الرئيسية / مقالات وتقارير / تقرير الاستيطان / الاستيطان ومشاريع الضم ، أوراق يراهن عليها نتنياهو في انتخابات الكنيست الاسرائيلي

الاستيطان ومشاريع الضم ، أوراق يراهن عليها نتنياهو في انتخابات الكنيست الاسرائيلي

تقرير الاستيطان الأسبوعي من 28/12/2019-3/1/2020

إعداد : مديحه الأعرج/المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان

ما زالت حكومة الاحتلال الاسرائيلي تتجاهل مواقف المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية بشأن الاستيطان باعتباره جريمة حرب وتواصل التصرف باعتبارها دولة فوق القانون مستندة في ذلك على دعم وتشجيع وحماية  الادارة الاميركية  والتي كان أخرها تصريحات وزير الخارجية الامريكي بان الاستيطان والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة شرعية ولا تتعارض مع القانون الدولي وبأن الولايات المتحدة سوف تعارض بحزم فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في جرائم حرب ارتكبتها اسرائيل في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 . وفي هذا الاطار عاود بنيامين نتنياهو وصرح بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية لحزبه (الليكود)، في ما اسماه”خطاب النصر” ، بتحقيق مزيد من الإنجازات التاريخية في السنوات المقبلة ، في حال فوزه في الانتخابات القادمة للكنيست الاسرائيلي  ووضع خطة من ست نقاط تشمل وضع حدود نهائية لدولة الاحتلال ، دفع الولايات المتحدة إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت ، ممارسة الضغوط من أجل اعتراف الولايات المتحدة بتوسيع السيادة الإسرائيلية على جميع البلدات ( المستوطنات ) في الضفة الغربية كلها  دون استثناء. فيما يجتمع الفريق الوزاري الإسرائيلي المشترك ، الذي سيبحث ويدرس ضم وتطبيق السيادة الإسرائيلية على مناطق غور الأردن مطلع هذا الاسبوع  , وقد تقرر ذلك بعد أن كان تم تجميد عقد لقاء للفريق في اللحظات الأخيرة من موعده قبل اسبوعين وذلك  تماشيًا مع وعد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي عشية الانتخابات الأخيرة.

 

مواقف الادارة الاميركية هذه هي التي شجعت حكومة اسرائيل والمنظمات الاستيطانية على تصعيد هجومها الاستيطاني في طول الضفة الغربية وعرضها بما فيها القدس الشرقية المحتلة . فقد شهد العام المنصرم نشاطا استيطانيا محموما وواصلت حكومة المستوطنين اليمينية  المتطرفة مشروعها التوسعي بدعم امريكي شمل معظم محافظات الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية المحتلة  ، حيث ارتفعت وتيرة التوسع الاستيطاني في العام 2019 بنسبة 70% عما كانت عليه في  العام الماضي 2018. فقد بلغ عدد الوحدات الاستيطانية التي تقدمت حكومة الاحتلال وأذرعها الاستيطانية  لبنائها أو تمت الموافقة عليها خلال العام الماضي وفق مصادر متطابقة نحو  10 آلاف وحدة استيطانية ، مقارنة بنحو 6800 في كل من العامين الماضيين ، في وقت هدمت فيه سلطات الاحتلال نحو 617 مبنى في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية خلال العام 2019 ، وهو ما أدى الى تهجير 898 فلسطينيا.

 

