل بيت ايل الى السيادة الفلسطينية.

لكن فريدمان شكك بالتزام الفلسطينيين بحل الدولتين وقال ان “الفلسطينيين يتمسكون بمواقف لا تتفق مع السلام، وان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية”. وقال انه لا يرى موافقة أي زعيم فلسطيني على بقاء السيطرة الأمنية الكاملة في الضفة في أيدي اسرائيل”.

واعرب فريدمان عن ندمه على تصريحات سابقة له، كوصفه للوبي اليهودي الليبرالي الامريكي بأنه “اسوأ من الكافو” (لقب للأسير اليهودي الذي كان يحرس الاسرى اليهود في معسكرات النازية) وادعائه بأن وزارة الخارجية الأمريكية تعاني من اللاسامية. وقال انه يعتذر عن اللهجة التي انتهجها ضد الديموقراطيين ورجال اليسار الامريكيين والاسرائيليين، وادعى انها جاءت بفعل الاجواء التي سادت خلال الحملة الانتخابية للرئاسة الامريكية وبسبب قلقه على امن اسرائيل. واعترف بأنه لم يكن هناك أي مبرر لتصريحاته، ووعد بالتصريح في حال انتخابه بشكل مدروس. وقالت مصادر حضرت لقاء مغلقا مع فريدمان بعد انتخاب ترامب، ان فريدمان رفض التراجع عن تصريحاته بل دافع عنها.

وبشأن نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس، قال فريدمان ان القرار يعود لترامب، وانه سيحترم كل قرار في هذا الموضوع. ويتناقض هذا التصريح مع ما قاله فريدمان بعد اعلان ترامب عن تعيينه لمنصب السفير في اسرائيل، حيث قال انه ينتظر “بفارغ الصبر تعزيز العلاقات بين البلدين من داخل السفارة الامريكية في عاصمة اسرائيل الأبدية – القدس”

وشكك اعضاء من الديموقراطي في مجلس الشيوخ بقدرة فريدمان على اداء منصب السفير بنجاح. وقال السيناتور بن كاردين، ان المواقف التي عبر عنها فريدمان في مسألة حل الصراع “تثير القلق”، ووصفه السيناتور توم يودئيل بأنه “غير مؤهل بتاتا”، وحذر من انه قد يتسبب باشتعال الشرق الاوسط.

وكان خمسة من السفراء الامريكيين السابقين في اسرائيل، قد بعثوا عشية جلسة الاستماع، برسالة الى اعضاء لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، حثوهم فيها على رفض تعيين فريدمان. وكتب السفراء الخمسة، دان كيرتشر، جيمس كيننغهام، وليام هاروب، ادوارد ووكر وتوماس فيكرينج، ان السفير الموعود يعبر عن مواقف متطرفة تتعارض مع السياسة الأمريكية الثابتة خلال السنوات العشر الاخيرة، بل وحتى تصريحات الرئيس ترامب نفسه. وأضاف السفراء السابقين بأن التصريحات المتشددة التي اسمعها فريدمان في الماضي ضد خصومه، تثير الشك بشأن قدراته في الحكم على الامور، وتشير الى انه لا يتمتع بالمزاج المطلوب للمنصب.

فريدمان تبرع لبناء بيت على أراضي فلسطينية خاصة في بيت ايل

يستدل من وثيقة وصلت الى “هآرتس” ان السفير الامريكي الموعود في اسرائيل، ديفيد فريدمان، تبرع لبناء بيت في مستوطنة بيت ايل، اقيم على ارض فلسطينية خاصة.

ويعتبر هذا البيت جزء من “اولفنات راعياه” في حي “هأولفناه” في بيت ايل. وكتب على مدخله انه “تبرع من ديفيد وتامي فريدمان لذكرى والديهم الحاخام والسيدة موريس وادلياد فريدمان، والسيد والسيدة جوليوس وباني ساند”. وكان قسم من هذا الحي قد هدم بأمر من المحكمة العليا قبل خمس سنوات، بينما بقيت تسع مباني في المكان، احدها هذا البيت.

وقد اقيم هذا البيت في 1999، وفي 2002 اصدرت الادارة المدنية امرا بهدمه، لكنه لم يتم تنفيذه حتى اليوم. وحاول اصحاب الارض الفلسطينيين عدة مرات، استعادة السيطرة على الارض وهدم المباني المقامة عليها، دون نجاح. وينوي بعضهم الالتماس قريبا الى المحكمة لهدم كل المباني التي لا تزال قائمة في الحي، بما في ذلك بيت فريدمان.

وتبين من وثيقة الملكية التي وصلت الى “هآرتس” ان الارض التي يقوم عليها المبنى تعود لمواطنين فلسطينيين من قرية دورا القرع المجاورة، هم غالب محمد عبد الفتاح قاسم وورثته، زوجته واولاده الثمانية.

نتنياهو طلب من السفير الأمريكي، ايضا، التدخل لمنح تأشيرة لراشيه ميلتشين

تكتب “هآرتس” ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، توجه في ربيع 2014، الى السفير الامريكي لدى اسرائيل، دان شبيرو، وطلب منه التدخل لمساعدة رجل الأعمال، ارنون ميلتشين، في الحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة، لمدة عشر سنوات، حسب ما يستدل من مسؤولين كبار في ادارة الرئيس الامريكي السابق، براك اوباما، الذين كشفوا تفاصيل جديدة للصحيفة حول اتصالات نتنياهو مع وزارة الخارجية الامريكية، وعمق تورطه في القضية. وقد تحدث موفد “هآرتس” الى الولايات المتحدة، براك ربيد، مع ثلاثة مسؤولين من هؤلاء، والذين طلبوا التحفظ على اسمائهم.

ويشار الى ان ميلتشين هو الشخصية الرئيسية في الملف 1000، الذي تحقق الشرطة في اطاره، مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو واسرته، بشبهة حصولهم على رشاوى من رجال اعمال بقيمة مئات الاف الشواكل. ويشتبه نتنياهو وعقيلته سارة بطلب علب سيجار وشمبانيا فاخرة ومجوهرات ثمينة من ميلتشين، على مدار سنوات. لكن عائلة نتنياهو تدعي انها حصلت على هدايا من ميلتشين في اطار الصداقة الوثيقة التي تربط بين العائلتين.

وكان الصحفي رفيف دروكر من القناة العاشرة، قد نشر قبل ستة اسابيع بأن نتنياهو توجه الى وزير الخارجية السابق جون كيري، طالبا مساعدة ميلتشين في الحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات وليس لسنة واحدة. وحسب التقرير فقد تحدث نتنياهو مع كيري في هذا الموضوع ثلاث مرات على الاقل.

وقالت المصادر الامريكية ان ضلوع نتنياهو في القضية اوسع بكثير مما كان معروفا حتى الان، وانه في ثلاث مرات على الاقل توجه الى السفير الامريكي دان شبيرو، طالبا منه مساعدة ميلتشين. وفي 2014 التقى نتنياهو مع شبيرو في مكتبه في القدس وحثه على مساعدة ميلتشين. وقال احد المسؤولين الامريكيين ان شبيرو ابلغ الأمر لوزارة الخارجية الامريكية، وقال ان نتنياهو بادر الى طرح الموضوع وكان عاصفا في حديثه.

واكد المسؤولون الكبار في الادارة السابقة، ان نتنياهو اجرى بين اواخر 2013 وربيع 2014، ثلاث محادثات على الاقل مع كيري في هذا الموضوع. وعلى سبيل المثال، قالوا، اتصل الموفد الخاص لنتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو، في اواخر 2013، بوزارة الخارجية الأمريكية وابلغها رغبة رئيس الحكومة بالتحدث مع كيري في موضوع عاجل. وبعد عدة ساعات جرت المحادثة، وتبين لكيري ان الموضوع الهام الذي يريد نتنياهو الحديث عنه هو ليس العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، التي حاولت الولايات المتحدة دفعها، وانما تأشيرة الدخول لميلتشين. وقال احد المسؤولين السابقين، والذي كان مطلعا على ما حدث آنذاك، ان نتنياهو تحدث بشكل هجومي وطلب تدخل كيري في الأمر. وحسب هذا المسؤول فقد قال نتنياهو لكيري: “هذا مثير للسخرية. ميلتشين تبرع بالكثير للاقتصاد الامريكي. امنحوه تأشيرة دخول”.

يشار الى ان ميلتشين لا يحمل المواطنة الامريكية رغم انه يعيش ويعمل هناك، ويملك تأشيرة دخول عادة، كان يقوم بتجديدها مرة كل عشر سنوات. لكنه واجه مصاعب في اجراءات الحصول على التأشيرة في عام 2013، على خلفية لقاء منحه لبرنامج “عوبداه” في التلفون الاسرائيلي، والذي تحدث خلاله عن خدماته لجهاز الامن الاسرائيلي والمساعدات التي قدمها للمشروع النووي الاسرائيلي.

وفي اعقاب ذلك، قررت وزارة الخارجية الامريكية اعادة فحص موضوع التأشيرة ومنحها له لمدة عام واحد. وقد غضب ميلتشين على ذلك وتوجه الى السفير شبيرو ومسؤولين امريكيين آخرين، محتجا على الاجراء الأمريكي وطلب منهم مساعدته على اعادة تأشيرة دخوله لعشر سنوات. وقال مسؤول سابق ان ميلتشين اكد مرارا امام السفير شبيرو وجهات امريكية اخرى العلاقات القريبة بينه وبين نتنياهو، كجزء من جهوده لتجديد التأشيرة.

