المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان منظمة التحرير الفلسطينية
مقالات مشابهة
يوسف الشايب:
نظمت بلدية رام الله، ابتداء من صباح أمس، معرض كاريكاتير بعنوان “من العالم إلى القدس”، بمبادرة من رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة، يضم رسومات من أربعين دولة بمشاركة 150 رساما تناولوا مسألة القدس والأطفال الفلسطينيين الأسرى، انطلاقاً من المسرح البلدي الخارجي في دار بلدية رام الله، على امتداد شارع عيسى زيادة انتهاء بمبنى المحكمة العثمانية في البلدة القديمة المعروفة باسم “رام الله التحتا”.
وبرز في الرسومات أيقونات فلسطينية كالرئيس الشهيد ياسر عرفات، وقبة الصخرة والمسجد الأقصى، والطفلة الأسيرة عهد التميمي، والطفل فوزي الجنيدي الذي تجمع أكثر من أربعين جندياً في جيش الاحتلال حوله بأسلحتهم خلال اعتقاله في الخليل، فيما ظهر “حنظلة”، تارة برفقة التميمي تدير بشعرها الأشقر ظهرها إلى العالم كما رفيقها، وتارة مع استبدال رأسه بقبة الصخرة الذهبية، كما لم يغب غصن الزيتون.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فكانت له الحصة الأكبر من الرسومات المنددة بسياساته عامة، وقراره الأخير باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وعزمه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها، حيث تم رسمه بطريقة تعكس حجم الغضب العالمي تجاهه، وهي رسومات تخلل بعضها حوارات بلغات عدة ما بين عربية، وإنكليزية، وفرنسية، وإسبانية، وتركية، وغيرها.
وعبر الفنان الأميركي الوحيد المشارك في الفعالية إد هول، عن نقده لسياسة ترامب برسم يُظهره يحمل علبة كبريت عملاقة ويرمي بأعواد ثقابها بعشوائية فيشعل الكرة الأرضية برمتها.
وقال سباعنة، المبادر لهذا المعرض العالمي، لـ”الأيام”: جاءت فكرة إقامة المعرض عقب قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، واستمرار الاحتلال في اعتقال الأطفال وبينهم فوزي الجنيدي وعهد التميمي وغيرهم .. طرحت على بلدية رام الله تبني معرض دولي ينتصر للقدس وللأطفال الأسرى، ورحبت بذلك، ومن هنا بدأنا بالتواصل مع مؤسسات دولية، ومنها أوروبية وأميركية، ومع رسامي كاريكاتير حول العالم تربطني وإياهم صلات عدة، وبدأت المشاركات تتوافد عبر البريد الالكتروني، ليقام معرض “من العالم إلى القدس” بمشاركة 150 فناناً من مختلف قارات الكرة الأرضية، ومن بين المشاركين رسام كاريكاتير أميركي، وهذا يعكس أن الشعب الأميركي ليس بالضرورة مع قرار ترامب، بل إن فعاليات أميركية عدة نظمت تظاهرات في مدن أميركية ضد هذا القرار.
ولفت سباعنة إلى ان المعرض سيطلق في بلجيكا، عقب ثلاثة أسابيع عبر الفنان الفلسطيني أحمد الفراسيني، وبعدها إلى هولندا وفرنسا، وفي القدس أيضاً، “وإن عرض علينا نقله إلى الولايات المتحدة الأميركية سنعمل على ذلك”.
وفي كلمته بافتتاح المعرض، قال رئيس بلدية رام الله موسى حديد: هذا المعرض ليس تقليدياً، واستطاع عبره سباعنة التواصل مع رسامي كاريكاتير في أربعين دولة حول العالم، ودعوتهم للمشاركة في معرض لرسومات الكاريكاتير تتحدث عن القدس والأطفال الأسرى، في وقت تتعرض فيه القدس لأبشع هجمة من الاحتلال، وكذلك الأطفال الفلسطينيين الذين باتوا مستهدفين من قوات جيش الاحتلال .. المعرض هو انعكاس للرواية الفلسطينية كما يراها رسامو الكاريكاتير حول العالم.
ووصف رسام الكاريكاتير الفلسطيني أسامة نزال المعرض بأنه “ثورة فنية ثقافية فلسطينية انتصاراً للقدس وقضيتها في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي، والصمت العالمي والعربي”، لافتاً إلى أن مشاركته في المعرض تأتي من باب أهمية المشاركة الفلسطينية لحث الفنانين العرب والعالميين للمشاركة فيه، والتعبير برسوماتهم عن مساندتهم لقضيتنا العادلة.
أما رسام الكاريكاتير رمزي الطويل، وهو أحد الفنانين الفلسطينيين المشاركين في المعرض، فرأى أن أهمية المعرض تكمن في كونه عالمي الرسالة، ويتجاوز المحلية في الطرح، وهذا ما من شأنه أن يضمن وصول رسالة الشعب الفلسطيني عبر الكاريكاتير إلى العالم، وهذا ما يجعل المشاركة في هكذا معرض أمراً في غاية الأهمية.