وقد تواصلت مخططات الاستيطان التي تنوي اسرائيل تنفيذها في المناطق الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس  ، حيث تعتزم الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي المصادقة على بناء 2000 وحدة سكنية بالمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ، حيث أعلن”المجلس الأعلى للتخطيط ” أنه سوف يناقش المصادقة على الخارطة الهيكلية لمستوطنة “حرشه” وبؤرة استيطانية محاذية، وكذلك على حي سكني جديد في مستوطنة “تالمون”، يضم 258 وحدة سكنية غالبيتها بنيت بصورة غير قانونية بحيث يتم تسوية أوضاعها  ومنحها تراخيص البناء علما أن حكومة الاحتلال واجهت في السابق صعوبات في إضفاء الشرعية على تلك البؤرة الاستيطانية في ” حرشه “، لأن طريق الوصول إليها يمر عبر أراضي فلسطينية بملكية الخاصة. وكجزء من محاولات تنظيم وشرعنة البؤرة الاستيطانية المذكورة كان  المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، قد أصدر رأيا قبل عامين سمح بمصادرة الأراضي الفلسطينية بملكية خاصة للأغراض العامة في المستوطنات. أبد من ذلك سوف يناقش المجلس الأعلى للتخطيط المصادقة على 147 وحدة سكنية في مستوطنة “متسبي أريحا” في منطقة الأغوار، إذ تتواجد هذه الوحدات السكنية في مرحلة متقدمة من خطط البناء قبل المصادقة النهائية   وعلى ـ100 وحدة سكنية في مستوطنة “نفيه تسوف” قرب عين بوبين، بالإضافة إلى 72 وحدة سكنية في مستوطنة “أرئيل”  في محافظة سلفيت و 107 وحدة في مستوطنة “إلون موريه” ، فضلا عن مناقشات أولية في المجلس الأعلى للتخطيط، حول خطة لإنشاء 534 وحدة سكنية و12 وحدة تجارية أخرى في مستوطنة “شيلو” في محافظة نابلس .بالإضافة إلى مناقشة خطط لتوسيع المشروع الاستيطاني  في مستوطنات “جفعات زئيف” و”معاليه أدوميم” و”معاليه ميخميش” و”عالمون” و”كوخاف يعقوب” والمنطقة الصناعية في مستوطنة “إيمانويل” في محافظتي رام الله والقدس .

 

وفي محافظة قلقيلية جرّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أراضٍ في عزبة وادي الباشا جنوبي مدينة قلقيلية ، من أجل شق طريق استيطاني، وتهدف أعمال التجريف خدمة مستوطنة “الفي منشيه” المقامة على أراضي المنطقة منذ عام 1981 والتي تتوسع على حساب أراضيها سنويًا. فيما شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، بتجريف مساحات واسعة من أراضي قرية عسلة  شرق مدينة قلقيلية بهدف توسيع مستوطنة “الفي منشه” المقامة على أراضي المحافظة.  كما أعلنت ما تسمى “الادارة المدنية” عن مصادرة 165 دونما من أراضي قلقيلية في الجهة الجنوبية لصالح الطريق الالتفافي المؤدي الى “مستوطنة الفيه منشه” وحاجز “الياهو”. ويأتي هذا “الاستملاك” ليقطع الطريق على اية اعتراضات من أصحاب الاراضي امام المحاكم الاسرائيلية فالاستملاك حسب زعمهم ياتي في سياق المصلحة العامة للدولة، ما يجعل المحكمة ترد اية اعتراضات تقدم من قبل المتضررين وتستبدل رد الاعتراض بالتعويض المالي لاصحاب الاراضي وهذا ما يرفضه أصحاب الاراضي المصادرة بشكل قطعي وياتي هذا القرار استمرارا لقرار استملاك سابق للشارع الالتفافي الذي تم شقه في الثمانينات من القرن ويبدا من محطة محروقات ” مستوطنة الفيه منشه”حتى حاجز “الياهو”. وتقع المساحة المصادرة بالاستملاك على جانبي الطريق ومن شأنها أن تؤثر كذلك  على المشاتل الزراعية المقامة في المكان.

 

على صعيد آخر أقامت جمعيات استيطانية اسرائيلية في مدينة القدس الشرقية المحتلة متحفاً توراتيا من ثلاثة طوابق بمساحة 1390 متر مربع في منطقة العين الفوقا بسلوان، التي لا تبعد سوى عشرات الامتار عن المسجد الاقصى من الناحية الجنوبية الغربية، يهدف الترويج لتاريخ اليهودي يهودي مزعوم في المدينة يهدم الرواية التلمودية على حساب الروايات التاريخية العربية الاسلامية والمسيحية والتاريخ الحقيقي لهذه المنطقة . وقد شيد المتحف في منطقة تمنع بلدية القدس وسلطة الآثار الاسرائيلية البناء فيها بدعوى انها منطقة تاريخية تحوي آثار من حقب تاريخية مختلفة ولكنها ورغم ذلك لم تمنع الجمعيات الاستيطانية من اقامة هذا البناء”،وسيُستخدم المتحف لترويج وتسويق تاريخ مزور عن هذه المنطقة، ليخدم السياحة التلمودية الداخلية والخارجية وقد أقدمت تلك الجمعيات على نقل كمية كبيرة من الحجارة الضخمة والتاريخية من هذه المنطقة، لطمس معالمها ولتغييرها كي تحاكي اسطورة ورواية تناسب روايات تاريخية يهودية .