في نهاية الأمر، وفي شهر نيسان 2014، تقريبا، استجاب كيري لطلب نتنياهو وحصل ميلتشين على تأشيرة لعشر سنوات. وقالت المصادر الامريكية انه في تلك الفترة حاول كيري منع انهيار محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وبحث عن طرق لتمديد المحادثات. واعتقد كيري انه اذا قام بتلك اللفتة ازاء نتنياهو وساعد ميلتشين في موضوع التأشيرة، فان هذا سيساعده بشكل غير مباشر على اقناع نتنياهو بالقيام بخطوات تسمح بتمديد المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال المسؤولون انه في اعقاب حصول ميلتشين على تأشيرة الدخول، اتصل نتنياهو بكيري وعرض عليه الحفاظ على تواصل مع ميلتشين كقناة اتصال مباشرة بينهما.

وجاء من ديوان نتنياهو تعقيبا على الموضوع: “الم تيأسوا من تكرار توجيه هذه الاسئلة الواهية؟ هذه محاولة اخرى يائسة وزائفة من قبلكم لممارسة الضغط على جهات تطبيق القانون”. وقال الناطق بلسان ميلتشين: “نحن نحرص منذ بداية القضية على عدم التعقيب في الموضوع، لأسباب مفهومة، سواء كانت المعلومات صحيحة ام واهية وخيالية”.

ازدياد نسبة الفتيات الاسرائيليات اللواتي ترغبن بالانخراط في الوحدات المقاتلة

تكتب “يديعوت احرونوت” ان قضية الكتائب المختلطة في الجيش الاسرائيلي وصلت الى عناوين الصحف في الآونة الخيرة، بفضل موضوعين أساسيين أثارا عاصفة: الدمج بين الجنسين والذي اثار حفيظة وانتقاد الحاخامات، ومسألة القدرات الجسدية للبنات اللواتي يخدمن في المعارك، رغم التسهيلات التي تحصلن عليها.

وحسب معطيات جديدة، يتبين بأن طلب البنات الخدمة في الوحدات القتالية حطم رقما قياسيا هذه السنة. ففي ذراع اليابسة قفز عددهن من 192 محاربة في 2012، الى 617 محاربة، في 2016، فيما يتزايد العدد بشكل متواصل. ويتم توجيههن الى ثلاث كتائب: “كيركل” التي تخدم على الحدود مع مصر، “بردليس” و”اريوت هيردين” على الحدود الأردنية، فيما يجري حاليا العمل على تشكيل كتيبة رابعة. وتصل نسبة البنات في هذه الكتائب الى 60% مقابل 40% من الشباب، وحسب المعطيات الخاصة بالدورة القادمة من التجنيد، والتي ستبدأ في آذار المقبل، فان عدد الشبان الذين يطلبون الخدمة في هذه الوحدات تضاعف مرتين.

ومقابل ارتفاع نسبة الفتيات اللواتي تطلبن الخدمة في الوحدات القتالية، تم تسجيل ارتفاع في نسبة الفتيات المتدينات اللواتي تطلبن الخدمة في الكتائب المختلطة، علما ان الخدمة في هذه الوحدات ليست مفضلة من قبل المتدينات، ناهيك عن كون جمعية “الوماه” التي تدفع تجنيدهن لا تحثهن على الخدمة في كتائب مختلطة. مع ذلك، قال ضابط رفيع ان 15 فتاة متدينة طلبن الخدمة في الوحدات المقاتلة، وتجري مفاوضات معهن في محاولة للتجاوب مع طلبهن الخدمة في وحدة تضم نساء فقط.

لكن المسألة الاشكالية التي تقلق الجيش في مجال خدمة النساء هي نسبة التسرب. لقد نجح الجيش بتقليص عدد المجندات اللواتي وقعن على التنازل عن الخدمة خلال التدريب، لكنه يتبين بأنه خلال السنة الثالثة للخدمة يتزايد عدد البنات اللواتي يطلبن تسريحهن من الخدمة، حين تشاهدن صديقاتهن تنهين الخدمة بعد عامين فقط. ويبحث الجيش حاليا عن طرق لحل هذه الاشكالية، من بينها امكانية زيادة الراتب او منحهن هبات مالية تشجعهن على البقاء في الخدمة وتمنع شعورهن بالتمييز.

نتنياهو يرجع مع “تفاهمات” لكنه يستعد لمواجهة اليمين المتطرف في مسألة المستوطنات

تكتب “يسرائيل هيوم” ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرجع الى البلاد مع سلسلة من التفاهمات. وعلم انه خلال محادثاته مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، طرح نتنياهو موضوع جوناثان بولارد، وتم الاتفاق على قيام السفير الاسرائيلي، رون دريمر، بمعالجة الموضوع مع البيت الابيض. كما تم الاتفاق على العمل معا بشكل منهجي من اجل تغيير تعامل الامم المتحدة مع اسرائيل، ايضا من خلال التهديد الامريكي بمنع التمويل للمنظمة الدولية واقسامها المختلفة.

لكن المسألة المشحونة، هي مسألة البناء في المستوطنات، حيث قرر رئيس الحكومة، وبناء على طلب امريكي، اعادة فحص مسألة بناء مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم سحبهم من عمونة. ولم يتأخر الرد. فقد قال رئيس المجلس الاقليمي شومرون، يوسي دغان انه “من غير المعقول ان لا يتم تنفيذ الوعد الذي قطعته الحكومة للعائلات التي تم اقتلاعها من بيوتها. اتوقع من رئيس الحكومة العثور على الطريق المناسبة للالتزام بوعده وعد المس بالحقوق الإنسانية بسبب ضغوط سياسية. والحديث عن اتفاق تم توقيعه امام رئيس الحكومة، من قبل المخولين بالتوقيع في ديوان رئيس الحكومة. مثل هذا الخرق لن يمر”.

حتى التوضيح الذي صدر عن نتنياهو بشأن نيته فحص طلب ترامب بكبح البناء في المستوطنات أثار الصدى. فقد طالب رئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينت، برفع القيود المفروضة على البناء وعدم كبحه. وقال في تصريح لإذاعة الجيش، انه سينتظر وصول رئيس الحكومة الى البلاد. “لقد تحدثنا عشية سفره وبعمق حول مسألة البناء وحددنا معايير لمواصلة البناء، واولا في القدس”. ورحب بينت بعد اشارة نتنياهو خلال حديثه مع الرئيس ترامب الى موضوع حل الدولتين.

من جهتها قالت وزيرة القضاء اييلت شكيد، البيت اليهودي، ان ضم كل الضفة الغربية الى اسرائيل سيضع حدا للدولة اليهودية. وقالت لراديو 101.5FM: “اعتقد ان ضم المناطق كلها ليس صحيحا، لكنه يجب بالتأكيد ضم المناطق C. يوجد هناك 450 الف يهودي، بينهم 90 الف عربي. يمكن للدولة بالتأكيد استيعابهم. اما مناطق B- و A، فيجب ان تكون جزء من كونفدرالية دولية.

ليبرمان يدعو الفلسطينيين للحوار!!

تكتب “يسرائيل هيوم” ان وزير الامن افيغدور ليبرمان قال ان “الاستيطان لم يكن ابدا عائقا امام اتفاقيات سياسية او اتفاقيات سلام”. وكان ليبرمان يتحدث في لقاء لموقع وحدة منسق عمليات رئيس الحكومة في المناطق، باللغة العربية.

وحسب ليبرمان فقد اعادت اسرائيل مناطق واخلت 21 مستوطنة في قطاع غزة، لكنها لم تحصل على السلام والامن في المقابل. وحسب ادعائه فان المشكلة الرئيسية هي ليست المستوطنات وانما “الوضع الاقتصادي البائس، البطالة، الضائقة وغياب الافق، ويمكن لإسرائيل تقديم المساعدة.

وحسب اقوال ليبرمان، فانه “في اللحظة التي تتخلى فيها حماس عن الانفاق وعن الصواريخ، سنكون اول من سنستثمر ونبني لهم ميناء ومطار ومنطقة صناعية في كرم ابو سالم وفي ايرز. يمكننا على الفور توفير حوالي 40 الف مكان عمل لسكان قطاع غزة، اذا تخلت حماس عن البند الذي يدعو الى تدمير اسرائيل، وعن الانفاق والصواريخ، وطبعا، وهذا هو الشرط الاول، اعادة جثتي الجنديين والمواطنين الاسرى”.

وحول التوتر الذي ساد في الجنوب في الاسبوع الماضي، قال ليبرمان انه لا توجد لدى اسرائيل أي نية للمبادرة الى خطوة عسكرية. ومع ذلك، فقد اوضح ان “كل استفزاز سيجابه برد ضخم. انا احاول ادارة شؤون الامن بقوة، بمسؤولية وبهدوء”.

وحسب ليبرمان فان المشكلة الاساسية بينه وبين القيادة الفلسطينية في رام الله، هي انعدام الثقة المطلق. وحسب رأيه فان الاستقرار الاقتصادي والنمو في يهودا والسامرة يعتبر مصلحة اسرائيلية، ولذلك فاننا شركاء في هذا الموضوع. كنت افضل التركيز على النقاط المتفق عليها، وبعد ذلك فقط مناقشة الامور غير المتفق عليها”.

وقال ليبرمان انه “كتب علينا العيش معا على هذه القطعة الصغيرة من الارض، ولذلك من المناسب الاستيعاب بأنه يجب البحث عن طرق للتعاون، وليس الصراع”. واضاف: “نحن نريد حوارا مباشرا مع الفلسطينيين، ليس عن طريق وسطاء، ولا وسائل الاعلام التي لا تؤيد اسرائيل في غالبيتها. انا مستعد للتحدث معه مباشرة عبر بث حي، وتلقي اسئلة منهم والرد عليها.” وفي ختام اللقاء دعا ليبرمان الفلسطينيين الى الحوار.

مقالات وتقارير

تقرير الجرف الصامد لن يتعامل مع المسألة المركزية التي يجب ان تهم إسرائيل.

يكتب عاموس هرئيل، في “هآرتس” ان تقرير مراقب الدولة حول عملية الجرف الصامد، الذي يتوقع نشره، ان شاء الله، في نهاية هذا الشهر، مع انتهاء الفصل الحالي من جولات رئيس الحكومة في العالم، سيثير اهتمام الجمهور بثلاثة امور مركزية للحرب: الأداء الخاطئ للمجلس الوزاري المصغر اثناء الحرب، عدم الاستعداد الكافي من قبل الجهاز العسكري لتهديد أنفاق حماس والفجوات الاستخبارية بشأن تطور التهديد الناشئ من غزة. على خلفية المسودات الكثيرة للتقرير ، التي تم تسليمها للجهات المعنية، ومن هناك تسربت الى وسائل الاعلام، يبدو أن اغلبية الحقائق والاستنتاجات التي يتضمنها اصبحت معروفة للجمهور. على المستوى السياسي سيشكل التقرير ذخيرة في الصراع بين “البيت اليهودي” و”الليكود” على خلفية امكانية تفكك الائتلاف الحكومي بسبب التحقيقات مع نتنياهو.

إلا أن التقرير لن يناقش، كما خطط المراقب منذ البداية، المسألة المركزية التي يجب أن تشغل اسرائيل. على فرض أنه ستقع في المستقبل جولات اخرى مع المنظمات الارهابية والعصابات التي تنشط في اوساط الجمهور المدني وتوجه الصواريخ نحو مواطني اسرائيل، بشكل خاص، يجب على اسرائيل أن تعرف أنها قادرة على الانتصار في مواجهة كهذه. الوزيران افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت يشددان، لاعتبارات سياسية، على أن المواجهة القادمة يجب أن تنتهي بالحسم ضد حزب الله وحماس. ولكن من دون الانجرار وراء اقوالهما وحتى من دون الدخول الى مسألة ما هو الحسم في الحرب ضد تنظيم ليس دولة، من الجدير الاعتراف بالواقع: منذ أكثر من عقد زمني (وهناك من سيقولون عدة عقود) لا ينجح الجيش الاسرائيلي في انهاء معركة بانتصار واضح.

لقد انتهت الانتفاضة الثانية في صيف 2005 تقريبا، بنجاح اسرائيل في كبح ارهاب الانتحاريين الذي قادته حماس، فتح والجهاد الاسلامي. وقد كبد هذا الصراع اسرائيل خسائر كبيرة (اكثر من ألف قتيل) وتعميق الانقسام السياسي في مسألة مستقبل المناطق. كما انه قاد الى قرار رئيس الحكومة اريئيل شارون، اخلاء المستوطنات في قطاع غزة وفي شمال السامرة تحت طائلة الضغط الدولي والعمليات الارهابية. وفي الوقت نفسه ساعد نجاح العمل ضد الارهاب الفلسطيني الجيش في اقناع نفسه بأنه مستعد جيدا للمواجهة القادمة. وعندما اندلعت بعد سنة في لبنان اتضحت الفرضية الخاطئة. ورغم الاضرار الكبيرة التي سببها الجيش الاسرائيلي لحزب الله، فقد وجد صعوبة في تنفيذ مخططاته العسكرية البرية على الأراضي اللبنانية بشكل ناجع أو صد نار الكاتيوشا حتى انتهاء الحرب.

بعد عامين ونصف، مع رئيس اركان جديد وجهاز اعلامي متطور (ولكن ايضا مع ايهود اولمرت كرئيس للحكومة)، خرج الجيش الاسرائيلي الى عملية “الرصاص المصبوب”، العملية الأولى من بين العمليات الثلاث في القطاع. وهنا ايضا تلقت حماس ضربة شديدة، لكن المناورة البرية الاسرائيلية في القطاع كانت محدودة جدا في حجمها، وكان التوقع الاساسي من القادة هو الامتناع عن تلقي عدد كبير من المصابين. وتم تسويق العملية للجمهور على انها نجاح واصلاح لأضرار حرب لبنان الثانية. لكن، عمليا، وعلى الرغم من أن الجيش عاد الى التدرب بشكل أساسي وتهيئة نفسه للمعركة بشكل منظم، الا انه لم يجرب في غزة التحدي التنفيذي بشكل حقيقي.

في العام 2012، مع نتنياهو كرئيس للحكومة واهود براك كوزير للأمن، اكتفت اسرائيل بالعملية الجوية لمدة اسبوع (عملية “عمود السحاب”)، وامتنعت عمدا عن التوغل البري في القطاع. ومرة اخرى، رغم أن حماس تعرضت للضرر (اغتيال قائد الاركان احمد الجعبري، وتدمير غالبية صواريخ الفجار الايرانية الصنع التي كانت بحوزتها)، إلا أن المعركة كانت بعيدة عن الانتهاء بخسارتها، بالنسبة لها. الاستعداد الاسرائيلي، بوساطة مصرية، للموافقة على تقليص الحزام الامني قرب الحدود، من 500 متر الى 100 متر فقط داخل الاراضي الفلسطينية، وضع مصاعب امام عمل الجيش الاسرائيلي من اجل الكشف عن حفر الانفاق الهجومية.

لقد شكلت الأنفاق تطورا استغلته حماس في الحرب التالية، “الجرف الصامد” في العام 2014. وحينها ايضا كانت النتائج متباينة في افضل الحالات. صحيح أن حماس لم تحقق أي هدف من الاهداف التي حددتها لنفسها، كرفع الحصار عن غزة أو انشاء الميناء، لكن اسرائيل حاربت مدة 51 يوما ولم تنجح بتدمير منظومة الصواريخ في القطاع، وتسببت فقط بضرر مؤقت لمشروع الانفاق الهجومية. وكبقية المعارك انتهت عملية “الجرف الصامد” بالتعادل الكئيب.

هذه الامور معروفة جيدا بالنسبة لأعضاء هيئة الاركان. في الجلسة التي عقدها في حينه رئيس الاركان بيني غانتس، فور  انتهاء العملية، انتقد بعض المشاركين فيها سلوك الجيش في الحرب بشكل بالغ، بينما فضل البعض الآخر الصمت، رغم اعتقادهم المماثل. التحقيق الذي اجراه سلاح الجو حول الحرب، بعد عدة أشهر، اعترف بالفجوة الصعبة في معالجة الصواريخ. أما تحقيق هيئة الاركان الذي قاده الجنرال يوسي بيكر في قضية الانفاق، فقد وجد اخطاء شديدة في معالجة  الجيش الاسرائيلي لهذا التهديد طوال السنوات الماضية. وفي مجال الانفاق يبدو أن الجيش الاسرائيلي قام فعلا بعدة بخطوات ستحسن الجاهزية الاسرائيلية: البدء في انشاء العائق الهندسي والتكنولوجي الباهظ التكلفة حول السياج الحدودي في القطاع (الذي لم تثبت نجاعته حتى الان) وتطوير نظرية عسكرية لمواجهة التهديد، وتدريب الوحدات الخاصة ومضاعفة وحدة الهندسة المسؤولة عن ذلك، ثلاث مرات.

في المقابل، مجد أن الصورة، أمام اطلاق الصواريخ، بعيدة عن أن تكون مشجعة. المشكلة الاساسية تتعلق بإمكانية اندلاع حرب غير متوقعة مع حزب الله في الشمال. حسب التقديرات الأخيرة فان حجم الصواريخ التي يملكها حزب الله يصل إلى حوالي 80 ألف، الامر الذي سيصعب على منظومة التصدي في الجيش الاسرائيلي مواجهة التهديد. حتى بعد ضم منظومة العصا السحرية في نهاية العام الحالي، كطبقة وسطية بين منظومتي السهم والقبة الحديدية، لن يكون الرد الدفاعي كاملا. يمكن التكهن بأن عدد الصواريخ الدفاعية لدى اسرائيل يقل عن صواريخ حزب الله، ناهيك عن ان تكلفتها الباهظة، لا تسمح بإنتاجها بشكل غير محدود. سيضطر الجهاز الامني الى ادارة منظومة التصدي الصاروخي بشكل جيد، كي تتمكن من مواجهة مخطط الضربة التي يسود التكهن بأن حزب الله سيوجهها لإسرائيل، والتي تشمل اطلاق اكثر من ألف صاروخ وقذيفة يوميا نحو الجبهة الداخلية اثناء الحرب، بعد الضربة الأولى التي ستكون أكبر من ذلك.