 

وإمعانا في تحدي مشاعر الفلسطينيين وللإيحاء بأن سوف يمضي في مخطط توسيع الاستيطان في الخليل اقتحم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت المسجد الإبراهيمي في الخليل بالتزامن مع ما يُسمى عيد الأنوار “حانوكاه” اليهودي. وقد رافقه قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي “ايتمار بن حاييم” في الاقتحام مع رئيس تجمع “كريات أربع” الاستيطاني “الياهو ليبمان”، ورئيس المدرسة الدينية في الخليل “حننيئيل اتروغ”.وقال “بينيت” خلال الاقتحام، إنه: “لا يستطيع التفكير بمكان أفضل من الخليل لإشعال الشمعة الأخيرة من عيد الأنوار” حسب قوله.وزعم أن: “الخليل قلب إسرائيل، ولا يمكن العيش بدون قلب، وأنه في حال تنكر الشعب اليهودي لجذوره فسيندثر”.وتعهد “بينيت”: بالمصادقة على بناء المزيد من المستوطنات والأحياء الاستيطانية، قائلاً إنه لم يصبح وزيرًا للجيش ليبني حيًّا استيطانيًّا واحدًا فقط.

 

وفي تطور خطير اقرت بلدية الاحتلال في القدس اقامة مؤسسات تعليمية تابعة لمعارف الاحتلال بدل مدارس وكالة الغوث الدولية في القدس . بلدية الاحتلال بدأت بهذه الخطوة بدعم قوي من الحكومة الاسرائيلية ومن ورائها الادارة الاميركية حربا مفتوحة على الوكالة الأممية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وهي تسعى اعتمادا على الاحزاب الصهيونية في الكنيست الاسرائيلي الى سن وتشريع القوانين بهدف حظر نشاط الوكالة بدءا بمدينة القدس وذلك بعد أن وقع رؤساء الكتل البرلمانية لحزب الليكود و”يسرائيل بيتينو” و”شاس” و”يهدوت هتوراه” و”البيت اليهودي” واليمين الجديد” على مشروع قانون الى الكنيست في هذا الخصوص يستهدف وضع حد لنشاطات ومؤسسات تعليمية وصحية ومراكز امومة وطفولة ومراكز اجتماعية وعيادات اطبية ومؤسسات تعليمية في مدينة القدس بدءا بمخيم اللاجئين الفلسطينيين في شعفاط وحظر نشاط الوكالة في  دولة الاحتلال ابتداءً من بداية عام 2020. ويهدف هذا المشروع الذي قدمه عضو الكنيست الحالي ورئيس بلدية الاحتلال سابقا نير بركات، إلى منع أي تواجد “للأونروا” في المدينة المقدسة، ضمن خطة إسرائيلية تهدف إلى إنهاء دورها؛ بحجة أنها تعمل على “إدامة قضية اللاجئين الفلسطينيين”.

 

وفي الانتهاكات الاسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الارض فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير:

 

القدس: هدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في مدينة القدس منزلا مكونا من شقتين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك تبلغ مساحة كل منهما 100 متر مربع، تعودان للمواطن يزيد خلايلة وشقيقه مهند ، بذريعة البناء دون ترخيص، واستولت قوات الاحتلال على 5 مساكن وخط مياه بلاستيكي في منطقة المنطار من بادية القدس تعود  للمواطنين : محمد عمر عبد القادر ، وزكي خليل عبد القادر جعفر، ووالده خليل، ومحمد ماهر السرخي، وهاني شاكر السرخي، وعلى خط مياه بلاستيكي ، وفي إطار أعمال التضييق على المواطنين في القدس هددت سلطات الاحتلال بسحب خط مياه في اراضي برية السواحرة التي تمتد حتى منطقة المالح في البحر الميت يبلغ طوله 7 كيلو متر.