الثمن المرافق

في مواجهة تهديد الصواريخ من القطاع، المحدود في حجمه ومداه، طورت اسرائيل ردا مثيرا، تصل ذروته الى اسقاط 90 في المئة من الصواريخ، كما فعلت منظومة القبة الحديدية في “الجرف الصامد”. لكن التحدي اللبناني أكبر بكثير. الحرب مع حزب الله ستسبب سقوط الكثير من الضحايا وتدمير البنى التحتية في الشمال والمركز، حتى وان كانت الاضرار التي ستصيب حزب الله ولبنان أكبر من ذلك. في هذه الظروف سيتم تفعيل ضغط جماهيري على الحكومة والجيش لاستخدام القوة غير المتكافئة ضد حزب الله. هذه الخطوة محتملة، لكنه سيرافقها ثمن التعرض للانتقاد الدولي(كما في تقرير غولدستون بعد “الرصاص المصبوب)، وربما، يؤدي ذلك، أيضا، الى توتر مع روسيا التي تنظر، الآن على الاقل، الى حزب الله كجزء من التحالف الذي تقوده دعما لنظام الاسد في سوريا.

حزب الله، وحماس، بشكل أقل، وجدا حلا يلتف على التفوق الاسرائيلي في النار الدقيقة، في التكنولوجيا والاستخبارات، من خلال توسيع القدرة على الحاق الضرر بالجبهة الداخلية. اسرائيل تعرض حلولها الخاصة وفقا “لنظرية الضاحية” التي طورها رئيس الاركان غادي آيزنكوت، عندما كان قائدا للمنطقة الشمالية في العام 2008، والتي تتحدث عن تدمير شامل لبنى حزب الله التحتية وحتى التوصية بالحاق ضربات بالغة بالبنى التحتية في لبنان. إلا أنه ليس واضحا ما هي النظرية التي ستتبناها الحكومة وهل سيكون لها تأثير عملي. الجانب الايجابي في هذا الواقع يكمن في حقيقة ان التعادل الاستراتيجي، الذي يدرك فيه كل طرف حجم الاضرار المحتملة التي قد يسببها له الطرف الثاني، يساعد على ابعاد الحرب القادمة. الادراك الاسرائيلي لإمكانية التورط تكبح غريزة المغامرة المحتملة من قبل المستوى السياسي وتبقي على الحرب ضد حزب الله كخيار أخير فقط.

وتظهر علامات الاستفهام، ايضا، في  مسألة الحل الهجومي للصواريخ. عمليا، يبدو أن الجيوش الغربية التي تتخبط في هذه المسألة، منذ الفشل الامريكي والبريطاني في صيد راجمات السكاد العراقية التي أطلقت الصواريخ نحو تل ابيب في حرب الخليج في العام 1991، لم تحقق اختراقا منذ ذلك الوقت. وفي “الجرف الصامد” في غزة، أيضا، فشلت الجهود النارية في تدمير الصواريخ. نتائج صيد راجمات الصواريخ في غزة كانت ضعيفة. وتم التوصل الى وقف الحرب في النهاية، دون تحقيق انتصار اسرائيلي، فقط بعد استنزاف حماس وتكبدها لخسائر كبيرة في المعركة التي دار جزء كبير منها حول الانفاق. في محاولة لصيد الاهداف الحساسة في الوقت المناسب، كراجمات الصواريخ التي تطل للحظة طفيفة من داخل الأرض، او الخلايا التي تسارع للاختفاء بعد اطلاق النار، تم تحقيق نتائج جزئية فقط. وقد حدث ذلك في منطقة اصغر بكثير من المنطقة اللبنانية التي لم ينشأ فيها أي تهديد صاروخي حقيقي مضاد لطائرات سلاح الجو.

كما ان التوغل البري في “الجرف الصامد” كان محدودا في حجمه ونتائجه. فنتنياهو وغانتس ووزير الأمن في حينه، موشيه يعلون، لم يرغبوا بحرب برية للقضاء على نار الصواريخ. وأمروا بتنفيذ عملية محدودة، في عمق لا يتجاوز كيلومترين، من أجل معالجة الانفاق بعد الضغط الجماهيري الذي ظهر مع اتضاح خطورة التهديد. الاهداف المحدودة والغامضة التي حددها المستوى السياسي، الانجازات الجزئية ضد الانفاق على الارض، الوساطة المصرية التي يمكن اعتبارها خاطئة ومنحازة، بين اسرائيل وحماس (من الممكن ان القاهرة كانت ترغب باستمرار الحرب وتكبيد حماس خسائر اخرى)، والى جانب ذلك الفجوات في التحليل الاستخباري لنوايا حماس اثناء الحرب – كل هذا جعل من الصعب على الجيش الوصول الى نتائج مرضية، ايضا حسب معايير هيئة الاركان.

لقد سيطر الجيش على منطقة صغيرة قريبة من الجدار، وراوح مكانه فيها، منتظرا التوجيهات من المستوى السياسي، والتي لم تصل. لقد امضى الجيش الاسابيع الاخيرة للحرب وهو ينتظر وقف اطلاق النار. يبدو أن هذه التجربة المخيبة، التي مر بها كنائب لرئيس الأركان في حينه، شجعت آيزنكوت بعد انتخابه لرئاسة الاركان على صياغة وثيقة استراتيجية تضمنت توقعات الجيش للتوجيهات المفصلة من المستوى السياسي اثناء الحرب.

ضابط خدم في منصب رفيع اثناء “الجرف الصامد”، يقول ان المناورة البرية كانت مترددة وجزئية. “سيطرنا على قطع صغيرة من الأرض ومن ثم دخلنا في ركود، لأنه لم يكن هناك وضوح حول الوضع النهائي الذي سعى اليه المستوى السياسي. حتى رئيس هيئة الأركان العامة لم تكن لديه رغبة في التعمق في قطاع غزة”. وهذا ما دل عليه الاستعراض العسكري الذي تم عرضه امام المجلس الوزاري المصغر خلال الحرب، والذي توقع سقوط 500 قتيل اسرائيلي في عملية احتلال القطاع وتكلفة سنوية تبلغ 10 مليارات شيكل لمواصلة السيطرة عليه.

وكما حدث بعد “الرصاص المسكوب”، عاد الجيش وباع لنفسه وللجمهور رواية التصحيح على أساس الحملة البرية المحدودة لتصفية الأنفاق. وتم الادعاء بأن اسرائيل اثبتت اثناء الحرب ضد الانفاق بأنها لا تخاف من مواجهة خصومها على الأرض، رغم اكتظاظ المنطقة والثمن الباهظ نسبيا في الاصابات. ولكن في نظرة حكيمة، حارب الجيش في غزة داخل منطقة صغيرة ومحدودة، ضد عدو ادنى منه، دون ان يطلب من قواته تفعيل كل مركبات الحرب الشاملة.

التحدي الجوي

لقد تغيرت الاحوال قليلا، في عهد آيزنكوت والذي عاد كرئيس للأركان لإيلاء أهمية كبيرة للمناورة البرية، وقام بعدة خطوات من اجل تحويل الموارد المطلوبة لتحسين قدرة الوحدات البرية. رسميا، يهتم الجيش، خلال كل لقاء وكل خطاب علني، بتأكيد ثقته بأنه يكفي شحذ القدرات، في الجو والاستخبارات والبر والدفاع الجوي، من أجل انزال ضربة ساحقة بحماس وحزب الله. لكن هذه الامور ستخضع عمليا للاختبار فقط اذا اندلعت حرب اخرى في الشمال.

منذ عدة سنوات يعرض سلاح الجو نفسه كحل لمشكلة الصواريخ اللبنانية. ولكن السؤال هو اذا كان السلاح الجوي الذي يواصل الاعتماد على الطائرات الحربية، كأولوية، لا يشكل جزء من المشكلة، رغم قدراته الكبيرة. اسرائيل لم تدرس بجدية كاملة البدائل الممكنة، باستثناء التزود المكثف بالطائرات غير المأهولة، وتطوير صواريخ أرض – أرض مكثفة، من انتاجها، كما اقترح وزير الأمن افيغدور ليبرمان في الآونة الاخيرة.

عمليا، وعلى الرغم من حرف الموارد بشكل تدريجي الى الطائرات غير المأهولة والطائرات الحربية، يواصل سلاح الجو الحصول على ما يريد. وبصفته اللاعب البيروقراطي، الأكثر تنظيما، نجح باحباط كل محاولة لعرض حل للمشكلة لا يعتمد على وجود محارب في مقصورة القيادة – وذلك من دون ان يثبت قدرته على تحقيق صد النيران حين يجري الحديث عن مستودع كذلك الذي يملكه حزب الله.

لا يوجد أدنى شك بأن سلاح الجو حقق تطورا بالتكنولوجيا الهجومية، والتي تتيح له شن هجمات اكبر من الماضي، خلال وقت محدود. حتى حقيقة العمل المشترك مع الاستخبارات ومع القيادة الشمالية شهدت تقدما ملموسا. هل يكفي هذا لاحباط النيران من مناطق القصف الكبيرة في لبنان؟ هل ستتمكن القبة الحديدية ومنظومات التصدي الاخرى من تحقيق ما يكفي من الامن والهدوء على الجبهة الداخلية؟ هذه تساؤلات لا تزال غالبيتها مفتوحة.

مستودع الصواريخ والقذائف لدى حزب الله، والى جانبه صعوبة اختراق المجموعة المكثفة من العبوات والصواريخ المضادة للدبابات في جنوب لبنان، والمنطقة المكتظة بالبناء في غزة، هي التحديات التي ستواجه اسرائيل اذا اندلعت الحرب مستقبلا، في لبنان او في القطاع. بطبيعة الأمر، لا يكشف الجيش للجمهور مخططاته العسكرية لمثل هذه السيناريوهات. المسألة التي ستبقى معلقة في الهواء هي، اذا كان يكفي شحذ القدرات القائمة وحرف الثقل قليلا بين المجال الجوي والمناورة البرية، من اجل توفير حل ساحق للمشكلة التي ستواجه الجيش الاسرائيلي.

حاليا، لا تبدو هذه المسائل ملحة على الجبهة الشمالية. حزب الله لا يزال يعمل على استعادة قوته بعد الخسائر التي تكبدها في الحرب السورية، ويبدو انه معني بالامتناع عن حرب شاملة مع اسرائيل. الخطر الأساسي للحرب بقي كامنا في امكانية حدوث خطأ، خاصة في مسألة الجهود التي يبذلها حزب الله من اجل تهريب الاسلحة من سورية الى لبنان، ونية اسرائيل المعلنة منع ذلك. في غزة، الواقع أقل استقرارا. ظاهرا تبدو المصلحة المعلنة لحماس هي مواصلة عملية التقرب من مصر وضمان تسهيل الحركة، الأمر الذي سيخفف من الضغط الاقتصادي الضخم على القطاع. لكن البيان الذي صدر هذا الاسبوع عن فوز يحيى سنوار في انتخابات قيادة حماس في غزة، لا يمكن اعتباره انباء جيدة بالنسبة لإسرائيل.

فسنوار هو عدو قوي لإسرائيل، يملي خطا حربيا لا يساوم، بشكل يفوق سابقه اسماعيل هنية. تأثير الجناح العسكري سيكون منذ الان اكبر من الماضي. حتى اذا تم انتخاب هنية لرئاسة المكتب السياسي لحماس، حسب غالبية التوقعات، من المشكوك فيه انه سيتمكن من فرض سيادته على سنوار ورفاقه في الجناح العسكري. ويجب ان ننظر الى التصريحات الحربية الاخيرة التي اطلقها نفتالي بينت ويوآب غلانط بشأن غزة، على هذه الخلفية، وايضا، على خلفية الاستعدادات المتواصلة سنويا في الجيش لاحتمال وقوع تصعيد.

ومع ذلك، حتى لو افترضنا ان الجيش شحذ مخططاته العسكرية على جبهة القطاع، بعد دخول وزير الامن الذي يكثر من الوعظ على اسقاط سلطة حماس خلال المواجهة القادمة – يبدو ان هذه المهمة ستكون اكثر تعقيدا مما يتخيله بعض وزراء المجلس الوزاري المصغر. ففي حالة القطاع، بشكل خاص، تتعلق المصاعب في الحاجة الى تمشيط وتطهير الأرض من الخلايا الارهابية، اكثر من مواجهة المنظومات الدفاعية لدى حماس، خلال عملية السيطرة ذاتها.

أنت تفهم ذلك. صحيح؟

تكتب كارولاينا لاندسمان، في “هآرتس” ان العام 1948 له مغزى بالنسبة لكوستاريكا بقدر لا يقل عنه بالنسبة لإسرائيل. فبعد بضعة اشهر من اعلان الدولة، الغوا الجيش هناك. وفي المؤتمر الصحفي مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستخفاف كوستاريكا كنموذج للدولة الفلسطينية التي يريد رؤيتها أمام ناظريه، حين كان يحاول تخيل حل الدولتين.

ذات مرة كانت أندورا – وهي ايضا دولة مستقلة وسيادية بلا جيش – هي النموذج. أما الان فهذه هي كوستاريكا. التغيير، كما يمكن التكهن، هو في المجمل العام، محاولة للحديث بلغة ونماذج يفهمها ترامب. فمن سمع عن أندورا، هل اصبحنا اوروبيون؟

كان يبدو طوال حديث نتنياهو، ان عدم فهم ترامب شكل له فرضية عمل. ومن أجل ايقاظه من الوهم العقاري، وكأن النزاع هو تجاري “فقط”، شرح له كما يتم الشرح للأمريكيين: الصينيون يسمون صينيين لانهم من الصين. واليابانيون يسمونهم يابانيون، واليهود يسمونهم يهودا لانهم جاؤوا من يهودا. ربما يكلف بيبي نفسه خلال المؤتمر التالي بشرح سبب تسمية الفلسطينيين بالفلسطينيين.

في المرة القادمة، يمكن ايضا تحديد كل موضوع الكارثة لدى ترامب. يبدو أنه لا يفهم مطلقا بان الكارثة وقعت قبل قيام دولة اسرائيل. فقد قال: “لا يمكنني تخيل دولة اخرى اجتازت الطريق الذي اجتازته ونجت منه في مواجهة الجينوسايد”

من جهة اخرى، ستكون ذلك تفاهة بالنسبة لبيبي: قبل، بعد، ماذا يهم في واقع الامر. كل شيء تجارة، أليس كذلك؟ أو كما صاغها هو بنفسه “صناعة الصفقة”. “صناعة الصفقة” تلك التي املت، كما يبدو، سكوت نتنياهو في كل ما يتعلق باليهود الامريكيين، الذين يعانون من مظاهر لاسامية جديدة. “صناعة الصفقة” تلك، التي سيضطرون في اطارها للاكتفاء بوعود ترامب بانهم سيحبونهم.

لقد امتنع ترامب عن الاعراب عن تأييده لشرطي نتنياهو لاتفاق السلام: الاعتراف بالدولة اليهودية والسيطرة العسكرية الاسرائيلية على كل المنطقة. لقد تجاهل ترامب مسألة السيطرة العسكرية. وقد غفر له ذلك في ضوء التلميح الى اتفاق اقليمي محتمل، يضم الكثير من الدول الكبرى والجميلة والرائعة. اذا كان المقصود اعادة رسم الخريطة، يمكن تأجيل النقاش حول الجيوش.

ولكنه اوضح جيدا موقفه بالنسبة للاعتراف بالدولة اليهودية: لقد اكتفى باعتراف فلسطيني بدولة اسرائيل. “عليهم أن يعترفوا بإسرائيل – سيتعين عليهم عمل ذلك. لا أمل في عقد صفقة اذا لم يكونوا مستعدين للاعتراف بدولة عظيمة وهامة جدا، جدا”

صحيح ان هذه كلمات “فقط”، ولكن هذا لا يشبه ما يطالب به بيبي الفلسطينيين. دائما يمكن القول ان ترامب جاهل وغبي ولا يفهم ما هو الفرق بين طلب الاعتراف بدولة اسرائيل، كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية، مصر والاردن، وبين الفخ الفكري الذي طبخه نتنياهو وتسيبي لفني بشكل خاص من أجل عرقلة كل اتفاق، والذي بات معظم الجمهور الاسرائيلي عالقا فيه اليوم: الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

من جهة اخرى، قد لا يكون غبيا وليس جاهلا على الاطلاق. ربما يفهم جيدا هذا الفخ. ربما يفهم الفرق بين اليهود ودولة اسرائيل ويعلم بيبي كيف ينشغل فقط بشؤون الدولة التي يترأسها. فلديه ابنة يهودية، صهر يهودي وأحفاد يهود. يمكن الصراخ بانه لا سامي الى ما بعد غد، وهذا لن يكون صحيحا. هذان بكل بساطة أمران لا يتفقان معا.

يمكن لرئاسة ترامب ان تكون فصلا علاجيا بالنسبة لليهود: بدء بموقفهم من ذكرى الكارثة، واستمرارا باستخدامهم للاسامية، وانتهاء بعدم استعدادهم للموافقة على حدود محددة حول هويتهم السياسية.

ام كل المؤامرات

يكتب ناحوم برنياع، في “يديعوت أحرونوت” انه عندما يقوم رئيس دولة اجنبية بزيارة البيت الابيض، يقف الرئيسان في الغرفة الشرقية، تحت ثريات البلور، ويقرأ كل واحد منهما تصريحه ويجيب على اسئلة المراسلين. اثنان منهم امريكيان واثنان من الاجانب. وفي العادة يتم اعطاء الأولوية لمحطات التلفاز التي تبث الحدث. ويتم كل شيء بالاتفاق والتنسيق المسبق.