 

الخليل:اقتحم مستوطنون بلدة السموع جنوب المحافظة بحماية قوات الاحتلال.وانتشر جنود الاحتلال في شوارع البلدة، ونصبوا حواجز عسكرية على المفترقات، ومنعوا المواطنين من التنقل، لتأمين دخول المستوطنين إلى أحد المواقع الأثرية. واحتجزت قوات الاحتلال عيادة متنقلة تابعة لمديرية صحة جنوب الخليل، أثناء توجهها لأداء عملها في مسافر يطا وأوقفت العيادة المتقلة؛ وهي عبارة عن مركبة كبيرة مجهزة ببعض الأدوات الطبية وأجهزة الطوارئ، إضافة إلى بعض الأدوية، وأنزلت الأطباء الذين كانوا على متنها، واستولت عليها.وتقدم العيادة المتنقلة الخدمات الطبية للمناطق المهمشة والبعيدة في مسافر يطا، إضافة إلى البدو الذين يعيشون على أطراف المنطقة الواقعة جنوب الخليل.

 

بيت لحم:اقتحم مستوطنون، منطقة برك سليمان السياحية الواقعة بين بلدة الخضر وقرية أرطاس جنوب بيت لحم تحت حماية قوات الاحتلال وأدوا طقوسا تلمودية، واقتلعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي أشجار زيتون معمرة في أراضي قرية الجبعة جنوب بيت لحم في منطقة “خلة فروانة”بعد ان اغلقت قوات الاحتلال المنطقة وسط إجراءات وتدابير أمنية مكثفة، ومنعت المواطنين وأصحاب الأرض من الاقتراب منها.وتعود الأشجار للمواطنين عزات عبد الله حسن، وأحمد عبد اللطيف.فيماأصيب الشاب بلال سعيد غزال (20 عاما) من قرية كيسان بجروح ورضوض، ، جراء دهسه من قبل مستوطن، شرق بيت لحم.

 

نابلس: قامت قوات الاحتلال وأمن مستوطنة شافي شمرون بإخراج المزارعين عنوة من أراضيهم التي كانوا يعملون بها من أجل البدء في مشروع زراعة أشجار المشمش بحجة أنها أراض ممنوع دخولها؛ الا بتنسيق مسبق، فيماهاجم مستوطنون،  مركبات المواطنين بالحجارة على الطريق الواصلة بين نابلس وجنين قرب مستوطنة “حومش” المخلاة المقامة على أراضي سيلة الظهر وبرقة ما أدى لتكسير زجاج 25 مركبة، وإصابة عدد من المواطنين بشظايا الزجاج وجرى إسعافهم ميدانيا، ومنعت لاحقا  مسيرة سلمية إلى موقع مستوطنة “حومش” المخلاة نظمها المجلس القروي في برقه  بمشاركة العشرات من أهالي القرية  باتجاه منطقة القبيبات التي تقع المستوطنة المخلاة على أراضيها. ووقعت مشادات كلامية بين المشاركين والجنود

 

الأغوار:أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوقف العمل في أرض تعود للمواطن رامي نجيب فقها، قدرت مساحتها بــ10 دونمات، مزروعة بالبقوليات؛ بحجة أنها في منطقة أثرية، في منطقة الحمة بالأغوار الشمالية، واستولت على خيام سكنية وبركسات لتربية المواشي في منطقة عاطوف جنوب شرق طوباس تعود للمواطن سعيد زايد ابو ظاهر، وأخطرت بإزالة غرفة، وشرفة، وعدد من أشجار الزيتون في خربة ابزيق شمال طوباس. كما استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على خمسة جرارات زراعية أثناء عملها في منطقة “أم القبا”، بالأغوار الشمالية.حيث داهم الاحتلال المنطقة واستولى على الجرارات، بحجة عملها في “مناطق عسكرية مغلقة” وداهمت خيام إحدى العائلات في منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية، وعاثت فيها خرابًا.

 

 

 

 

 

 

 

عن nbprs

شاهد أيضاً

Israel is drowning in illusion : Settlement plans to besiege Palestinians in enclaves between river and sea

By: Madeeha Al-A’raj The national Bureau for Defending Land and Resisting Settlements stated in its …