لكن ترامب كسر هذا التقليد. فالمراسل والمراسلة اللذان منحهما حق توجيه السؤال هما صحافيان مقربان. المراسل يعمل في شبكة التلفاز المسيحية، التي يملكها بات روبرتسون، وهو واعظ تلفزيوني مسيحي. والمراسلة تعمل في “تاون هول. كوم”، وهو موقع دعائي محافظ. أحد العناوين الرئيسة في الموقع الذي ظهر أول أمس تحدث عن اقالة مايكل فلين، رئيس مجلس الامن القومي في ادارة ترامب. وزعم الموقع أنه حصل على سبق صحفي هادر: فلين أقيل من منصبه ليس لأنه كذب بخصوص علاقته مع السفير الروسي، بل لأن رجال ادارة اوباما تآمروا سرا على اسقاطه. وقد قرروا اسقاطه من اجل منع ترامب من الغاء الاتفاق النووي مع ايران.

هذه القصة لا تدعمها أي أدلة. وهي ليست واقعية ايضا. فقد حرر عهد ترامب العالم من هذين الأمرين المزعجين. والحقيقة هي إن ترامب نفسه، الشخص الذي نفذ الاقالة، قال في المؤتمر الصحفي إن فلين هو رجل رائع، تمت اقالته من قبل اشخاص خائبي الأمل، من انصار كلينتون. في صيغة 2017 من اسطورة ملابس الملك الجديدة، ترامب ليس الملك، بل الخياط.

المراسلون الذين يقومون بتغطية ترامب استشاطوا غضبا. وكانت لديهم عدة أسباب جيدة للغضب، من بينها المس بقوانين اللعب، بالكرامة المهنية والأنانية، لكنهم غضبوا بالذات لأنه لم يتم طرح السؤال المركزي في الجدول اليومي. وتدعي جهات في الاستخبارات الامريكية أن المحادثات الهاتفية بين مقر ترامب الانتخابي والسفارة الروسية لم تنته بالمحادثات بين فلين والسفير. فقد اجرى مسؤولون آخرون محادثات، تعتبر حسب القانون الامريكي، مخالفة جنائية.

الحديث هنا لا يدور عن مخالفة تقنية أو قانون قديم (قانون لوغان)، الذي لم يطبق أبدا. فالادعاء هو أن اجهزة الاستخبارات الروسية تسللت الى منظومة حواسيب كلينتون وحزبها، وسرقوا ونشروا مواد أثرت على نتائج الانتخابات. اذا كانوا فعلوا ذلك بالتشاور مع ترامب فان الحديث يدور عن سرقة الانتخابات، بل وأخطر من ذلك، عن الخيانة.

هذه النظرية، بالطبع، هي أم المؤامرات. اليسار يشتبه بأن الرئيس هو جاسوس روسي، والرئيس يشتبه بأن اليسار هو جاسوس ايراني. رؤساء الاجهزة الامنية، بما في ذلك الـ “اف. بي. أي” يتهمون قيادة الادارة، والقيادة تتهم رؤساء الاجهزة الامنية. وهؤلاء يتآمرون للقضاء على اولئك. واشنطن لم تشهد حربا كهذه منذ ايام السيناتور مكارثي في بداية الخمسينيات.

في العام 1998، وصل نتنياهو، خلال ولايته الاولى لرئاسة للحكومة، الى واشنطن، لالتقاء الرئيس كلينتون. وقد طال اللقاء، وأعلن كلينتون عن استراحة من اجل تناول الطعام. ولم يقم بدعوة نتنياهو لتناول الطعام معه. لكن السبب الحقيقي للاستراحة كان الورقة التي تم ادخالها لكلينتون في منتصف اللقاء، والتي جاء فيها أن الـ “سي. آي. ايه” ينوي كشف قصة الغرام بين كلينتون ومونيكا ليفينسكي. لقد كانت تلك اللحظة هي الاكثر صعوبة على مدى السنوات الثمانية من ولايته. لقد اقصى كلينتون نتنياهو عنه.

بعد الاستراحة عاد كلينتون ليناقش نتنياهو في الشؤون الاسرائيلية، وكأنه لم يحدث أي شيء. هذا الامر حدث لترامب أول أمس. ففي ظل النعمة الرسمية والمديح المتبادل، والاحتضان، وقف رئيس في ضائقة، رئيس خائف.

وكان هناك رئيس آخر. أسلاف ترامب كانوا يصرون على الفصل بين المراسم لدى زيارات القادة، والتي تجري بحضور زوجتيهما، وبين لقاء العمل. في الصالون يتم استقبال الضيوف، وفي غرفة العمل، الغرفة البيضوية، يعملون. حتى جاء ترامب. فلقد حظيت زوجة رئيس الحكومة الاسرائيلية بصورة في المكان الذي لم تحظ نساء أخريات بالتقاط صورة لهن فيه.

اشربها

فيما يتعلق بموضوعنا: السهولة التي القى فيها ترامب الى سلة القمامة بعشرات السنين من التأييد الامريكي لحل الدولتين، لا يجب أن تزعزعنا، فبطريقته السطحية والفظة، وضع اصبعه على لب المشكلة: اذا أراد الطرفان دولتان فليتفقا على دولتين. واذا أرادا دولة واحدة فليتفقا على دولة واحدة، لا يجب أن تعلمهم امريكا ما هو الجيد لهم.

لو كان ترامب يعرف اكثر لكان قد ادرك بأن الطرفان اختارا بالفعل الخيار الثالث وهو عدم الاتفاق. لقد روى له نتنياهو أول امس عن التنازلات التي يبدي استعداده لتقديمها من اجل السلام. انه جيد في هذه القصص. كما حدثه عن قصة الغرام السرية بينه وبين الانظمة في السعودية ومصر والاردن ودول النفط. ولكن السلام الاقليمي لن يكون بدون ترتيب موضوع فلسطين. والترتيب لن يتم بدون تنازلات.

يجب أن يشعر اليمين الاستيطاني بالرضا: حل الدولتين الذي نازع ومات قبل سنوات، دفن رسميا أول أمس في البيت الابيض. البيت الأبيض هو المكان الصحيح: فهناك تم الاعلان رسميا عن ولادته – في مراسم احتفالية في ايلول 1993 – وهناك من المناسب أن يتم دفنه.

السؤال هو ما هو البديل. هناك عدة افكار تتراكض لدى اليمين، من الكونفدرالية (الوزير اوفير ايكونيس) وحتى التسوية العملية (الوزير السابق كوهين اورغاد). لن يتمكن أي واحد منهم من منع سير اسرائيل على الطريق نحو الأبرتهايد.

لقد تحدث ترامب أول أمس كالمتحمس لإقحام رأسه ورأس نسيبه في المفاوضات، هذه الحماسة يجب أن تقلق المستوطنين. فهي تحمل معها التوقع بتليين مواقف اسرائيل وكبح البناء في المستوطنات. ضم معاليه ادوميم أو غوش عصيون لا يناسب هذه التصريحات. وكذلك البناء المكثف على الجبل. أكبر المؤيدين للشعب اليهودي يطالب بالمرونة. كيف يمكننا رفض ذلك.

السؤال الاهم هو ايران. ترامب ونتنياهو لم يتحدثا كثيرا عنها في المؤتمر الصحفي، باستثناء التنديد بالاتفاق النووي الذي وقعه اوباما. يجب على نتنياهو العودة الى البلاد مع انجاز ما على هذه الجبهة. بدون ايران سيبقى مع الاهتمام الذي منحه ترامب لسارة – هدية جميلة، ولحسن الحظ فهي قانونية. من المؤسف أنه لا يمكن احتساؤها.

بين الشخصين الواقفين على المنصة كان رئيس حكومتنا هو الأكثر لبقا، والأكثر وضوحا والأكثر رسمية. سارة نتنياهو قالت ذات مرة إن زوجها يمكنه أن يكون رئيسا للولايات المتحدة. وقد أثبت ترامب أنها محقة.

الشمال الجديد

الطريق الترابية التي تحتضن الجدار الحدودي مع لبنان كانت تلمع أول أمس، بسبب خيوط الشمس بين المطر والمطر. في هذه الفترة من السنة يكون الجليل أجمل من أي وقت آخر: الاخضر اكثر اخضرارا، البني أكثر بني. في الأشهر الأخيرة غيرت المعدات الثقيلة التابعة للجيش الاسرائيلي، المنظر الطبيعي. فقد تم شطر المنحدرات في منتصفها، وتولد جرف يتراوح ارتفاعه  بين ثمانية وتسعة و12 مترا كما هو الحال في الكسارات. لقد تم اقتلاع الشجيرات واخراجها من المكان. تجريف وكشف، هذه هي المصطلحات العسكرية لمثل هذا العمل. من يتجول على طول الجدار يمكنه أن يرى حجم التغيير. في البلدات القريبة من الجدار أقيمت جدران اسمنتية مرتفعة تفصل بين المنازل والحدود.

هذا الاستعداد الجديد يعكس تغييران هامان. الاول، الدفاع. والثاني توفر المال. رغم أن تهديد الحرب ليس مؤكدا وليس فوريا، إلا أن الجيش الاسرائيلي يستثمر ملايين الشواكل في اعادة ترتيب الحدود مع لبنان وسوريا (كنت افضل استثمارها في ترميم الاوضاع الاجتماعية للبلدات الفقيرة وجذب العائلات الشابة ودعم المزارعين وتحسين الصحة والتعليم، لكن الامر لا يعمل هكذا).

الافتراض هو انه عندما تندلع الحرب فان عشرات آلاف المواطنين الاسرائيلي أو أكثر، سيتوجهون نحو الجنوب في الوقت الذي سيصعد فيه الجيش الاسرائيلي الى الشمال. ومن اجل التغلب على الاختناق في حركة السير يقوم الجيش الاسرائيلي بشق مئات الطرق الترابية في الجليل. هذه ستكون الطرق البديلة في حالة الطوارئ..

كل شيء بدأ بحزب الله. “قوة الرضوان” في حزب الله، المنظمة كوحدات وفرق، تم تشكيلها من اجل استهداف المواقع القريبة من الحدود – البلدات والمواقع العسكرية. تشكيل هذه القوة يعكس المرحلة الرابعة في تطور حزب الله: حتى الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في العام 2000 كان حزب الله منظمة عصابات، وبعد ذلك تحول الى تنظيم نصف عسكري حتى حرب لبنان الثانية في 2006، وبعد ذلك الى تنظيم عسكري. وفي العام 2012 شكل “قوة الرضوان” لنقل الحرب القادمة الى داخل اسرائيل. حرب الصواريخ ايضا تغيرت: اطلاق الصواريخ في الحرب القادمة سيكون أكثر تركيزا وأكثر دقة، وهو لديه طائرات بدون طيار ورعاية ايرانية.

يخدم في قوات حزب الله حاليا، 8 آلاف مقاتل في سورية. وقد قتل 1.700 من مقاتليه في الحرب الاهلية هناك، وأصيب الآلاف. وخلافا لما نشر مؤخرا، لم يسيطر حزب الله أو الجيش السوري على المنطقة الحدودية مع اسرائيل. التنظيم الابرز الذي يسيطر على طول حدود هضبة الجولان هو “احرار الشام”، وهو منظمة اسلامية. وفي جنوب الهضبة وبالقرب من التقاء الحدود يعمل تنظيم آخر، هو جيش خالد بن الوليد، (شهداء اليرموك سابقا) الذي ينتمي لداعش. والعمليات على طول الحدود في حالة انخفاض.

سورية هي حساء يغلي وفيه كل شيء. حرب بين السنة والشيعة، بين الجهاد العالمي وخصومه، بين قوى عظمى اجنبية، بين قبائل وطوائف، بين محليين واجانب. في قرية واحدة تستطيع اربع منظمات مسلحة التحارب فيما بينها، اثنتان منها تعمل على اساس ايديولوجي واثنتان على اساس طائفي. الحرب الاهلية لم تبدأ كحرب دينية، لكنها أصبحت هكذا. في اسرائيل يعتقدون أنه لو لم تتحول الحرب الى حرب بين السنة والشيعة، لكانت قد انتهت منذ زمن.

الجهة الوحيدة التي تنظر نحو اسرائيل هم اولئك السكان الذين لا توجد لديهم مشاعر سياسية، ليس ضد الاسد وليس معه. وتصل اليهم اسرائيل من خلال المساعدات الانسانية. في البداية كانت العلاقة سرية. كل من وصل الى المستشفى في البلاد اعتبروه خائنا عند عودته. وبالتدريج أصبح هذا الامر مكشوفا. المعالجون في المستشفيات يقولون إنه لا حاجة الى شطب الكلمات العبرية المدونة على الدواء الذي يأخذونه معهم الى البيت.

هناك ضباط في الجيش الاسرائيلي تذكرهم هذه الصلة بالتحالف بين السكان اليهود والقبائل الشيعية في اصبع الجليل قبل مئة سنة. لقد انتهى ذلك التحالف في قضية تل حي، احدى الكوارث الشديدة التي سقطت على الاستيطان اليهودي. سنرى الى أين سيتدحرج التحالف الحالي.

اليساري الجديد

من بين جميع السياسيين في اسرائيل، أوري اريئيل هو آخر من كنت سأشتبه فيه. اريئيل (65 سنة) من حزب “تكوماه”، التيار الديني المتزمت في “البيت اليهودي”، ووزير الزراعة، هو الرمز اليميني في الحكومة. انه ليس فقط الاكثر تطرفا بين الوزراء، فحس، بل ايضا الاكثر خبرة وكفاءة. ضرره كبير.

اريئيل بالذات، قام هذا الاسبوع بطرح خطة خمسية للوسط البدوي تدعو الحكومة لاستثمار 3 مليارات شيكل لتحسين البنى التحتية وتخصيص قطع ارض للبناء الدائم. اصدقاء اريئيل لا يصدقون. وأنا ايضا، ولست صديقه، وجدت صعوبة في التصديق. ذهبت اليه لاستيضاح هذا الامر.

“عندما تحلق فوق النقب تلاحظ ظاهرة غريبة”، قال، “هناك يعيش ربع مليون شخص ولا توجد بركة سباحة واحدة. في كل بلدة في النقب تجد بركة الا لدى البدو. في رهط يعيش بين 75 و 80 ألف شخص، لا يوجد ملعب لكرة القدم. هؤلاء الاشخاص هم مواطنون مثلك ومثلي، وليس من المعقول أن لا يحصلوا على كل ما يحصل عليه أي مواطن”.

اذا لم أكن مخطئا، قلت له، أنت من أفشل القانون الذي اقترحه بني بيغن في 2013 لتنظيم اراضي البدو. هل صحيح أنك ذهبت للاعتذار منه؟.

“هذا غير صحيح”، قال، “خلال النقاش الذي جرى في الحكومة على القانون قمت بطرح عدد من الشروط وتوصلنا الى اتفاق. وعندها انتقل القانون الى اللجنة الداخلية في الكنيست، التي كانت ترأسها ميري ريغف. وقرر بيغن ومندلبليت بأنني معارض على الرغم من أنهما لم يسمعا رأيي. ليس بسببي تلاشى القانون في اللجنة”.

قرار الحكومة يتجاهل مشكلة الاراضي، الفيل الضخم يتواجد في الغرفة، قلت له.

“في النصف الثاني من العام 2017 سنقوم بسن قانون يحل مشكلة الملكية”، قال اريئيل، “المدعون سيحصلون على اراضي أقل مما اقترح عليهم بيغن وعلى مال أكثر. وأنا اعتقد أنهم سيوافقون. فهم يدركون أن الوقت ليس في صالحهم”.

اريئيل يملك كنزا لم يملكه بيني بيغن. مكانته على هامش اليمين الراديكالي تمنحه حصانة من الانتقاد. بيغن فريسة سهلة “سأتغلب على المعارضة”، قال اريئيل، “أنا لا أنافس في انتخابات تمهيدية”.

15 في المئة من البدو يطالبون بالملكية على الارض. لن يقوم أي بدوي بشراء ارض تعود ملكيتها لشخص من عائلة اخرى أو حمولة اخرى. اريئيل يوافق على ذلك. فهو يريد تحسين وضع الـ 85 في المئة الآخرين وتنفيذ ذلك على اراضي الدولة.

“سيتم اقامة بلدة بدوية جديدة قرب شقيب السلام، على مساحة 7 آلاف دونم من اراضي الدولة، الامر الذي سيمكن الدولة من استعادة 60 ألف دونم. لا توجد طلبات بالملكية. صادقنا على بلدتين جديدتين. وفي العام 2017 سنقوم بتسويق اراضي لأربعة آلاف وحدة سكنية، كل واحدة على نصف دونم أو أقل.

“اغلبية الشباب البدو يريدون العيش ضمن حياة منظمة في بلدة منظمة. انهم ليسوا جيل الآباء ولا يريدون العيش في خيمة تقوم في مكان ما. في كل سنة هناك 2.500 حالة زواج في هذا الوسط. والبدوي لا يتزوج اذا لم يكن له مكان للسكن”.

رئيس قسم الميزانيات امير ليفي كان لاعبا مركزيا في المصادقة على الميزانية. والرئيس ريفلين ساعد على ذلك. قلت لريئيل انني تحدثت مع رئيس بلدية رهط، طلال القريناوي، فرحب بهذا المال.

“المال ليس الاساس”، قال، “الانجاز هو توفير الحلول القانونية للناس”.

يئير معيان، رئيس سلطة تنظيم الاراضي، يعمل مع اريئيل. ومعا يجريان محادثات في ثلاث دوائر – رؤساء السلطات المحلية والجمهور الواسع واصحاب التأثير. وكما فعل بيني بيغن في حينه، ينتقلان من بيت الى بيت.

ما هو رايك بما حدث في أم الحيران، سألت. لماذا لم تؤجلوا الهدم؟.

“في لحظة معينة، يجب أن يتم الاخلاء، فلا يوجد خيار آخر”، قال، “لكن الشرطة عملت هناك بشكل غير صحيح”.

حسب رأيك ورأي سموطريتش، زميلك في الحزب، العالم ينقسم الى يهود وعرب. المستوطنة غير القانونية في النقب يجب هدمها، والمستوطنة غير القانونية في الضفة يجب تقديسها. العربي دنس الى حد لا تستطيع المرأة اليهودية الرقود الى جانب زوجته في المستشفى.

“هذا ليس أنا”، قال اريئيل، “هذا ليس البيت الذي نشأت فيه (اريئيل من مواليد كيبوتس بيت تسفي للمتدينين)، هذا يناقض مع قناعتنا كيهود. البدو هم مواطنون مئة في المئة. ما الذي سيحدث اذا لم نعالج قضاياهم، هل سيتبخرون؟ هل سنقوم بطردهم؟”.

نظرت الى حائط المكتب، كانت معلقة هناك صورة لرحبعام زئيفي رئيس حزب الترانسفير. “نحن نضر بأنفسنا”، قال اريئيل، “عندما يكون الوضع سيئا عندهم يتجندون للجيش أقل، نحن نفقدهم في سوق العمل في المجتمع الاسرائيلي، ونخلق اعداء لنا”.

قلت له، قم بالمقارنة بين الشتات البدوي في النقب والشتات اليهودي في الضفة. كيف يتم اخلاء البدو وكيف يتم اخلاء البؤر الاستيطانية؟.

“ماذا؟”، سأل، “ألم يتم اخلاء مستوطنين؟ صحيح أننا عارضنا. ولكن عندما تقرر المحكمة العليا ينتهي الأمر”.

حل الدولتين: النهاية

يكتب شلومو تسيزنا، في “يسرائيل هيوم” انه جرى في واشنطن، هذا الاسبوع، الدفن الرسمي لاقامة دولة فلسطينية حسب صيغة اوسلو. دولة سيادية، مع جيش، سيطرة على الارض، مجال جوي أو خط حدودي. “دولة واحدة، دولتان، ما تقررونه أنتم”، قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فشطب بجرة قلم، ثماني سنوات ولاية سلفه، براك اوباما. في حينه كان الشعار واضحا ومعاكسا: دولتان، هكذا قررت. لقد انتخب ترامب وهو يعلن، “انا سأنفذ الامور بشكل مختلف. انا اتنافس على منصب رئيس الولايات المتحدة وليس رئيس العالم. عندي، أمريكا اولا”. وهذا الاسبوع، الى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حقق وعدا انتخابيا آخر له.

لقد تصرف ترامب كصديق قديم ومنح نتنياهو هدية مجانية أمام الجميع: تصريح نوايا يحدد انه سيتم حل هذا النزاع فقط بالتسوية، ليس بالضغوط من قبل القوة العظمى الاقوى في العالم. وتذكر رئيس الوزراء، هذا الاسبوع، لقاء كان له قبل نحو سنتين مع نائب الرئيس السابق، جو بايدن. في حينه أوضح انه لن يتنازل أبدا عن السيطرة الاسرائيلية على يهودا والسامرة. فصرخ بايدن: “ما تعرضه عليهم ليس دولة سيادية”. فأجابه نتنياهو: “سمها كما شئت. ولكن هذا كل ما أعرضه”.

نتنياهو لا يريد دولة واحدة مع الفلسطينيين، ولكنه أيضا ليس مستعدا لمنحهم دولة سيادية بين النهر والبحر. “لا أريد أن أحكم مليوني فلسطيني. لست معنيا بان يكونوا رعايا لنا، ولكني أيضا لست معنيا بان أكون عرضة لاستقرارهم المهزوز. لقد انهارت دول قوية في المنطقة، ومن دخل كان الاسلاميون المتطرفون مع أعلام بلون أخضر (حماس) أو بلون اسود (داعش)”، شرح نتنياهو. وبعد هذا التفسير، غادر بايدن وتوقفت المفاوضات مع الفلسطينيين.

لقد كانت مسألة “الدولتين” هي اللغم المركزي لنتنياهو خلال رحلته الى واشنطن هذا الاسبوع. فرئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينت حذر من أنه اذا واصل نتنياهو التمسك بحل الدولة الفلسطينية، فسيهز الامر الائتلاف الحكومي ويؤدي الى هزة ارضية. ومع أن نتنياهو امتنع عن القول بانه تراجع عن مبدأ الدولتين الذي تعهد به في خطاب بار ايلان قبل نحو ثماني سنوات، الا انه في النهاية ارضى بينت ومعظم وزراء الليكود ولم يذكر على الاطلاق موضوع اقامة الدولة الفلسطينية.

خلال اللقاء المغلق كرر نتنياهو على مسمع ترامب المبدأ الذي قاله لاوباما ايضا خلال لقائه الاول معه: اريد اتفاقا نزيها مع الفلسطينيين وانا مستعد للتسوية. ويجب على الطرف الاخر ايضا التسوية. وقبل كل شيء، الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود في حدود ما. ثانيا، اسرائيل ستبقى وستسيطر على كل المنطقة لضمان امنها. نتنياهو قال ذلك، وترامب صدقه. هذا بالضبط ما تغير في البيت الابيض.

الولايات المتحدة برئاسة ترامب تقف الى يمين اسرائيل، توضح للفلسطينيين بان الانجازات ينبغي اكتسابها في المفاوضات فقط، وفقط اذا ما توصل الطرفان الى تسوية. ترامب لم يتحدث عن انهاء الاحتلال ولا عن اخلاء المستوطنات. وبمفاهيم يعرفها من عالم الاعمال التجارية، يريد صفقة جيدة لا يشعر بها كل الاطراف بانهم حمقى.

خلافا لاوباما “مؤيد الضعفاء”، وصل ترامب الذي يؤمن بان لأصحاب القوة توجد امكانية لفرض تسوية نزيهة. في نهج “دولة، دولتان، ما تريدون” الذي اعلنه ترامب، من الواضح أنه ليس لديه مذهب منظم للتفاصيل اليومية بين النهر والبحر. لا في موضوع قانون التسوية ولا بالنسبة لضم معاليه ادوميم.

مصالح قومية

لقد اعدت طواقم العمل جملة من القضايا للقاء الزعيمين. نتنياهو شدد على تأييد فكرة نقل السفارة الى القدس، وطلب اعترافا أمريكيا بضم هضبة الجولان، واقترح أن يدرس الامريكيون تخفيف شروط الافراج عن جونثان بولارد، بحيث يتمكن من زيارة اسرائيل.

وامام الموقف الثابت للجامعة العربية والفلسطينيين، بأنهم لن يتنازلوا عن انسحاب اسرائيلي الى خطوط 1967، يسود الانطباع بان ترامب يقف في الجانب الاسرائيلي. كل اسلافي ارادوا جلب السلام لهذه البلاد، قال ترامب، أنا استطيع النجاح في تحقيق ذلك.

في كل فرصة اخرى، كان يمكن لقول رئيس جديد بانه سيسره كبح البناء في المستوطنات، وانه يتوقع تقديم تنازلات على طريق السلام (حين يتبين في يوم اللقاء بان رئيس جهاز الاستخبارات الامريكي التقى ابو مازن في رام الله)، ان يتم تفسيره كضغط غير مناسب على اسرائيل من جانب الادارة الامريكية. لكن هذا ليس صحيحا هنا، ليس هذه المرة. لقد طلب نتنياهو الاصغاء الى المعزوفة وليس الى الكلمات. وقد رفض التفصيل وطلب ابقاء التفاصيل غامضة.

“امضيت 35 سنة في هذه المدينة، واشنطن”، قال رئيس الوزراء ولخص: “صدقوني، هذه هي الادارة الاكثر ودية لإسرائيل. التقيت في حياتي الكثير من الرؤساء وانا اقول لكم بمسؤولية انه لم يكن صديق أكبر لإسرائيل من الرئيس ترامب. هذا يوم جديد للعلاقات بين اسرائيل و الولايات المتحدة”.

لقد تحدث نتنياهو مع ترامب، ايضا، في موضوعين جوهريين آخرين: التهديد الايراني وما يجري في سورية. في الموضوع الاول، أوضح ترامب انه لن يسمح لايران بانتاج سلاح نووي. وفي الموضوع السوري، اعلنت اسرائيل انها غير مستعدة لتقبل التواجد الايراني. ولخص نتنياهو قائلا: “لم يكن هناك تقريبا أي مجال لم نر فيه الأمور بمنظار واحد، وهكذا فانه اذا كان ترامب يريد دراسة هذا الموضوع العيني للمستوطنات، فان مصلحتنا الوطنية تستدعي بذل هذا الجهد”.

فضلا عن الجوهر، برز خلال الزيارة الاستقبال الحار لرئيس الوزراء وعقيلته سارة. “لقد خرجوا عن أطوارهم لإظهار ذلك”، اعترف نتنياهو، بعد اللقاء الذي استهدف خلق كيمياء أولىة بين الزعيمين. وقد انعكس ذلك ايضا في لقاء الزوجتين، نتنياهو – ترامب. في الغرفة البيضوية كانت الاجواء عائلية ولقاء العقيلتين، سارة وملينيا، بفستاني السهرة، أثار للفضول. وبرز التعامل الودي من قبل ابنة الرئيس ايفانكا، مع الزوجين نتنياهو. واذا لم يكن هذا كافيا، فقد منح ترامب خلال المؤتمر الصحفي معاملة خاصة لسارة نتنياهو.

لقد وقف ترامب الى جانب نتنياهو وهاجم الاعلام الذي “ينتج انباء زائفة”، على حد قوله. اما نتنياهو، الذي يدير معارك مشابهة بنفسه، فقد ابتسم ابتسامة طبيعية وطويلة.

عن nbprs

شاهد أيضاً

أبرز عناوين الصحف الإسرائيلية 22/10/2019

متابعة: تصدر فشل نتنياهو يفشل في مهمته تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة واعادة كتاب التكليف الى …